19 أبريل، 2024 12:43 ص
Search
Close this search box.

التمييز بين الدولة والسلطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد تمادى السلاطين والشيوخ ورؤساء الدول العربية والإسلامية ، ورؤساء حكوماتها، عن قصد أو غير قصد في عدم التمييز بين الدولة والسلطة ( وفق مقولة الدولة انا ) وتجاوزوا جميعا على جعل الدولة أدنى من السلطة ، وأخذ الكثير منهم يخضع الدولة لمشيئتهم وفصلوا مقاساتها على وفق مقاساتهم أو أهدافهم متجاهلين أن الدولة هي الأصل وأن السلطة هي الفرع ، وهم نتيجة لذلك كانوا على مر التأريخ معتدين على الشعوب مما دفع بها للانقلاب عليهم مطالبة بالدولة الديمقراطية ومن ثم اليوم تجري المطالبة بالدولة المدنية بعد أحداث ما أطلق عليه بالربيع العربي .
معنى الدولة والتعريف بالسلطة .
________________.____
الدولة عند العميد دكي هي التمييز القاتم بين الحكام والمحكومين ، أي أن الدولة تنشأ وتظهر للوجود منذ اللحظة التي تفصل بين الحاكم والمحكوم ، فالدولة عند هذا القانوني الكبير تعني الاختلاف بين الحاكم والمحكوم ، أما الدولة لدى الدكتور حسن الجلبي . استاذ القانون الدولي العام سابقا في جامعة بغداد ، في الستينات ، فهي ليست سوى ظاهرة اجتماعية وحدث تاريخي تساهم في تكوينه عوامل جغرافية واجتماعية واقتصادية وسياسية توجه الاوضاع في جماعة ما على نحو يهيئ لها القدرة على الحياة بكيان سياسي ذاتي مستقل بتمييز بالتنظيم والاستقلال في مواجهة التجمعات الاخرى، وهي كما يؤكد الدكتور الجلبي صورة من صور التجمع البشري ، وهي برأينا مجموعة بشرية تكونت تأريخيا بفعل عوامل الخوف والحاجة الاقتصادية على أرض محصورة تظهر فيها سلطة تحافظ على السيادة والاستقلال قبل التجمعات السكانية الاخرى، أما السلطة عند العميد دكي فهي تعني الحكام القابضون إلى القوة ، أي أن السلطة جزء من الدولة ، فالدولة هي الأرض والشعب والسلطة والسيادة في الداخل والاستقلال عن قوة الغير في الخارج. والسلطة وفق علم السياسة : تعني التأثير باستخدام القوة على مجموعة من الأفراد أو التجمعات الإنسانية من خلال التحكم بإصدار القرارات التي تعمل على تحقيق الأمن والرفاه الاجتماعي،
إذن السلطة بتعريفها الأكاديمي ، تعني قوة القانون التي يستخدمها المخول لتحقيق أهداف الجماعة في الدولة . وان التمييز بينهما يكون على النحو التالي .

الدولة. السلطة
_____________________________________________________١… الدولة هي الأصل السلطة هي الفرع
٢… الدولة تحكم بالدستور. السلطة تحكم بالقوانين
٣… الدولة دائمة الوجود. السلطة متغيرة
٤… الدولة من أشخاص القانون السلطة من أشخاص القانون
الدولي . الدستوري
٥… الدولة شخصية عامة. السلطة أشخاص تخوفهم الدولة
٦… الدولة مقاساتها ثابتة. السلطة مقاساتها متغييرة
٧… الدولة تقييد السلطة السلطة محكومة بضوابط الدولة
٨… الدولة كيان متكامل السلطة يد الدولة
٩… للدولة مكانة دولية . للسلطة مكانة داخلية
١٠..الدولة بقوانينها تحترم الشعب. السلطة ربما تكون غاشمة
١١… الدولة جزء من المجتمع السلطة جزء من المجتمع
الدولي. الداخلي.
إن تمييزها أعلاه بين الدولة والسلطة المستمد أصوله من خلاصة علم السياسة وان ما رأيناه من تعسف في استعمال السلطة من قبل الحكام إنما هو ناتج عن جهل بأصول الحكم وقواعد ممارسة السلطة.
إن خلط الحاكم بين السلطة التي يمارسها وبين الدولة التي تطالبه بتحقق أهداف مجتمعها ناتج عن جهله بالدور المطلوب منه ، سواءا أكان منتخبا او وارثا للعرش وهذه الخصلة تجعل منه حاكما موتورا
غير مرغوب فيه ، وفي ضؤ مخرجات حكم القادة في الدول العربية أو معاناة الدول الإسلامية والكثير من قادة أفريقيا وامريكا الجنوبية تداعت الشعوب للتمرد عليهم ، وصارت مظاهرات الربيع العربي على سبيل المثال نموذجا أرادت منه الشعوب العرببة إزاحة الحكام الفاشلين وطالبت بالدولة المدنية تلك الدولة التي تعمل على تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة أمام القانون ، ويظهر فيها التبايين الواضح بين الدولة كونها وحدة التنظيم السياسي وبين السلطة كأداة تعمل باستمرار على تحقيق الأمن والرفاه الاجتماعي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب