23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

التميم ……. وخراب التربية والتعليم …!

التميم ……. وخراب التربية والتعليم …!

ان مفهوم التربية و التعليم هو بناء الفرد ومحو الامية في المجتمع وهو المحرك الاساسي في تطور الحضارات ومحور قياس وتطور ونماء المجتمعات فتقييم تلك المجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها.
وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته ان (الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم) واضاف بان البشر ياخذون معارفهم واخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة علما وتعليما والقاء … وتارة محاكاة وتلقينا مباشرة.
كان التعليم تقليديا او مايسمى بالتعليم البدوي يقابله في ذلك التعليم المدني (النظامي) اما التعليم البدوي احتل اهمية ورعاية من بعض الولاة فخلال حكم آل الجليلي في الموصل (1726-1824) برز الاهتمام بالتربية والتعليم والتي بقيت ملازمة حتي النصف الاول من القرن العشرين   وهي انتشار الكتاتيب والتي تستند الى تعليم الصغارالى بعض آيات من سور الكتاب الحكيم بطريقة (التهجأة) – الطريقة الهجائية – وغالبا ما يعمد (الملا) الى استخدام العقوبات الشديدة مع التلاميذ الصغار (الفلقة) حتى ان التلاميذ كانوا يحفظون على ظهر قلب وكانوا يسموها (بلبل ومي) وكان التلاميذ يختمون القرآن وتجري لهم مراسيم وحفلات بسيطة عند تخرجهم وهم يرتدون (الدشداشة) البيضاء وغطاء الراس والذي مايعرف (الحدرية او العرقجين) وهم يجوبون الازقة والحارات يرددون الاهازيج والاغاني مبتهجين فرحين.
وتطور التعليم في زمن مدحت باشا حيث افتتح اربع مدارس هي: المدرسة الرشدية المدنية، المدرسة الرشدية العسكرية، والمدرسة الاعدادية العسكرية، ومدرسة الفنون والصنائع وكانت المواد التي تدرس فيها “هى الجغرافية والتاريخ والحساب والخط واللغات الاجنبية وتستقبل مضت هذه المدارس الطلبة الذين انهوا   تعليمهم فى الكتاتيب  ، حيث تتجه هذه المدارس الى تخريج المعلمين والضباط والموظفين واصحاب المهن والصنائع الحرة وكانت انواع المدارس هي: ابتدائية، ثانوية، دار المعلمين، مدرسة صناعية، مدرسة عالية كلية الحقوق.
وكان التقرير الصادر عن حالة المعارف في العراق لسنة -922 – 923 قد اشار الى ان عدد المدارس قد بلغ ثماني وثمانين مدرسة فقط وكان عدد المعلمين فيها اربعمائة وستة وثمانين، اما عدد الطلاب فقد تجاوز ثمانية ألاف وقد مثلت هذه الاحصائية عموم البلد هكذا كان التعليم يشار اليه بالبنان رغم امكانياته المحدودة.
اما في سبعينيات القرن الماضي فقد اختير العراق كافضل دولة في مكافحة الامية والجهل وحصل على تقييم وجوائز (اليونسكو)، حيث كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من افضل انظمة التعليم في المنطقة، كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة تقدر بحوالي 90٪ حيث كانت وزارة التربية والتعليم قد قضت على الامية تماما من خلال انشاء حملات محاربة الامية، ولكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرض له العراق من عقوبات صارمة وحصار ظالم دام اكثر من 13 سنة.
اما الامية الجهل قد وصلت مستويات غير مسبوقة ألي   فى تاريخ والتعليم الحديث فى ظل وزاره فاسدة ضعيفة لا تقوى علي الرقي التقدم لابسط الدول المجاوره بسبب تفاقم عمليات الفساد آلذي يسود الوزارة حيث آن نسبة 70٪ من الدراسة تفتقرالى المياه النظيفة والمراحيض وان هناك مدارس يتم بناؤها من الطين والقش او الخيام احيانا وهناك هياكل حديدية لم يتم انجازها كمدارس بسبب الفساد وصفقات المقاولين الوهمية ومنذ سنوات تحولت لمكبات القمامة والاوساخ، وان رداءة مختبرات العلوم والمكتبات والمعدات والمناهج التي عفا عليه الزمن، وعدم تدريب المعلمين، وانعدام دروس الرياضة والفنية والنشيد والموسيقى ورفع العلم والسفرات والكشافة وتغييب الموظفين، وظاهرة انتشار واسعه من الدروس الخصوصية التي تاخذ بعيدا عن النظام العام وسرقة اسئلة الصفوف المنتهية بفرعيها العلمي والادبي وبيعها بالدولار والتلاعب بتغير اسماء الأذكياء فى الدفاتر الامتحانية والتلاعب بتصحيحها  وتفشي ظاهرة الغش من دون محاسبة او عقاب واستحداث الدور الثالث والرابع وظاهرة الامتحانات الخارجيه سعر المفرد 250 الف دينار لكل درس ضمان النجاح. وظاهرة الزحف والشهادات المجانية للوقفين السني والشيعي والقفز من الشهادات الابتدائية الى الشهادات الاعدادية …. ناهيك ان اغلب الصفوف الدراسية تعدى الثمانين تلميذ وآلاف الطلبة يجلسون على الارض من دون رحلات بل وحتى الاعدادية التي خرجت الوزير يعانون من المياه الصالحة للشرب وانعدام التيار الكهربئي وجلوسهم على (الحصران) وبقايا علب الكارتون في الحويجة، وحتى ان (سيادته) يمر الى بيته بجوار مدرسة عبارة عن هيكل من الكتل الكونكريتية ولم تكتمل منذ سنوات، ومن يرى دموع تماسيح السيد الوزير وهي تنهمل عبرشاشات التلفاز وكانه ( حامي الحمة) ودموع التماسيح تضرب لمن يتباكى ويتظاهر بالحزن لان التماسيح تسيل دموعها وهي تلتهم فريستها وهو يبكي على اطفال وطلبة المدارس وهو بطل صفقة البسكت الفاسد المتسمم هو ونائبه (الفطحل) الابراهيمي الذي وصف الرسل من المعلمين (بالمطايا) اجلكم الله (ومن هالمال حمل جمال .. واذا اتتك مذمتي ……) هذه انجازات بطل الحويجة ونائبه (نيوتن الابراهيمي) في الفساد وفشل التعليم في العراق …. ورحم الله الفنان سليم البصري – حجي راضي – في مسلسله تحت موس الحلاق .. واتتي مشناف.
التوقيع … ابنك المستحلص .. تنيم …..!