هل أصابتنا المتلازمة الثلاثية، التميز، الفقر، الجهل، وأصبحت حالتنا مستعصية جدآ، وبحاجة إلى طبيب متميز وعلاج فعال، كي نخرج مما نحن فيه، أم نبقى تحت طيات الفقر والجهل وبين من يميز ويتميز عنا؟.
إن ما يدور اليوم بحاجة إلى فهم واعي وعقل مدرك للأمور، وإلا إلى الهاوية،كيف لنا أن نقضي على تدارك الأمر بعقل وحكمة وروية،وكيف لنا النهوض بواقع مرير أكل علية الدهر وشرب؟، ما نشكوه اليوم عاشته من قبلنا أمم لازالت آثارها إلى اليوم، لغة التميز بين الآخرين فقدت هيبة بني البشر.
من منا لا يصبوا إلى أن يتميز، علما انه أحد مطالب النفس، والحاجة التي يرغب الوصول إليها الإنسان، فهنا تجد أعالي القوم والأسياد يصبون إلا أن تكون روح التميز هدفهم، كون التميز يعلي من شأنهم وقدرتهم وهو يخلق الهمة العالية، هكذا هي رؤيتهم.
لكن ما نراه اليوم هو الفهم الخاطئ والفكر المغلوط للتميز، حيث أصبح الأمر سلبيا لا يمكن تفاديه، كونه خرج من منظوره الإيجابي والذي خالف المنظور الإسلامي، لأنه خالف حقيقة التميز وسلك الطريق الخاطئ.
صور التميز السلبي ليست بالأمر الجديد، فقد شهد التاريخ كثير ممن تصدى للقيادة و الإدارة، وكان تميزه سلبيا، فرعون مثلا، الذي كانت امنيته أن يشهد له العالم بالربوبية، وأراد العلو والتميز وان يكون ذات شأن عال، وعند التطرق إلى التاريخ وليس بالبعيد فذاك صدام حسين، أراد التميز له ولحزبه أراد السطوة، أراد علو الشأن وفعل مالم يفعله غيره، أن كل تلك الآثار السلبية خلفت جرحا عميقا، في القلب الحي وألما في الضمير الواعي، وأثر تأثيرا واضحا في المجتمع المحيط، فتلك الآثار لها مدلول سلبي على الأمة والمجتمع،وما نتيجة التمييز السلبي إلا الهلاك والموت.فقد خلف التميز معه التنافس السلبي، وشيء مرتبط بالشيء الأخر، وأصبحا متلازمين، حيث خلفا حاله متأخرة في نمو المجتمع وإصلاحه، التمييز الذي نراه اليوم أصبح على نطاق واسع حيث تعدى مفهوم الشخص،وأصبح أما منظور أمه أو فئة أو حزب أو كيان سياسي معين،وما نلحظه هو أن هناك قائدا اكتسب موروث سلبي وأصبح قائدا لسرب من نعاج.
لكي نقتل هذا المرض لابد ان نقتل روح التنافس السلبي المتولدة في نفوس اغلبنا، ونعطي لمن يتميز دفعة تنتج مزيد من ابداعه لا نلقي به مغلولا في غياهب الأنا، ولنتحرر من تلك النرجسية التي قتلت اغلب المتميزين، حتى قضوا مظلومين في سبيل انقاذ مشروعهم من الانتهازين الذي طالما يفسدون التميز بدوافع واتهامات تافهة.
علينا إتباع الضمير الواعي، والفهم والإدراك، والابتعاد عن القدرات السيئة والسلبية، علينا تحمل المسؤولية والاعتزاز بالقيم والمبادئ السامية، الابتعاد عن كل أعمال البطالة، والمثابرة في العمل الجاد.
لنجد طبيب النفس والرقي في أتم وجه نحو التميز الإيجابي، وبناء مجتمع واعي متمدن، له القدرة على النهوض بواقعه الصحي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، علينا اتباع تعاليم الدين الحنيف والتمسك بالخلق الرفيع، واحترام حقوق الآخرين هنا نقول أن طبيب النفس والروح هو الضمير الذي يكون هو نفسه قرين الشخص.