منذ أن انطلقت تظاهرات الشعب قبل 50 يوما ، تلون المشهد الإعلامي وفق رؤى وأجندات من يقف وراء المؤسسات الإعلامية ، والجامع في هذا المشهد هو انهيار قيم الإعلام الصادق أمام التمويل السياسي لهذه الوسيلة أو تلك ، جميع وسائل الإعلام بلا استثناء تبنت الخطاب الحكومي وأصبحت منبرا لأركان الحكومة ، وأفردت مشاركات خجولة للمتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة التي أقرتها القوانين، وتسيدت مقالات القدح والشتم للأقلام حكومية طائفية مأجورة ، حاولت التعمد على زيادة الشحن الطائفي ، وهناك مقالات قليله كانت منصفة للمظاهرات واصفتا إياها بالمظاهرات الدستورية والقانونية ، والقسم الثالث من المقالات اتسم باللامبالاة وكأن الأمور في العراق على أحسن ما يرام ، والمتابع يرى الإعلام الممجوج والمجبول على إثارة الفتن والمحن برز بكل أشكاله في هذه الأزمة ، وما يشيعه من تطاحن واختلاف وصراع بين أركان العملية السياسية،من يقرأ هذا الإعلام لن يكون أمامه سوى انتظار الانهيار الوشيك ,والحقيقة هي أن لا صراع داخل أركان العملية السياسية ، كثيرون اعتقدوا أن الحكومة ستخرج من هذه الأزمة _ كما يصفها إعلامها _ منتصرة ، كما خرجت قبل من عدة أزمات، بحيلها الماكرة ومراوغتها وبثروات الشعب العراقي التي اعتاد ت تبديدها خدمة لأهوائها وأحلامها، لذلك ركضوا وراءها مراهنين على الانتصار الذي سيجنون من وراءه المناصب والعطايا، لكن رهانهم لم يكن محسوباً هذه المرة أو بالأحرى غاب عنهم أن طرف النزاع مع الحكومة هذه المرة ليس هيناً… إنه الشعب الذي لا تقهر أرادته. أن عملية التسقيط الذي يمارسها بعض الإعلاميين من خلال نعت الأخر بشتى نعوت دليل على عدم حيادية هذا الإعلامي ، وانه من يسهم في تمزيق الوطن وتدمير نسيجه الاجتماعي ، يكون السكين المسمومة التي تقتل شعبه منذ فتره نسمع بان ( الطائفية موجودة في العراق قديما) هذا الكلام عار عن الصحة والدليل على ان كل العشائر العراقية تتكون هيكلها من المذهبين ، فضلا عن الزواج بين الطائفيتين سجل في السنوات الأخيرة أعلى مستويات له يضاف إليه غالبية البيوت العراقية تتكون من الطرفيين . وهذا يسقط الكلام الذي يدعي بان الطائفية موجودا اصلا في المجتمع. لا يخفي على احد أن العملية السياسية وصراع أركانها من اجل مصالح ذاتية ،و يتلاعبون في مصير شعب، يساندهم في ذلك الآلاف من وعاظ السلاطين والمرتزقة والدجالة وخبراء النصب والاحتيال والتلاعب بمشاعر الآخرين ،، والمتابع لوسائل الإعلام التي تعد بالمئات يصاب بالغثيان لما تناقله من سموم مدمرة لكل مرافق الحياة ، الحقيقة الماثلة أمام كل المتابعين للإعلام خلال هذه الأزمة يبرز الكذب والافتراء التي تتناولها وسائل الإعلام مستنده على كذب وخداع سياسي العملية السياسية والنواب الذين لا يعرفون خصائص هذا الشعب، إزاء ما تقدم فان المسار العام الذي ظهر جليا في تناول وسائل الإعلام العراقية المختلفة لهذه ألازمه ويمكن تشخيص محاور هذا المسار ووفق ما أفرزته الرسائل الإعلامية التي طرحتها تلك الوسائل ومعها كتابها الذي انكشف حالهم أمام الشعب العراقي وتبين من هو طائفي مقيت وعراقي وطني شريف ينادي بوحدة شعبه ووطنه . محاور مسار الرسائل الإعلامية تجلت بما يلي.
1- انعدام الدقة في الإخبار المقدمة ، وكانت الروايات الملفقة اغلب الرسائل الإعلامية.
2- اعتماد الإثارة الطائفية التي سعت إلى الشحن الطائفي غير المبرر.
3- أصبحت واجهه لنواب ومسؤولين حكوميين ،الذين عمدوا الى الدفاع عن رائ الحكومة وإغفال مطالب الشعب.
4- اتسمت مقالات بعض الكتاب بالطائفية والترويج للتقسيم العراق والفدرالية مما جعل وحدته إمام خطر جدي.
5- الاستخفاف الذي أظهره بعض الصحفيين بالتظاهرات جعلتهم يكونوا غير حياديين في عملهم الصحفي المهني.
6- تجاهل متعمد لمعارضي الحكومة وعدم إفساح المجال لهم أسوة بزملائهم بالحكومة والعملية السياسية لطرح وجه نظرهم.
7- التعمد في قلب الحقائق والمفاهيم ،، وجعل الإثارة هي عنوان رسائلهم الإعلامية .
وهنا نحن أمام معضلة مهنية تتجلى في استقلاله وحياديته ، وهذا أمر خطير إزاء ما يعانيه البلد من أزمات سياسية ناتجة من اختلاف الرؤى للإطراف النزاع والكم الهائل من الأحزاب التي تمتلك المال والقادر على أنشاء مؤسسات إعلامية تكون داعمة ودعائية لها الحزب وذاك ، وهذا أمر طبيعي (( الأعلام الحزبي ) موجود في المشهد الإعلامي في كل بقاع المعمورة يعمل من اجل الترويج للأفكار ونظرية الحزب صاحب الوسيلة الإعلامية ، ولكن يجب آن لا يكون هذا الأعلام أداة لتمزيق المجتمع وتدمير المرتكز الجامع للشعب والوطن ، الأصل هو أن يكون الأعلام وسيلة لكشف الحقائق وتنوير الجمهور عما يجري حوله. وان يكون أداة بيد الشعب لا ضده