الهامش: للهامش أثر مهم على متن الكتاب او المُؤلف رغم أختصار عبارته و بساطة مدلوله فغالبا يقع بين بياناً للمعنى او دليلا على المصدر. لكن الهامش سند المتن وجودةِ رصانته و برهاناً للمطلوب نحو أثباته. فالمتنُ سرداً دونَ هامشه.
واحد رجب المفعم بالمعاني الروحية و الجهادية و جللِ مُصابه و ما يحمله من مجداً تُشنف به الاسماع و عز تُشمّ به الانوف حيث توافد الشهداء على الركب الحسيني نحو الفتح المبين.
لقد جمع الحفل التأبيني في الواحد من رجب أكثر من عنوان سيادي وقيادات و مشايخ و وجهاء وضمَ الكثير من السفراء و الشخصيات حتى تزاحمت العناوين فرصت كلماته و توحدت أهدافه فأجملَ الهامش ما بالمتن من معنى.
من المُلفت للنظر توظيف مناسبة يوم الشهيد العراقي لمعالجة المسيرة السياسية في هذا التوقيت من خلال طرح وثيقة عمل تتضمن خارطة طريق لرسم سياسة البلد لما بعد الطوفان هو دليل على أستشعار أهمية ان يكون للعراق دوراً مهماً في هذه المرحلة و كذلك التأهب لدرء المخاطر و النأي بالعملية السياسية من الاستغلال و التطرف معتمدة على وحدة الصف بين الفرقاء على أختلاف مشاربهم بالمعنى الخاص و للشعب العراقي بالمعنى العام لتقليل التناقضات. وجاءت لتذكر بحصر السلاح بيد الدولة و مما يجدر الاشارة اليه ان الشعب بمعناه العام لا يملك سلاح يعتد به. كما طَرَحت على مسامع الهامش المهم من سفراء الدول و ممثلية الامم المتحدة و المنظمات الدولية مطمئنةٍ السائرين على نهج تهدئة الوضع بتغير التموضع العسكري بتموضع سياسي تخادما مع الوضع الحالي لخفض التوتر و التصعيد من خلال مبادرة انشاء نظام معلوماتي أستخباري بين دول المنطقة تمهيدا لبناء قوة متوازنة تعمل على أعادة الثقة و التعاون دعما للاستقرار والامان. ليفتح باب التفاوض بالحوارات كبديل عن القطيعة و الصراع. و أعتُبرت القضية الفلسطينة قضية العرب و المسلمين وهي من المعاير المهمة في رسم هذه العلاقات سوى إنا كبلد أسمه العراق له موقفاً ثابتاً من القضية الفلسطينة بوحدة تراب ارضيه و سمائه وهذا ما طُرح على القوى المنضوية تحت سقف المحفل وهو نمط جديد يفرضه الواقع لا غنى عنه في الموقف الحالي بسبب ما يثقل كاهل العراق من أحتلال و حروب و محن عصفت بشعبه و نزاعات قد تجعل العراق ساحة لصراع. اما الفقرات الاخرى فهي تعتمد على مدى قدرة القوى السياسية على توحيد الصفوف و الوقوف على مسافة صحية من القوى المتنازعة دون الافراط أو التفريط. كل ذلك يحتاج الى ادوات وشخوص قادرة على ادارة دفة السفينة الى بر الامان. هذا مضمون ما طُرح تقريباً من مبادرة في الواحد من رجب على لسان رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم وهو امرا هامشه اكبر من متنه و مدلولاته تشير الى الضغوط و الخلافات التي قد تطيح بالخيط و العصفور ان لم يسعى الجميع لتعاون في ايجاد حلول للازمات الداخلية من بطالة قد تُستغل و منافع قد تزول و نعم قد تُفارق بسبب لهاث الكثير خلف النموذج الغربي الذي يكلف الكثير من الجهد و المال و لا ضمان لاستقراره و نجاحه. و لكن يبقى السؤال ما الادوات التي تعتمد القوى السياسية في تفعيل مثل هكذا منهج و ما قدرتها على تحمل الضغوط الخارجية و هل تتوحد رؤية القوى السياسية في تشخص الاعداء و المخاطر التي بدورها تحدد مصلحة العراق في الوقت الذي نرى دول على قدرا من الاستقلال تعجز عن مواجهة مثل هذه المخاطر كما ان عدم اتخاذ موقفاً واضحاً من اكبر التهديدات التي مرة على العراق و العملية السياسية متمثلة ب ددااعش ما زالت للآن متباينة. وهذا يُعتبر التهديد الأخطر على الداخل و في بناء السياسة الخارجية.