23 ديسمبر، 2024 3:11 م

التمسك بالخليل هو تمسك بالذات

التمسك بالخليل هو تمسك بالذات

يميل الانسان منذ بدء التحول السايكولوجي والايديولوجي لديه عند بدء سيدنا آدم عليه السلام الرسالات المقدسة التي أرسلها الله تعالى للبشرية ليتم بموجبها تحول الخلق البشري الى انساني ، يميل الى التأثر ببعض الخصائص الذاتية منها والخارجية أيضا بنسبة اقل.
ان هذا التأثر مبني على بعض المرتكزات التي تشكلت بموجبها الخصائص سالفة الذكر ، وكي لا تكون لغتنا صعبة بالشكل الذي يصعب تفسيرها لدى القراء وتفقد مضمونها ، نحاول جاهدين ان نكون قريبين من محور الحديث الا وهو العنصر الأهم لتلك الخصائص وهو المشاعر الناتجة من العاطفة التي افرزتها ماهيات العقل الإنساني فسكنت القلب حتى تملكتها الذات العليا للإنسان فاستوطنت فيها فباتت جزءا لا يتجزأ من التصرفات الإنسانية للشخص المعني.
ان تلك المشاعر العاطفية لا نراها بالشكل المشوه الذي تظهر عليه خلال المرحلة الزمنية الحالية انما بالأساس الذي يمثل حقيقتها ونرى شواهد عدة عليه لدى أناس مروا بتلك التجارب عبر عقود سابقة مرورا بزماننا الحالي ، فوسط تناقض التفسيرات وسقوط المعاني وتوهان الحقيقة تبرز جنبة علمية فلسفية بالغة الأهمية نراها تستحق المداولة والوقوف عندها ، وهي ان العاطفة المتشكلة بين أروقة العقل الإنساني والناتجة من تكوين صفات معينة مترسخة بعقله الباطن تتجه نحو شخص آخر عن طريق طاقة إيجابية تستخدم الهالة البشرية المحيطة بأجسامنا والتي تمثل جهاز استقبال وإرسال لتلك الطاقة ، فهي تمد الجسد بالطاقة من قبل الاخرين وترسل طاقته اليهم من خلال تفاعل هؤلاء الاشخاص مع البيئة المحيطة بالجسم، وتنتقل تلك الطاقات بشكل منظم عبر الهالة من خلال الشاكرات وهي عبارة عن إشعاعات ضوئية مكونة من سبع طبقات وتسمى أيضا مجال الطاقة البشرية ، وتصدر من الجسم وتحيط به من كل جانب.
ان التجاذب بين شخصين وهنا لا نتحدث عن العلاقات الغرامية بين الرجل والمرأة بل عن كل حالات التجاذب العاطفي سواء بين الاهل او الأقارب او الأصدقاء او زملاء المهنة الى آخره من العلاقات الاجتماعية ومن ضمنها العلاقات العاطفية بين الجنسين ، يكون خاضعا لتلك المنظومة الخلقية الهائلة التي تعد المحرك الأساس لها والراسمة لديناميكية حركتها ونشاطها وتفاعلها معتمدة على خصائص موحدة بين هذين الشخصين والجاذبية المغناطيسية بين عناصر هذه الخصائص الثابتة.
وبالرغم من تمتع الانسان بهذه المنظومة فإن نشاطها وخمولها يتباين من شخص الى آخر ، فأحيانا نراها نشطة يكون فيها التجاذب والتعلق بأبهى حالاته ، واحيانا أخرى نرى انها بطيئة وكسولة عندها يكون الفشل مصير تلك التجاذبات ، واحيانا أخرى نراها وسطية ، الى آخره.
هنا نعبر مرحلة انتقال او تبادل الطاقات بين أي شخصين لنصل مرحلة مهمة أخرى مكملة للعلاقة بين الشخصين المتأثرين الا وهي العودة للإنسان المصدر أي بمعنى ان انبعاث الطاقة الى الشخص الآخر باستخدام الهالة البشرية واصطدامه بخصائص أخرى لإنسان آخر للتفاعل معها ، لا يبقى هائما بين مدلهمات الفراغ كما ان الطاقات المذكورة لا يمكن لها ان تبقى في الفراغ فهي تحتاج العودة الى موطنها ومنبعها الأساسي الا وهو الانسان الذي خرجت منه ، وبالتالي فإن الطاقات ستعود اليه محملة بخصائص الانسان الآخر والعكس صحيح مع ذلك الانسان ، وبالتالي سنرى أنموذجين لإنسانين يحمل كل منهما بعضا من الخصائص الذاتية للآخر ، وهو ما يسمى بالاندماج السايكولوجي علميا والروحي غيبيا والرحماني دينيا ، الى آخره من التسميات المؤدية لذات المعنى وهو تعلق كل من الشخصين بالآخر.
أخيرا نختم ما بيناه بحقيقه بالغة الخطورة الا وهي ان دفاع المتأثرين بهذه المشاعر عن الشخص المتيمين به او المتعلقين به ، ما هي الا دفاعا عن ماهياتهم الذاتية التي تكورت ثم انصهرت بخصائص أخرى حتى باتت جزءا لا يتجزأ منها ، وبالتالي فإن محاولة فك هذا الانصهار ، ستفقد الانسان المعني الشيء الكثير سواء على المستوى الصحي او الذهني او النفسي ، ليكون اكثر سلبية وعرضة للانهيار والضعف والوهن ، ما يحتم عليه القتال حتى الرمق الأخير عن الترابط مع ذلك الشريك لإنقاذ ذاته أولا قبل أي شيء آخر.