26 نوفمبر، 2024 3:47 م
Search
Close this search box.

التمسك العذر.. سيدي النفط

التمسك العذر.. سيدي النفط

اطمئن سيدي النفط… ان ما يقلقك سيعيد بناء أمن العراق ..
        نعم ستعاد القراءة الحقيقية  للمخاطر المحدقة بمصادر الطاقة في الشرق الأوسط .. وما حصل من تدهور أمني للمواقع النفطية في جنوب العراق سيرغم القائمين على تامين الأمن الاقتصادي العالمي على حمايتك بقوة البارجة والغواصة النووية والفرقاطة البحرية ، هكذا تعلمنا منذ ان عرفنا انك شريان الحياة …وحماية مصادرك مسؤولية كبرى على المجتمع الدولي ان ينهض بها بغض النظر عن المصالح  المتشابكة وحماية مدياتها…
        نحن العقلاء العراقيين سيدي النفط .. نتميز بموضوعيتنا منذ ان قرأنا الأحداث التاريخية لقطاع النفط جيدا وخصوصا في العراق للحقبة الزمنية التي تلت  قانون رقم 80 … ومعذرة حين خرجنا من المدارس نطبطب على كتبنا المدرسية في الاول من حزيران  1973 “نفط العرب للعرب موتوا يرجعية” على الرغم من طفولتنا حينها لا نعي خطوطك الحمراء التي لا يمكن لابله تجاوزها وانت حقاً اذا غضبت سريع الاشتعال بلا منافس انت واهب الدفء من قسوة الطقس وانت الذي تسيّر السفن عبر أقاصي البحار وانت الذي تدوّر محركات الطائرات وانت تسيّر القطارات وانت تنتج الكهرباء ولولاك لحل الظلام بالعالم… وانت        وانت.. وانت.
       ولنغادر المقدمة ونبدأ من جنوب العراق ابان الحرب العراقية – الايرانية والدخول السوفيتي بكل ثقله لتسليح الجيش العراقي ملتزما بمعاهدة الصداقة العراقية – السوفيتية حتى باتت سماء العراق تحرسها الميك -29 والدبابات الروسية تي -62-72 في السواتر المتقدمة للجبهة العسكرية وتتبختر مقاومة الطائرات الشلگا بمدافعها الأربعة وتمر مدرعات حاملة الأشخاص BMB1 وهي تتنقل من موضع لآخر في جبهات الحرب.. وكان الخبراء الروس الحربيين يجوبون البلاد كخبراء فنيين للجهد العسكري …وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة الصراع العسكري بين العراق وإيران في جبهات القتال لم نرى من الدولة المتضررة بالصراع اي ملاحقة لأولئك الخبراء على الرغم من تنقلاتهم المكشوفة والممتدة على طول البلاد ..
* حتى تسلل الصراع عام 1985 الى عصب الاقتصاد مما أودى بمقتل ثلاثة خبراء نفطيين روس حينها …
     نستخلص من تلك المقارنة ان الحرب الاقتصادية واستهداف مواردها البشرية اشد وقعا من الحرب العسكرية والقتل والدمار .. تلجأ لها البلدان المتصارعة، وهي اكثر ثقلا على الاخر.
          إذن سيدي النفط …كم انت وخبرائك وجميع العاملين في قطاعك لهم الريادة في الحماية لدى صناع القرار كيفما اختلفت مصالحهم وتنوعت مشاربهم.
        ان ما حدث في جنوب العراق منذ عام برزت فيه حالة التصادم بين المواطنين  والشركات النفطية تحت ذريعة تجاوز المقدس …جاءت الاحداث متشابهة في المواقع الثلاثة وما حدث العام الماضي كان نقطة البداية وامتد التخطيط الأكثر بشاعة الى العام الحالي في ايام عاشوراء ذكرى استشهاد سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) واستغلال هذه المناسبة العظيمة  ليمرر السيناريو بوجود صراع ثقافي بين العراقيين والعاملين بالشركات الأجنبية وبدلا من ان ندرس الامر برؤية المتعقل باحثين عن الجهد الاستخباري المنظم للعملية ومن المستفيد من زرع الذعر بالشركات النفطية العاملة في العراق ؟
ليوقف عجلة زيادة الانتاج…..
اطلق السيد رئيس الوزراء صيحته المدوية باستبعاد المهندس الأجنبي ومساندة القائمين بذلك الفعل … وهنا يجدر بنا التساؤل اما يجدر بالسيد رئيس الوزراء إحالة الامر للقضاء لنثبت للشركات العاملة في القطاع النفطي اننا دولة قانون وتعلق الامر بإصدار القضاء أمره في الموضوع لنطمئن بذلك الشركات العاملة والساندة لأعمال النفط التي تروم الدخول للعراق والمتواجدة فيه برسالة مفادها نحن قادرون على بسط نفوذ الأمن ومعاقبة العابثين بشريان الحياة في العراق.
 وخصوصا اننا دولة ريعية تعتمد التصدير النفطي أساسا لإقرار ميزانيتها وان التهديد لهذا القطاع يعني العبث المطلق بالأمن القومي العراقي قبل مؤثراته على السوق العالمية وعلى الأمن الاقتصادي العالمي.
         ونذكر ان تعرض شريان الانتاج النفطي باي دولة تمول السوق العالمية من الانتاج النفطي مما يسبب هزة اقتصادية مفاجئة غير محتسبة اذا ما عوضت من انتاج دولة اخرى منتجة … اذا يجدر بنا القول ان الصراع الإقليمي للدول المنتجة للنفط والتي لا تريد للعراق ان يرتقي بإنتاجه النفطي للسنوات القادمة هي وحدها تتحمل بوصلة اثارة الفتن والهلع في الشركات العاملة في القطاع النفطي في العراق بغية إيقاف عجلة الانتاج ليتيح لها الدخول للسوق والاستفادة من ارتفاع أسعاره في حالة وجود نقص في الانتاج العالمي يحتم زيادة أسعاره .
[email protected]

أحدث المقالات