19 ديسمبر، 2024 12:01 ص

التمسايح  … لا ذمة لها ولا ضمير

التمسايح  … لا ذمة لها ولا ضمير

الابتزاز والفساد والخاوات والرشاوي والمقاولات الوهمية والتهريب المنظم سمة  جماعية لسلب ونهب وفرهود قوت  الشعب وبكل قوة فتحت الباب على مصراعيه  على حساب حياة اليتامى وفقراء بيوت الصفيح  بثراء فاحش محطم للبنى التحتية ودفع الكوارث اليومية للزيادة بفعل سياسي الصدفة ليتكلموا بها وهم يجهلون ابجدياتها  فمنهم البقال ومنهم  حارس المدرسة وسائق التكسي والموظف  ولا عيب في اي مهنة بشرف لكسب العيش  الا ان اولئك الفقراء تحولوا وتلونوا كالحرباء واصبحوا ممثلين بارعين متشاكين متباكين  على هموم المواطن بدموع التماسيح ويقاتلون بسيوف نبوخذ نصر وينادون بقوانين حمورابي ويدعي واحدهم إنه المدافع الوحيد والساعي الفريد لبناء الوطن وغيرهم يحمل معاول الهدم ويدعي واحدهم انه يعيش حياة عامة الناس ويأكل مع الفقراء ويشاطرهم مشاكلهم ويقاسمهم لقمة العيش  ناكراّ ذلك التحول بين ليلة وضحاها  إنه  أصبح من أثرياء العالم بقصوره الفارهة ومصاريفه الباذخه  التي (ما انزل الله بها من سلطان ) وفلل خارج العراق وارصدة بأسماء وهمية فتحول من رفيق مناضل وبدلة زيتوني  الى صاحب محابس تفنن في اقتنائها ( وقاط وقبوط )  يحاول حشو الكلمات بالمصطلحات التي لا يفسر معناها  ليتربع مرة اخرى على عرش الديمقراطية  فيغير اسمه الى عبد حمود الديمقراطي او الاسلامي او الليبرالي او المستقل  ليستخدم الديمقراطية والاسلامية والليبرالية والاستقلالية  الى قواعد للمحاصصة  والتقاسم في سلب خيرات الوطن والمواطن  , فالصدفة التي اوصلتهم الى سدة الحكم وحيين غفلة المواطن المتأمل تفتح الزهور وتوزيع حصة تمونية من الدرجة الممتازة بأربعين مادة وناطحات السحاب وخدمات التوصيل للبيوت وكهرباء وغاز ونهضة ثقافية وعلمية وعمرانية ومكاتب لحقوق الانسان ويحلمون بشوارع طوكيو التي تحاول ان تلحق بشوارع بغداد  فتسارع السياسين للتمسك بالمقود بالمقايضات والمزايدات  وبيع المناصب والضمائر والذمم وطلاء الالفاظ القبيحة بطلاء الديمقراطية اللماع  بضمير غائب مستتر بستار الدفاع عن حقوق  الطائفة والقومية والمذهب  لتتحلول فضيلة خدمة الناس الى رذيلة المخادعة والتحايل  ليساق ويوجه الشارع خلف الشعارات  والتقولات والادعاءات ووعود سأم انتظارها مستفيدين من افتعال الازمات  لتلازم البعض كي لا تظهر العيوب   والاستمرار بها  لإيجاد  التقطاعات والهيمنة  على المؤوسسات لتكون دويلات  لا يمكن اختراقها من الجهات الأخرى  حتى اللجان الرقابية والنزاهة  للاستفراد بالمغانم  وتمرير مشاريع  الزوير والصفقات  وتهريب الاموال والتفنن في تسجيلها بالاسماء الوهمية وإتلاف اولياتها ليضيع الخيط والعصفور وتتمتع الحيتان والتماسيح بقضم الميزانيات الهائلة وتحويلها الى متاهات  لا تعرف   إين طريقها ويصرف ما يفيض منها  في منتديات القمار والدعارة والسمسرة , وتلك التماسيح التي يقال  انها  ظهرت في المحافظات الجنوبية وإنها من الظواهر   والظاهر انها حقيقية   فأولئك التماسيح المتباكين  على المواطن ويندبون حظهم ليل نهار ويلطمون على الرؤوس  لفشلهم  في ادارة الملفات  انما دموعهم دموع تماسيح مفترسة رافضين الكشف عن ذممهم  المالية  بتحدي صارخ  للشعب  وبضمير غائب ..