17 نوفمبر، 2024 11:02 ص
Search
Close this search box.

التمزق الوطني … ودوره في مواجهة دعوة اخراج قوات التحالف الدولي

التمزق الوطني … ودوره في مواجهة دعوة اخراج قوات التحالف الدولي

سني شيعي كوردي , هي ذرات متحدة في إطار جزيء جماهيري مرئي يتكون من مجموعها الشعب العراقي  إن صح التشبيه بفقه الكيمياء عن حالة الشعب من ناحية الإداءالسياسي , قبل ان نقارن ذلك الجزيء مع ماموجود في سائر الأقطار العربية .

بعد مؤتمر سايكس بيكو اصبح هذا الجزيء يمثل حالةثابتة بالتمزق الوطني من ناحية , إلا انه ظل لسنين طويلةيقارع الإستعمار ولكن دون ان يتخلص من انياب المؤامراتالتي تحول دون تحقيق السيادة للوطن من ناحية اخرى ,

لأسباب كثيرة , إلا اننا سنركز على سبب واحد مهم جدآ وهو فرض معايير الأستلاب السياسي المسرّع للخراب الذي قادته القوى العظمى الإستعمارية بعد تغيير خارطة منطقة الشرق الأوسط وتنصيب الحكام العملاء على الدول الجديدة ومن بينها العراق , والمقصود هنا بالإستلاب السياسي هو وقوع المعايير السياسية التي ترتكز عليها حكومة الوحدة الوطنية ,

تحت تأثير سياسات تلك القوى لتصبح الحكومة تابعة لهاوخاصة بالسياسة الأمريكية بعد ان استلمت الملف الشرقوسطي من بريطانيا التي لم تعد بيدها القدرة على ادارة الملف وخاصة بعد سلب دولة فلسطين العربية وإعطائها الى الصهاينة .

ولكن من وراء هيمنة السياسة الأمريكية والبريطانية على سياسات كافة البلدان العربية ؟

الجواب : ان وراء ذلك هو أولآ ; الصدع الكبير الذي احدثه مؤتمر سايكس بيكو في الشرق الأوسط الذي تجلى به التشتت والتفكك في سمات البلدان والشعوب , ثانيآ ; نشوء الأحزاب السياسية المتعددة الهادفة الى تحقيق اهداف ظاهرية وجوهرية بأيديولوجيات متعددة عززت بالآراء الوطنية التي تهدف الى تحقيق الإستقلال والسيادة ,تنافرآ بين مكونات الشعب السياسية .

ثالثآ , فساد الحكام الجدد بالقيم والأخلاق وفقدان السيطرة على السير وفقآ للسياسة الوطنية المستقلة , بل اصبحتسياسات الحكام المستلبة هي سياسة مركزية ثابتة وخالية من الخطاب الثوري الموجه ضد تلك القوى لضمان بقائها في السلطة ولجعل سلطانهم إرثآ تتداوله أُسرهم الحاكمة لحقب طويلة ,

بل وتفقّه الورثة من الأبناء والأخوان بإستعلاء على شعوبهم بهذه السياسة المستلبة التي اضيف اليها التأثر بالمعايير الغربية الأخرى من ثقافات اجتماعية وفكرية , اسهمت ببعدهؤلاء عن الفضيلة والثورية والأصل النبيل من ناحية , وعلىتعميق ذلك الاستعلاء والغرور من ناحية اخرى الى حد الإستبداد الذي زاد في حالة التمزق الوطني الذي ميزناه بجزيء قال عنه الشاعر : يقولون صف الحديث به... قلت على كره الكلم | مطايا بعضها في طاعة …الشيطان بلا شكل او جسم ,

من امثلة حالة التمزق الوطني الذي تجسّد فعله في حقل السياسة الحالية في العراق هو الخلاف والتنافر السياسي بين ذرات الجزيء المرئي المبين آنفآ على قبول او عدم قبولدعوة اخراج قوات التحالف المتواجدة بالعراق والعاملة بذريعة دعوتها من الحكومة العراقية ,

فمن ذرات هذا الجزيء من تعرف بنطاق واسع ان قواتالتحالف الدولي تتلاعب بالوضع السياسي العراقي بأفكار مستلّة من السياسة الأمريكية , تهدف الى البقاء بذريعة التدريب والإستشارات الأمنية التي تقدمها والخوف من تنامي نشاط الارهاب المتمثل بداعش من ناحية ,

وذرة اخرى بقبلية الأبعاد تؤيد ماتراه الذرة السابقة , إلا انها تصر على بقاء قوات التحالف لأنها رفيقة عمرها ومازالت مسياحة معها مرة تحثو عليها بالدعم والنعم , ومرة تسيح في سياستها بالشر والنِقم   , أما الثالثة فهي بين بين من الظنون وقد اثبتت الأيام السابقة انها تؤيد ماقالته نازك الملائكة : وإن جرحتنا اكف الحياة .. سكبنا الرضا في شفاه الجراح

ولكن فيمايخص دعوة الإخراج فهي تعطي رأيها على لسان الشيخ محمد رضا الشبيبي :

شباب طائش نزق   وشيب مابهم رمق

وشعب طالب ثقة   فدلوه بمن يثق

ففي آرائنا شيع      وفي احزابنا فرق

والذرات جميعها ترى في جانب الحماية , ان هدف هذه القوات العاملة بأمرة الولايات المتحدة الأمريكية معروف وهو حماية شركائها من الانظمة العميلة الخاضعة  لسياساتها المرتبطة بمصالحها الإقتصادية , وهي تعمل بتقاليد القواعد العسكرية المنتشرة عن قرب في منطقة الشرق الأوسطولايمكن ان تتخلى عن ذلك إلا بشروط غير متوقعة  من ناحية اخرى ,

ولكن العراق في الواقع لايحتاج بعد انتهاء الحرب على الإرهاب الى مدربين ومستشارين لكونه يمتلك قوات أمنية مدربة وكافية وبمعنويات عالية لصد اي خرق امني ناجم عن قوى الإرهاب التي يزعمها التحالف , ولاتوجد اي بيّنة اخرى يحتاج بها العراق  الى إبقاء قوات التحالف على ارضه ,

ولكن هناك انظمة زعمت في جوهر سياستها  ان النمو والتطور يأتي بالدرجة الأولى والأخلاق والمباديء الوطنيةتأتي ثانيآ , لذلك عمدت منذ امد بعيد على ان تستدير بسياساتها عما هو مألوف في  العراق بشكل خاص بسببان العراقي على مر الدهور شخصية تثأر لكرامتها وقيمها الأصيلة كونه سليل حضارتين بدوية واخرى مدنية وما شعار ” نازل آخذ حقي ” الذي تبناه شباب تشرين إلا رفض لإستلاب الحقوق الإجتماعية والإقتصادية والفكرية ,

لذلك فهي تشعر على الدوام بالخطر من زوال انظمتها الهشة من جراء سلوكها الفاسد وسرقة الثروات والإعتياش على التصريحات المزيفة لإقناع المعارضين لحكمها المستبد , فمرة تتبجح بالعروبة ومرة بالثورية المزيفة , ومرة تقمع المعارضين وتملأ بهم السجون خوفآ من ذلك الزوال ,

لذلك لايسر هذه الأنظمة الهشة ان تلم قوات التحالف بالعراق أسرّتها وترحل وتنتهي معها الكيانات السياسية غير المعقولة من حيث الوجود من الناحية التأريخية , لذلك تضغط على عملائها بالمال السياسي ليخرج احدهم لسانه الملعون ويهز اصبعه رافضآ اخراجهم مثل كلب مسعور وهو يرمي بالكلمات ويبدأ بالمزايدة على الوطنية وهو بالحقيقة تابع منشق عن الوطن واجير سياسي يعمل في مقابل اسناد تلك الأنظمة التافهة .

اما في جانب آخر من النشاط السياسي لهذه الأنظمة هو اشتراكها بتحقيق اهداف امريكا الصهيونية على المدى البعيد في مقابل البقاء بالسلطة , لذلك فهي ترفض دعوة الحكومة الى اخراج قوات التحالف إنطلاقآ من أيديولوجية السياسة الأمريكية التي تتبناها في  قلب الحقائق بالمهاترات والإدعاءات الباطلة , والتي لاتحتاج أحيانآ الى إيحاءات تعبر عن خوفهم من احزاب السلطة او السلطة المركزية نفسها , فالمصالح الإقتصادية عندهم اهم من القيموالأخلاق وأهم من رتق التمزق الوطني الذي يتيح للوحدة الوطنية ولا يتيح البقاء على الأمريكان والبيريطانيينالداعمين لوجودهم .

أحدث المقالات