17 نوفمبر، 2024 6:33 م
Search
Close this search box.

التمدد الكردي في حلقة وصل بين العراق وسوريا

التمدد الكردي في حلقة وصل بين العراق وسوريا

وجود داعش في العراق هو اكبر هديه للأحزاب الكرديه التي تمددت في كل الإتجاهات وضمت الكثير من الأراضي التي لم تكن تحلم بها يوما..
فالأراضي التي تسميها المتنازع عليها انما كانت حلما بعيد المنال ماكانت لتضع اليد عليها ليتحقق حلمها لولا الفوضى التي احدثها دخول داعش الى الموصل لتضع القوات الكرديه يدها على الاراضي التي اطلق عليها البرزاني اسم حدود الدم ويعني بذلك انه لن يتخلى عن الأرض التي حصل عليها بالدم الا بالدم..
وفي حقيقة الامر فإن تلك الأراضي يعرف الكرد قبل غيرهم انها ليست كرديه ولم تكن كذلك يوما ما, ولكن الغايه من اعتبارها كرديه هي في ان بعض هذه الأراضي خصوصا في شمال الموصل انما هي حلقة وصل بين كردستان العراق وبين ماتسمى  كردستان سوريا.. اذ في وجود هذه الحلقه او الجسر الأرضي انما يمكن القول ان هناك كردستان كبرى وانه لافواصل تفصل بين كردستان العراق وكردستان سوريا.. الا ان الواقع غير ذلك بالطبع..
فاليوم تحاول الاحزاب الكرديه ان تضم الأراضي العربيه والتركمانيه والمسيحيه الأشوريه والكلدانيه والسريانيه واليزيديه والشبكيه لأنها الرابط بين كردستان العراق وماتسمى كردستان سوريا مثل بعشيقه وسنجار وشيخان وبرطله وباطنايه وزمار وتلعفر وربيعه والحمدانيه وتلكيف والقوش والكوير وغيرها من الأراضي التي لاعلاقة لها بالكرد لامن بعيد ولامن قريب..
واليوم هناك الكثير من المساعي الكرديه المشبوهه لجعل زمار وربيعه وسنجار مجتمعين محافظه تابعه لكردستان, ولكن لو عرفنا ان زمار التي تحدها تلعفر التركمانيه من الجنوب ومن الشمال تحدها الحدود السوريه لعرفنا انها تشكل خطا رابطا بين كردستان العراق وسوريا, وهي مدينه تتكون من 82 قريه, 55 منها عربيه و20 جرجريه وفقط 7 قرى كرديه..

اما ربيعه فكل سكانها من العرب من قبيلة شمر والتي تقع على الحدود السوريه وهي الرابط بين هذه الحدود وبين زمار التي ترتبط بدورها بالقرى المسيحيه من جهه الشرق التي تعتزم الاحزاب الكرديه ضمها الى الإقليم ايضا..
اما عن سنجار فهذا المنطقه اليزيديه الطابع والتي يسكنها العرب ايضا والتي كانت مطمع الأحزاب الكرديه التي ارادت لها ایضا ان تكون جسرا الى المحافظات التي يقطنها بعض الكرد في سوريا لتكون جسرا رابطا مع تلك المدن..
وهناك نواحي واقضيه تشترك فيها القوميات في التعايش الاخوي التاريخي حاولت الأحزاب الكرديه ان تجعل منها كرديه بحته مثل كوير التي يسكنها الكرد والعرب بعشائرهم المختلفه مثل الجبور, طي, عبيد, اللهيب, الصميدع, زبيد. النعيم, الحرباويون, وغيرهم..

وهناك اقضيه كثيره لاعلاقة لها بالكرد التي تعتزم الاحزاب الكرديه ضمها للإقليم مثل قضاء الحمدانيه احد اقضية محافظة نينوى جنوب شرق الموصل الذي تسكنه غالبيه سريانيه وفيه بعض القرى التي يسكنها الشبك واليزيديون, وكذلك قضاء الشيخان الذي يقطنه الأشوريون واليزيديون فقط..
اما قضاء تلكيف فأغلبيه كلدانيه اشوريه وفيها بعض اليزيديين والعرب.

اما عن بقية المناطق المتنازع عليها مثل كركوك التي هي خليط بين العرب والكرد والتركمان فإن الإحزاب الكرديه تعتبرها كرديه لوجود النفط فيها.
وكذلك قضاء مخمور ذو الأغلبيه العربيه وفيه قبائل طي واللهيب والنعيم مع اقليه كرديه اصبح هو ايضا من ضمن قائمة الأراضي الكرديه لأهميته الستراتيجيه بسبب مرور انابيب النفط من هذه المنطقه.

اما في الشرق فإن ناحية مندلي وقضاء بلدروز وكذلك بدره في واسط اصبحت من ضمن خارطة الأحزاب الكرديه وترغب بضمها للإقليم بالرغم من ان القاطنين في تلك المناطق هم من العرب والفيليه والتركمان..وكذلك جلولاء التي يقطنها 90% من العرب والسعديه يسكنها خليط بين العرب والكرد والتركمان ومع ذلك فإن الأحزاب الكرديه تعتبرها من ضمن خارطة طموحهم..
اما في محافظة صلاح الدين فتطالب الأحزاب الكرديه بضم قضاء طوزخورماتو للأقليم رغم تركمانيتها..الا ان الاحزاب الكرديه غير جاده تماما في ضم القضاء الى كركوك لأن ذلك ليس في صالحهم لكونه يقلل نسبة الكرد في كركوك بسبب الغالبيه التركمانيه العربيه فيه..

وان عدنا الى تمدد الأحزاب الكرديه غربا في ضمها الأراضي في شمال غرب وشمال شرق الموصل نجد ان الهدف من هذا التمدد بإتجاه المحافظات التي فيها بعض الوجود الكردي في سوريا كالحسكه انما الوسيله لتحقيق هذا الهدف هو في اعتبار كل تلك الأراضي كرديه حتى لو كانت مأهوله بغير الكرد اوالتواجد الكردي فيها بدرجة صفر.
ولكن الحسكه ليست مدينه كرديه خالصه لأنه فقط الوجود العربي فيها اكثر من 50% ناهيك عن القوميات الاخرى.. وما كان حظ الكرد فيها كبيرا لولا النزوح الهائل للكرد من جنوب تركيا الى سوريا خلال الخمسينات وبعد 17 ثوره كرديه فاشله ضد اتاتورك.

فالمتتبع لخرائط تواجد الكرد في سوريا يجد انهم يعيشون في مناطق متفرقه تكاد تفصل بينها الكثير من الاراضي الخاليه من التواجد الكردي ناهيك عن الإختلاط في مناطقهم مع العرب وغيرهم من القوميات..
فمثلا في الحسكه التي يتواجد فيها العرب بنسبة اكثر من 50% نجد ان هدف الاحزاب الكرديه هو ان تمتد تلك الأراضي بصبغه كرديه الى كوباني ومن هناك الى عفرين متجاوزين الكثير من الأراضي الغير كرديه الفاصله بين نقطتين ليتم رسم خط مستقيم بينها لضم هذه الأراضي الى الخارطه الكرديه المزعومه لتصبح ضمن كردستان الكبرى..فحين يرسمون خطوطا بين الحسكه امتدادا الى كوباني ثم عفرين ضاربين تواجد الأخرين عرض الحائط فإنهم لايرغبون في تلك الأراضي في شيئ على الإطلاق, وقد تكون صحراويه كما هو الحال في العديد من الأراضي التي ضموها او يحلموا بضمها في سوريا والعراق حيث لايعيش الكردي فيها كما يقولون, ولكن الطريق الى عفرين هو الطريق الى الإستقلال في منفذ بحري شديد الأهميه للكرد, وهذا هو سبب ربط الأراضي العربيه الاشوريه الكلدانيه السريانيه التركمانيه اليزيديه الشبكيه في الموصل بين كردستان العراق والحسكه كي يتم ربط هذه الأراضي مع ماتسمى كردستان سوريا امتدادا الى عفرين المدينه الساحليه كي يكون للكرد منفذا بحريا وبذلك لن يحتاج الكرد الى احد في ظل وجود المنفذ البحري, الامر الذين لم يكن في السابق بحسبان الاحزاب الكرديه الى ان اكتشفوا مؤخرا اهمية المنفذ البحري وان يتم ربط القرى والمدن التي يتواجد فيها الكرد ببعضها البعض لتعتبر اراضي كرديه وان كان فيها غير الكرد سميت كردستانيه اشارة الى تواجد غير الكرد فيها بغض النظر عن هويتها..
وهنا يتبين بطلان حجج الاحزاب الكرديه التي اوهمت الكرد ان كل مايطالبون به اليوم او غدا في اكتشاف اراضي كرديه جديده فإنها ستكون كرديه بالطبع..فالأراضي العربيه والتركمانيه والآشوريه والسريانيه والكلدانيه واليزيديه والشبكيه انما هي في خطر بعد استقواء الأحزاب الكرديه على المكونات التي تقطن تلك الأراضي بسبب الظروف التي تحيط بالمنطقه في العراق وسوريا, ولابد من تصحيح الخلل الحاصل في فكر الأحزاب الكرديه بأي وسيلة كانت والا فالمنطقه ستصبح ملغومه بقنابل موقوته وغير موقوته ستنفجر يوما وتحرق الاخضر واليابس, حيث من الواضح ان هذه الأحزاب لاتؤمن بالتعايش المشترك مع الشركاء في الوطن الا اذا رضخ هؤلاء الشركاء لطموحاتهم واحلامهم واطماعهم وحينها هم شركاء والا ان طالبوا بحقوقهم في ارضهم انما هم اعداء شوفينيون عنصريون..
 واخيرا الكرد معروفون انهم اهل الجبال سواء في التاريخ او الجغرافيه او في مذكرات الرحاله والمؤرخين.. بينما نجدهم اليوم يطالبون بالسهول والمناطق الصحراويه في العراق وسوريا بإعتبارها اراضي كرديه, ونزلوا عن جبالهم التاريخيه ليحتلوا اراضي الغير في غفلة من الزمن وفي افتراء  واضح على التاريخ والجغرافيه والحقيقه وكل شيئ..

أحدث المقالات