يتسائل بعضنا كثيراً، عن موقف المرجعية الدينية من الأحداث، خصوصاً في الساحتين السياسية والإجتماعية، ويكثر اللغط أحياناً، على بعض المواقف، التي تشوهها الإشاعات، ولو أن المتتبع يعرف موقف المرجعية العام، وخطوطها العريضة، لما تبادر إلى ذهنهِ، مثل هذا السؤال، لذا سنجيب عنه بعدة نقاط، وفق ما لمسناها من مواقف المرجعية الدينية:
أولاً:
إن موقف المرجعية، مشابه(جملة وتفصيلاً) لموقف النبي هارون مع بني إسرائيل، في فتنة السامري وعجلهِ، أثناء غيبة أخيه النبي موسى ورحلتهِ للقاءِ ربه، كما جاء في سورة طه﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى(80)كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى(81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى(82) وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى(83) قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى(84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ(85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي(86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ(87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ(88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً(89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي(90) قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى(91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا(92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي(93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي(94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ(95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي(96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً(97)﴾
فالمرجعية تعتقد بأن مهمتها الرئيسية، الحفاظ على المسلمين ووحدتهم، حتى مجئ الأمام الغائب، كذلك هم يميزون السامري وعجلهِ ويعرفونهُ، لكن لا قوة لهم به، والسامري في أحيان كثيرة، يرتدي لباس الدين، ولهُ علاقات وثيقة بساسة الحكومات الشيطانية.
ثانياً:
خطاب المرجعية على طول خطها الجهادي، يعتمد التلميح لا التصريح، وذلك إقتداءً بإمام البلاغة والعلم علي بن أبي طالب، فلقد إستخدم التلميح في أغلب خطبهِ الواردة في نهج البلاغة، بالرغم من كونهِ في أعلى مراتب السلطة(الخلافة)، وفي الكوفة، مركز الإسلام والتشيع أنذاك…
ثالثاً:
قد يرافق التصريح بعض التجريح، وهذا ما لا يرضاهُ خُلق الإسلام، الذي يتبنى إحترام الإنسان مهما كان، لأن الله تعالى كرمه وستره…
بقي شئ…
لو كان الإنسان باحثاً حقيقةً عن الحقِّ لأهتدى إليه…