تلعب قنوات التعليم التربوي وخصوصا في بلدان العالم الثالث دورا حضاريا وتربويا مهما في تقريب المؤسسة التربوية بالأسرة والمجتمع وذاكرة الاجيال . وتعتبر اليونسكو واليونسيف وبقية المنظمات الاممية ذات التوجه المجتمعي والانساني أن الموجه التربوي يمتلك الفعل الاقوى في جعل المجتمعات ترتقي الى طموح شعوبها لأن التربية على حد قول سقراط : مدرسة الحياة التي نبصر فيها نور المعنى قبل ان نبصر نور القنديل ، وكما يقال في فهم درر المعارف الذهنية والروحية : أن نور المعنى القرين المشابه لنور الشمس.
وأستجابة لهذه الرؤى اعادت وزارة التربية العراقية تفعيل هذا الدور وأعادت تأسيس وعمل التلفزيون التربوي في مبادرة ودعم وأسناد من الدكتور محمد علي تميم وزير التربية ، واليوم التفزيون التربوي بأدارته وكوادره الشابة والفاعلة والنشطة تحاول أن تجدد في هذا المنشط غاياته واهدافه وطموحاته ورؤاه ، كما يشير مديره الفنان المبدع جبار المشهداني في مذاكرة قديمة لي معه : أن توجيهات وزير التربية مثلت لديه منهاج عمل ثابت طورت العمل وقادته الى التفكير بمشاريع تربوية تعتمد احدث الطرائق في التدريس وتقديم الافلام الوثائقية ووسائل الايضاح.
التلفزيون التربوي ثقافة وعلم وتلك الحقيقة يحاول الوزير الشاب ومدير التلفزيون التربوي ان يحققها من خلال تقريب اهداف ومنجز وتفكير المنهاج اليومي للتلفزيون التربوي ليكون القريب الدائم للطلبة ولن يكون الاهتمام به محصورا كما يشاع مع قرب الامتحانات الوزارية والاستفادة من الدروس التخصصية في كل مواد المنهج والتي تبث تحت اشراف اكفأ الاستاذة بل ينبغي أن يكون التلفزيون التربوي مواكبا للحياة اليومية للتلاميذ والطلبة على مدار العام مادام الوزارة قد وفرت كامل الدعم للادارة التي تشرف على هذا الجانب المهم .
التلفزيون التربوي في قناته الواعية بالنسبة لنا اهم بكثير من القنوات الاخرى لأنه بخصوصية غايته وقدرته على الولوج السهل والشاسع في كل بيوت العراقيين يستطيع أنَ يشيع ثقافة التنوع ويؤدي رسالة وطنية لاتؤديها أي قناة تلفازية اخرى في شيوع ثقافة المواطنة المبنية على رؤية الوطن في الجمع وليس المفرد ، وربما التلفزيون التربوي في اهميته الثقافية والعلمية يستطيع ان يوجه البوصلة الشبابية الى منافع كثيرة عندما يكون في منهاجه اليومي التنوع المعرفي والرياضي والترفيهي ففي المكتبة الوثائقية العالمية مئات الافلام التي توثق المسيرة الحضارية لهذا العالم منذ نزول ادم عليه السلام وحتى اليوم فهناك وثائق التاريخ كلها مسجلة في شرائط تلفازية وفي الجغرافية هناك افلام الرحالة والمكتشفين وافلام الطبيعة واكتشاف البحار وغيرها في باقي العلوم وفي كل هذا يمكن تقريب هذه المعارف لتلامذة المدارس الابتدائية ورياض الاطفال من خلال الفيلم الوثائقي الكارتوني كما في سلسلة قصص الانبياء الكارتونية وغيرها من الاعمال الانسانية الخالدة كبحيرة البجع والسندريلا وقصة الملك السومري والمنتجة في فيلم كارتوني الذي عنوانه الاميرة والنهر وكذلك قصص الف ليلة وليلة وغيرها .
أن التلفزيون التربوي هو انسكلوبيديا ودائرة معارف ومتحف لكل تلميذ وطالب وينبغي للدولة ان تسعى لدعمه وتوجيه طاقات مشجعة في جانبها المادي والمعنوي حيث اتمنى ان تخصص ميزانية مدعومة من قبل مجلس الوزراء لهذا المرفق الوطني المهم لانتاج افلام توثق للذاكرة التربوية والتاريخية والتضاريسية للعراق كانتاج افلام عن النخيل والانهر والمدن الاثرية والاهوار والاماكن المقدسة وغيرها.
التلفزيون التربوي ثقافة وعلم ومنهج اتمنى ان يتطور في طموح من يدعمه ومن يديره وتلك الامنيات أن تحققت فنحن نقدم لاجيالنا خدمة انسانية ووطنية يشكرنا عليها تاريخ البلاد في الغد القريب والبعيد…!