27 ديسمبر، 2024 3:07 ص

التلفاز العراقي في ذكراه الستين ترمل الغابرين بعد زواج الغاوين ؟

التلفاز العراقي في ذكراه الستين ترمل الغابرين بعد زواج الغاوين ؟

أنها لت برقيات ورسائل التهنئة لقناة الفضائية العراقية بمناسبة الذكرى الستين لآنطلاق البث عام 1956 م أي أواخر المرحلة الملكية التي لازال البعض يحن اليها حنين أم عمر على حمارها .ويلاحظ على رسائل التهنئة أنها حكرا على المسؤولين ورؤساء أحزاب السلطة وكأنه من باب رفع العتب , وأسلوب العلاقات البيروقراطية واضح في مضامين الرسائل وفي أسماء أصحابها , مما يعني أننا لن نحظى بمناسبة نسمع فيها أراء المختصين وأصحاب الخبرة المهنية والفكرية التي تعرف فهرست البرامج وعناوين المواد الثقافية وأنتسابها التاريخي ووزنها السياسي .بعد ستين سنة من أنطلاق بث التلفزة العراقية يوم كان جهاز التلفزة في المقاهي فقط مما جعل أصحاب المقاهي يضعون تسعيرة للمشاهدة هي ” عانة ” أي أربع فلوس , وللشاي ” عانة ” فيكون مجموع ماندفعه ونحن أطفال في ذلك التاريخ هو ” ثمان فلوس ” وهو مبلغ كبير على الطفل في ظل غياب التسعيرة التي لازالت تعاني من فوضى الى ألآن , وهذه الفوضى تصادر حقوق الطفولة وألآمومة , وحقوق ألآنسان بشكل عام , وعندما جاء عبد الكريم قاسم أصبحت ” العانة ” خمسة فلوس , فشكل ذلك أهزوجة شعبية تشبه رسائل المهنين لشبكة ألآعلام العراقي , وتلك ألآهزوجة الشعبية كان فيها غمز سياسي حيث تقول : عاش الزعيم الزود العانة فلس “
ورسائل التهنئة للشبكة العراقية تحمل روتين المناسبات المتكررة كمجالس الفاتحة وكألآحتفال بألآعياد الدينية والوطنية  مع الفارق بين مضمون المناسبات , ألآ أن ثقافة المتلقي لاتعتني بمضمون المناسبات بمقدار أهتمامها بالمظاهر الخارجية .
أن جردة حساب في أعمار الفضائيات وفي عدد مشاهديها , وفي نوعية برامجها , تبدو الفضائية العراقية متخلفة على كل المستويات أبتداء من ثقافة المذيع ومقدم البرامج , الى ثقافة المدعوين للقاءات سواء كانت سياسية أو ثقافية أو أجتماعية أو فنية , أو أمنية , أو أقتصادية , أو دينية .
ولازالت أصطلاحات الفن في الفضائية العراقية معرضة للهوى والمزاج , مثلها مثل : أصطلاحات : المحلل السياسي , والخبير ألآمني , والخبير الصناعي , والخبير ألآقتصادي , والخبير القانوني , وعدم أستقرار هذه المعايير هو الذي جعل الفضائية العراقية تبدو كأرملة هجرها من لم يجد فيها الخدود النضرة ؟
ورغم رقصتها المتأخرة للحشد الشعبي مثل ذي المشيب يخطب غادة حسناء ؟