22 ديسمبر، 2024 8:06 م

التلازم بين التاريخ والعقيدة

التلازم بين التاريخ والعقيدة

كتاب الاسلام الثاني { ح3}
لو بحثنا عن الاسس المنطقية للعقيدة الدينية في الاديان السماوية وعند المسلمين , كيف وصلت الينا المباني الشرعية . نجدها تتجذر من رافدين هما التاريخ وما حوته الحوادث والمواقف ,والجذر الثاني في العقيدة التي ترسخت بواسطة ما نقل الينا من احاديث وتفسير للحديث الشريف والقران الكريم , هذان الرافدان يخضعان تماما لسطوة الكتاب والمؤرخين والحكومات , وقد اعترف الشيعة والسنة ان ما كتب الينا في التاريخ والحديث فيه زيف وكذب وتزوير كثير . اليك مثالا على ما قلت .

“جاء في فهرس كتاب منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة ص 22 حول قول الذهبي في تاريخ الإسلام: قال: أخالف شيخ الإسلام ويعني ابن تيمية في بعض الأصول و الفروع .. ذكر أبو جاد التونسي السلفي المهاجر في محاضرة قال فيها : انتهينا من مجلس سماع لمسند الحميدي رحمه الله فأختار لنا الشيخ سنن الدار قطني فاستهل بترجمة هذا الشيخ الجليل العلامة من كتاب سير أعلام النبلاء . هنا تناثرت الأسئلة وانتقلنا إلي هذا الموضوع فيه تفصيل. قال: ليس الذهبي رحمه الله في اتباعه لإبن القيم في إتباعه لشيخ الإسلام ابن تيمية كإتباع ابن كثير وابن عبد الهادي رحمهم الله .. وقال أبو صاعد المصري, نعم ليس الذهبي في اتباعه لشيخ الاسلام كابن كثير وابن عبد الهادي, هذا واضح بجلاء لمن تأمل التراجم لأن الذهبي يرى أن شيخ الاسلام قد دخل في أشياء {كان الأولى ألا يقحم نفسه فيها} وأفتى فتاوى كان أولى ألا يفتي بها و مع هذا فالذهبي عند من يبغضه هو ممن جنى عليهم شيخ الاسلام ثم يذكر ما قاله السبكي تاج الدين: يقول :واعلم أن هذه الرفقة: المزي والذهبي و البرزالي و كثيرا من أتباعهم قد أضر بهم ابن تيمية إضرارا بينا وحّملهم من عظائم الامور شيئا ليس هينا و جرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم و أوقفهم في دكاك من نار أرجو من الله أن يتجاوزها لهم ولأصحابهم .اهـ …

بينما نجد عبد الرحمن الليبي يقول:لا تنسى ان اكبر نصيب من المدح و الرثاء في شيخ الاسلام كان من الذهبي رغم اتفاقي انه ظهرت تلك النصيحة المزعومة و المنسوبة الى الذهبي مع اني اجزم انها ليست من كلام الذهبي العالم الورع الزاهد الخبير في علم الرجال و الانساب نعم الذهبي مدح شيخ الاسلام, يكفينا قوله: والله ما مقلت عيناي مثله. اهـ …
مع أنه في بعض المواضع غيرَ هذه النصيحة فقد أغلظ فيه القول شيئا يسيرا فيما أظن والله أعلم .هذه النصوص تستوجب ان نتعمق في اصل الصراع الذي وورثناه في عقيدتنا بين المؤرخين وهو يبين بصورة جلية وتأثير حجم الصراع السياسي على العقيدة الدينية وما انسحب منه على التشريع كله .هذا يحتم علينا مراجعة المباني الفكرية التي كرست الخلاف بين المسلمين.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي