على ما يبدو ان شهية السيد وزير النقل والمواصلات للتصريحات الفضائية قد انفتحت فبعد أن كشف رسميا أسرار سومر التي تم التكتم عليها لخمسة آلاف سنة قبل الميلاد أي ما يقارب السبعة ألاف سنة من تاريخنا الحالي صرح تصريحا جديدا كان في بدايته منطقيا جدا لكنه أصبح فضائيا في شقه الثاني؟؟؟ فكرة مشروع إنشاء خط سريع بستة عشر مسارا, ثمانية منها للذهاب وثمانية للإياب (ولو أن الموضوع غير واقعي لأنه لم ينفذ عالميا لحد الآن) إلا أن الكلام جميل وينم عن حس ((تكنواقرطي)) مميز؟؟؟ المشكلة تكمن في الشق الثاني من التصريح وهو أن يكون الخط السريع تحت أرض الصحراء عبر نفق يربط العراق بأوربا من منطقة خور الزبير في البصرة؟؟؟ لم يكن الأمر غير منطقي فحسب وإنما فضائيا لا يقل غرابة عن ولوج العراقيين عالم الفضاء قبل سبعة آلاف سنة؟؟؟ أطول نفق بالعالم هو النفق الذي أنشأته سويسرا ليربط شمالها بجنوبها والمعروف أن سويسرا من أكثر الدول استقرارا ورفاهية وغنى على مستوى العالم فهي بلد حياد لم تطلق على أرضها رصاصة واحدة خلال كل الحروب التي ضربت العالم (العالمية منها والمحلية), سويسرا مركز المال العالمي ومستودع أموال أغنى أغنياء العالم إضافة إلى خبرتها في بناء الأنفاق والمشاريع العملاقة في جبال الالب ورغم ذلك فقد أستغرق بناء النفق البالغ طوله 57 كيلومتر سبعة عشر عاما بالتمام والكمال وكلف عشرات المليارات من الدولارات وبعمل متواصل ليل نهار حشدت له كل خبرات البناء لإنهائه في وقته المحدد, أما النفق الأطول تحت الماء فهو نفق المانش الذي يربط بين دولتين عظميين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي هما فرنسا وبريطانيا واللتين سخرتا كل طاقاتهما المالية والفنية في بناء النفق بعد أن صرفتا على بناءه المليارات من اليوروات والباونات وبوقت دام عدة سنوات , وإذا عدنا لفكرة السيد الوزير وفكرنا في إنشاء الطريق ذو الستة عشر ممرا والنفق المزعوم لربط البصرة بأوربا؟؟ فإن أقرب نقطة أوربية للبصرة هي مدينة اسطنبول التركية وهي تبعد 2750 كيلومتر عن البصرة وبمعادلة رياضية بسيطة (نسبة وتناسب) لحساب المدة الزمنية لبناء هذا الصرح العملاق فأننا بحاجة الى 930 سنة على افتراض أن العراق بلد مستقر لم يتعرض في تاريخه لأي حرب أو حصار أو حرب أهلية وله القوة والهيبة بأن يفرض المشروع على الدول التي يمر بها وله إمكانية مالية فلكية للتمويل وفنية عملاقة للبناء؟؟ أما في وضع العراق الذي دخل كتاب غينيس في عدد الحروب التي خاضها والتمييز الطائفي الذي جعل إثنين من مواطنيه من المستحيل أن يتفقا على رأي واحد وحطم كل الأرقام القياسية المسجلة في مستوى الفساد وتجاوز كل المقاييس المالية والاقتصادية لقياس العجز المالي والديون التي تقدر بمئات المليارات و خسر ثلث أرضه لحساب داعش ومازال يعمل على توزيع الثلثين الآخرين بين الفرقاء المتنازعين وفقا لشريعة الغاب و…و….و…. فأننا بحاجة إلى 7000 سنة لتنفيذ هذا المشروع الفضائي؟؟؟؟ والمصيبة أن العراق سوف لن يستطيع تحقيق الإيرادات التي يحلم بها السيد الوزير لأن سكان العالم سيتركون الأرض في ذلك الوقت وسيسكنون الفضاء وبالتالي سيكون المشروع للاستخدام السومري فقط؟؟ وسوف لن تكون هناك واردات وعائدات تعوضنا عن النفط في الوقت الذي سيكون فيه النفط قد نضب أصلا وفقا للتنبؤات التي تتوقع نضوبه بعد خمسين عاما من الآن وسنعود إلى الجمال والخيل والبغال والحمير وسوف لن ينفع المشروع العراقيين شيئا وإنما سيكون مضيعة لسبعة آلاف سنة قد تفوت على
العراقيين فرصة الحصول على موطأ قدم في الفضاء الذي سيشغله سكان العالم الأخرين وسيضطر السومريون الى بيع الكوكب رقم 12 الذي اكتشفوه قبل 7000 آلاف سنة لسداد فوائد القروض التي سيصرفونها على المشروع العظيم….
يا سيدي العزيز أستحلفك بالله العظيم أن تحكم غطاءك قبل النوم فأنك على ما يبدو تنام (مكشف) وهذا ما يجعلك ترى أحلاما بعيدة عن الواقع وتتخيل أمورا لا صحة لها في الواقع وإذا استمر بك الحال على هذا المنوال قد تقول أن السومريين قد عاشوا تحت الماء قبل ألاف السنين وسنكون هذه المرة من صنف الأسماك أو البرمائيات بعد أن كنا فضائيين رغم أننا نصنف علميا على أننا من اللبائن أو ربما سنحسب على صنف الطيور خصوصا وأن أجدادنا قد طاروا إلى الفضاء في الوقت الذي لم يكن فيه لا مركبات فضائية ولا وقود نووي ولا حتى فحم حجري؟؟ أما كان الأجدر بك يا سيدي الوزير خصوصا وأنت ((تكنوقراط))
أن تفكر بإعادة هيبة شركة الخطوط الجوية العراقية التي تعتبر أول شركة في الشرق الأوسط وكانت تسير الرحلات لكل بقاع العالم بإعادة بناء الأسطول الجوي الذي كان يضم أحدث الطائرات العملاقة بعد أن دمره الفساد وأصبحنا نشتري طائرات خارجة عن الخدمة منذ عشرات السنين لكي يحصل الفاسدون على عمولاتهم بينما تستخدم الإمارات أكبر الطائرات في العالم وأحدثها في الوقت الذي كانت تستخدم الجمال والبغال والحمير في النقل؟؟ أو بناء شبكة السكك الحديد التي كانت تنقل المسافرين والبضائع إلى لندن قبل مئة عام في الوقت التي كانت السعودية تسمى نجد والحجاز وكان سكانها يعيشون على تسليب القوافل في الصحراء وغزو بعضهم البعض؟؟ أو إعادة بناء أسطول النقل البري للمنشأة العامة لنقل الركاب الذي كان يضم أرقى أنواع الحافلات وكانت حافلاته تصل إلى أوروبا وكان المسافر يحجز مقعده عبر هاتفه الأرضي ويأتي ليجد مقعده محجوزا بالرقم في الوقت الذي كانت فيه دول الخليج تستخدم عربات الخيل لنقل المسافرين هذا إذا لم يكن السفر عندهم سيرا على الأقدام؟؟؟
أو تفكر في إعادة بناء ألأسطول البحري والنهري الذي كان ينقل البضائع والمسافرين من الهند واليمن إلى بغداد قبل مئات السنين في الوقت الذي كان فيه سكان الخليج يستخدمون المراكب المصنوعة من جلود الاباعر لصيد اللؤلؤ والأسماك في مياه البحر المالحة ؟؟؟ أرحموا عقولنا يا سيدي الوزير ولا تجعلونا نكره كلمة ((التكنوقراط)) بعد أن دخنا طيلة العام بمعناها ولا تدفعونا للهجرة للعيش في كهوف الجبال لكي لا نرى ولا نسمع تصريحاتكم التي أضحكت علينا المجانين من سكان العالم قبل العقلاء …