23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

التكفير…وسفك الدماء!‎

التكفير…وسفك الدماء!‎

الكفر لغة:الكفر نقيض اﻻيمان وهو مصدر كفر يكفر كفرا وكفورا  كفرانا،وهو الجحود والستر،يقال:كفر نعمة لله وكفورا وكفرانا:جحدها وسترها.
والكافر:هو الجاحد ﻷنعم لله تعالى وهو مشتق من الستر،وقيل:ﻷنه مغطى على قلبه.
فالكفر:ضد اﻻيمان ﻷنه تغطية للحق،واعظم الكفر:جحود الوحدانية او النبوة او الشريعة او مودة اهل البيت او ضرورة من ضرورات الدين كالصلاة والصوم،او استحلال المحرمات كشرب الخمر والكذب والزنا.
ان الكفر حكم شرعي يطلق على مايخالف اﻻيمان،سواء كان ذلك ستر الحق بالباطل، او التغطية،او بعدم التصديق.
وعليه ﻻيجوز تكفير المسلم الذي تشهد الشهادتين،اللتان بهما يعصم دمه وعرضه وماله، ولم ينكر اصلا من اصول اﻻسلام،ولم يجحد ضرورة من ضروراته كالصلاة ومودة اهل البيت،فأطلاق كلمة التكفير او التبديع او اللعن،ليس امرا ميسورا لكل أحد وان إدعى العلم،وذلك للنهي والتحريم المشدد الذي وردنا عن رسول لله صلى لله عليه وآله، فعن ثابت بن الضحاك:ان رسول لله قال:من لعن مؤمنا فهو كقتله،ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله،وقوله ايضا:ثلاث من اصل اﻻيمان:الكف عمن قال ﻻإله اﻻ لله وﻻنكفره بذنب وﻻنخرجه من اﻻسلام…سباب المسلم فسوق وقتاله كفر…ان دماءكم واموالكم  واعراضكم عليكم حرام.
يقول اﻻمام الغزالي:والذي ينبغي اﻻحتراز عن التكفير ما وجد اليه سبيلا،فإن استباحة دماء المسلمين المقرين بالتوحيد خطأ،والخطأ في ترك الف كافر اهون من الخطأ في سفك دم لمسلم واحد.
فاﻻسلام دين الرحمة والمحبة والعفو والتسامح واﻹيثار،وليس دين العنف والكراهية والتكفير والتبديع،كما نرى اليوم اسلام التكفيريين الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع ثوابت اﻻسلام،فاليوم ظهر لنا اسلام مااسهل التكفير فيه وقطع الرؤوس والحرق واﻻغتصاب، ذاك سيد الموحدين امير المؤمنين علي عليه السلام اطلق كلمة اخواننا بغوا علينا على الناكثين في حرب الجمل ولم يستحل دماء اهل الشام والخوارج على انهم كفرة وانما بغاة دعاهم الى الطاعة ولم يقاتلهم اﻻ  بعد سفكهم الدماء البريئة.!
ان جذور التكفير ظهرت اثناء سيطرة الطلقاء وابناء الطلقاء على امور المسلمين،وجذرها ابن تيمية حتى وصلت الى الباغي محمد بن عبدالوهاب المؤسس للتيار التكفيري الذي يعيث  اليوم فسادا في اﻻرض،فهؤﻻء التكفيريين يقولون بقاسم مشترك مع الصهاينة ولكن ﻻشيء بينهم وبين من خالفهم من المسلمين بكافة مذاهبهم اﻻ السيف والحرق واﻻغتصاب؟!
لقد نجح اﻻستكبار العالمي في تقوية هذه الغدة السرطانية في قلب العالم اﻻسلامي.