19 ديسمبر، 2024 1:50 ص

التكتلات السياسية . . . والبركان القادم‎

التكتلات السياسية . . . والبركان القادم‎

منذ اللحظات الاولى لاعتصام البرلمانيين ادركنا بان الامر لايراد به خيرا . وهو على قول الامام علي عليه السلام كلمة حق اريد بها باطل . اللقطات الاولى للمعتصمين تبين لنا ان هؤلاء لا يمكن ان يكونوا ادوات للاصلاح ، ما لم يصلحوا انفسهم . . انظروا اليهم لتدركوا حجم الكارثة التي يعاني منها الوطن والمواطن . كان هناك مشعان الجبوري وحنان الفتلاوي وعالية نصيف والصيادي وقتيبة الجبوري واللويزي . اليس هؤلاء من ازلام المالكي الذي عشم نفسه بالعودة الى السلطة التي فشل في ادارتها فشلا ذريعا ، نتيجة فساده وغبائه وتفريطه بالوطن والمواطنين وقد ظن نفسه نابليون بونابرت الذي عاد الى السلطة بعد غزو فرنسا من قبل الحلفاء . ولكننا مع ذلك قلنا ان في الحركة بركة .، وان هناك اناس فاضلون يسعون الى تغيير واقع الحال نحو الاحسن .كما ان انشقاقات الكتل المتسلطة على رقاب الشعب فيه خير كثير . ومن هذا المنطلق شجعنا المعتصمين على المضي باعتصامهم هذا ، لتغيير مسار العملية السياسية التي اضحت فوضى سياسية نتيجة كثرة اللاعبين الذين اضلوا الناس كثيرا ، بحيث صعب على ابن الشعب البسيط ان يميز بين ماهو باطل وما هو حق ، لمزجهم الفساد بالطقوس الدينية ، فاصبح المنظر امام المواطن بلون رمادي ، لا هو ابيض ولا هو اسود . والاكثر من هذا ان رئيس الجمهورية قد ظهر على شاشة التلفاز ليتحدث بكل صفاقة ، عن مسعاه لاجراء اصلاح حقيقي . مما يدل على انهم كانوا غير جادين باطروحات الاصلاح . وان عبارات الاصلاح كانت غير حقيقية ! فانظر الى دولة رئيسها يداهن الفاسدين ويبدي امله باصلاح حقيقي بعد الضغوطات التي واجهته ، والموقف الصعب الذي تعرض له لسلبيته وعدم مبالاته لا بالدستور الذي يفترض انه حامي له ولا بالمواطن او الوطن . ان الوضع في العراق من الان فصاعدا سوف لن يشبه الوضع ماقبل اعتصام البرلمانيين ،رغم تحفظاتنا الكثيرة عليه . كما ان الكتل والاحزاب السياسية رغم صلابتها الضاهرية وعدم قبولها الاستسلام ، فانها قد اهتزت هزا عنيفا . . وادركوا بانهم لن يستطيعوا بعد الان من استغفال الجماهير . ان التحالفات والتكتلات الفاسدة المتحكمة بالسلطة قد اخذت بالتفتت ، وان العملية السياسية سوف تنفجر من الداخل نتيجة الضغوطات الشعبية ، والخلافات المتزايدة للسياسيين الفاسدين . وان الرئاسات الثلاث الحالية ستزاح من المشهد السياسي العراقي . ان اي رئيس من هذه الرئاسات لايصلح ان يكون رئيسا لشعبة اوراق في اي دائرة خدمية ! .عفا الله عن الزمن الاغبر الذي جاء بهم الى السلطة، واي سلطة ، سلطة الشعب العراقي الذي لايمكن التحكم به بسهولة . ان الاساطيل الامريكية ، والهيمنة الايرانية ، والاموال القطرية ، سوف لن تنقذهم من غضبة الشعب الذي بدأ بالتململ كما يتململ الجبل قبل ان يقذف حممه . ان البركان قادم ان شاء الله وبالقريب العاجل . ان الشعوب تصبر كثيرا ، ولكنها في اخر المطاف تنفجر بثورات على كل السلاطين المنحرفين . والغريب في الامر ان الحكام الفاسدين لا يتعضون بمنطق التاريخ هذا . ان الرموز الفاسدة سوف لن تنزاح بالاصلاح ولا بالوعود الكاذبة ، بل بالثورة الآتية ، والتي اكاد ان اراها رؤية عين . وان غدا لناظره قريب .

أحدث المقالات

أحدث المقالات