تقوم حياة المجتمعات في كل انحاء العالم على مقومات عديدة متنوعة اهمها الاشتراك في المصير والحياة الحرة الكريمة والمصائب والافراح بحسب وضع المجتمع الذي يعيشه ,وفي التاريخ قصص عديدة وكثيرة لمجتمعات نهضت من سباتها والمها بفضل تعاون اهلها وايثارهم العالي فيما بينهم ,واليوم ارى مثالا زاهيا في مجتمعنا العراقي المجبول على الرحمة والالفة بين ابناءه الحقيقين ,فلو تصفحنا حال المجتمع العراقي اليوم نراه مختلف بطبيعة حال كل انسان فترى الغني المترف والمتخم جدا وترى الفقير المدقع الذي هو بامس الحاجة للمساعدة والانقاذ من هموم الدنيا والاخذ بيده وبين الاثنين يعيش باقي مكونات الشعب ,ولكن ليس بالتصنيف نقصد بل الاهم ان وسط تيارات مجتمعنا اليوم نشاهد ونرى ان قسما من اغنياء البلد وهم وكلاء الله تعالى على فقراءه لايتحركون قيد انملة لمساعدة اخوانهم والتخفيف عنهم بل يقضون اغلب وقتهم بالاستزادة من المال وبطرق مشروعة وغير ذلك المهم ان كرشه يملى وحسابه يزيد وعلى باقي القوم السلام ,ونرى قسما آخر عكس الاول يعمل وبرغم كل مشاغله لمساعدة الناس قدر الامكان وباي صورة كانت لايمانه القوي بانه يؤدي مايامره الله تبارك وتعالى عليه ,وهذه النماذج اليوم ان شاء الله في تزايد .
انا اتابع معظم نشاطات الخير واحث عليها وعلى القائمين عليها ولكن استوقفني مايقوم به الاخوة الاعزاء في برنامج الباقيات الصالحات الذي تبثه قناة المسار الفضائية ,فهذا البرنامج بكادره الطيب ازاد الله ايمانهم وتمسكهم بالثواب قد ساعد الكثير من العوائل المحتاجة وقدم الكثير من المساعدات الانسانية للمرضى والذين يتعذر عليهم ايجاد المبالغ اللازمة للعلاج والعيش الكريم ,فمن المساعدات العينية المالية الى امور اكبر منها بناء البيوت والاخذ بيد المرضى والعمل بهة الحريص على تلبية احتياجات الناس ,وهذا البرنامج هو حال العراقي الطيب الذي يعرفه العالم اجمع وهو يستمد قوته ودعمه من قوة الناس ورغبتهم في ابداء المساعدة للمعوزين فهو الوسيلة الناجحة والمعبرة عن التكافل الاجتماعي الذي نرغب به جميعا ,واليوم ونحن ننشد الاحسن والافضل لكل عراقي علينا ان نتعاون مع بعضنا بالشكل الذي يحفظ كرامة الجميع وان لانسمح للنفس الانانية ان تكون بيننا وان نشد الهمة وان نجعل من الباقيات الصالحات برامج متعددة ومنوعة لمساعدة اهلنا والابقاء على جذوة الايمان عالية في وجداننا الكريم .
تحية لكل عراقي اصيل منبعه الرحمة وتحية لكادر برنامج الياقيات الصالحات الذي برغم مسؤولية معده ومقدمه الكبيرة لم يترك مجالا للتاثير على قيامه بمساعدة الناس واضفاء البسمة على وجوههم ,ودعوة لجميع الميسورين ان يقوموا بواجبهم تجاه اخوانهم في الوطن والدين لا ما من اجر وثواب اكبر من بسمة طفل ودعاء ثكلى ومناجاة معاق لربه طلبا للرحمة والتوفيق لمن ساعده .