23 ديسمبر، 2024 1:58 م

أعلنت القائمة الكردستانية في مجلس محافظة نينوى عن اسناد منصب المحافظ الى كتلة النهضة العربية في المجلس المذكور عملاً بمبدأ سابق نص على أن يكون المحافظ عربياً ونائبه كردياً وحدد يوم 4-10-2015 لأخنيار مرشح من بين المتنافسين في الكتلة المذكورة ليحل محافظاً محل المحافظ المقال أثيل النجيفي. وذلك من غير مراعاة التطورات العميقة التي حصلت في الموصل ومحافظة نينوى بعد احتلال داعش للموصل في 10-6-2014 وبنتيجته اصبحت المناطق العربية في نينوى تحت سيطرة داعش اضافة الى مناطق كردية ومسيحية وتركمانية وكاكائية على ضيقها.

وبحسب احصائيات ان نحو 54% من مسكان الموصل و 96% من عشائرها العربية مع داعش. لذا كان الافضل والحالة هذه التريث في اصدار ذلك الاعلان وموعد اختيار المحافظ، وإسناد المنصب بدلا من ذلك الى النائب الكردي للمحافظ السابق ولو بشكل مؤقت لأن تعيين محافظ من تلك الكتلة يعني تولي محافظ عربي لمناطق كردية محررة، وهذا عمل لا منطقي ولا واقعي، إذا أخذنا بالاعتبار ان عراق ما بعد داعش لن يكون عراق ما قبله وسبق للقادة الكرد وان قالوا ذلك وبأن البيشمركة لن تنسحب من المناطق الكردية التي حررتها وان المادة 140 ملغية ولا بد ان تحرر البيشمركة الاجزاء الكردستانية من تلكيف و الحمدانية وسنجار وتلعفر وقضاء الموصل من داعش.

القول عينه ينسحب على الموصل، فموصل الغد لن تكون كموصل اليوم، وان من صلب المتغيرات التي ستقع هو تقسيم نينوى رسمياً بما فيها الموصل، علماً انها كانت مقسمة فعلياً حتى قبل احتلال داعش للموصل، واول من وضع لبنات تقسيم شبه رسمي لها هو قائمة الحدباء الوطنية يوم حرمت قبل اعوام قائمة نينوى المتاخية الكردستانية من أي منصب سيادي في مجلس المحافظة ضاربة بالمبدأ المذكور عرض الحائط، فاضطرت الاخيرة الى الاستقلال ب 16 وحدة ادارية كردستانية وجرى تدويل للنزاع بين القائمتين بتدخل الامم المتحدة لحله. كما أن العراق مقسم على (3) شيعي وسني وكردي منذ عام 2003 وان لم يعلن فان نينوى بدورها مقسمة على (2) عربي و كردستاني وان لم يعلن ايضاً وذلك منذ العام نفسه و عمق من التقسيم الحرمان المشار اليه وفيما بعد إحتلال داعش للموصل. عليه ان تنصيب محافظ نينوى من الكتلة تلك جهل بالحقائق اعلاه، ويتنافى مع الظروف الحالية للمحافظة والمتغيرات التي ستشهدها والذي يعمق من خطأ تعيين محافظ من كتلة النهضة، ان احتلال داعش للموصل قد يمتد لسنوات، دع جانباً تقاطع الاعلان الكردي ذاك مع جهود الكرد لنيل الاستقلال لكردستان.

ان كتلة النهضة معزولة عن جمهورها العربي وستشتد عزلتها لاحقاً، ولا يصح عد الحكومة المحلية في نينوى حكومة منفى. على الكرد ان يتراجعوا عن خطئهم وعلى كتلة النهضة ان تكون واقعية.

[email protected]