8 أبريل، 2024 8:48 ص
Search
Close this search box.

التقسيم .. بعبع العمائم وأصحاب البدلات الأنيقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كلما خرجت علينا السفارة الاميركية في بغداد ببيان تنفي فيه وجود نوايا لدى الكونغرس للتحرك باتجاه اصدار تشريعات توجد مقدمات تقسيم العراق رداً على شائعات يطلقها بعض يتبع اطرافاً تعتاش على بث التخويف تحقيقاً لأهداف خاصة، كلما تنفسنا الصعداء لكننا بقينا غير مطمئنين للنوايا الدولية التي لطالما شهدت على إحترابنا سنة وشيعة وكرد وسفكنا لدماء بعضنا البعض فيما بقينا بالتوازي نصيح ونولول “انها المؤامرة الخارجية”.

لا شك ان مشروع بايدن لتقسيم العراق والذي طرح كحل عملي للمأزق الاميركي ابان ايام الاحتلال بات شماعة ينشر عليها الساسة العراقيون والكثير من رجال الدين آيات فشلهم العظام في ادارة الدولة وقيادة اتباعهم وهو فشل متعمد لأن هؤلاء ركضوا وراء مصالحهم وعملوا في كراسي المسؤولية ومنابر التحريض على زيادة ارصدتهم في البنوك الخارجية لأنهم وجدوا في شعبنا المخدوع بهم اداة طيعة يلهونها بالأزمات في الداخل ومع الخارج ليمرروا مخططاتهم الفاسدة.

هذا الخط هو نفسه من استغل مأساة سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي وما تبعها من مدن لتصفية خصومه واتهامهم بالانتماء للتنظيم لمجرد كونهم من طائفة معينة ، وهو نفسه من استغله الطرف المقابل ليقول ان الشيعة غير قادرين على الحكم وان كانوا أغلبية وان ابناء المحافظات الغربية هم الاقدر على حكم انفسهم عبر اقاليم توفر لهم الحقوق التي يقولون انهم افتقدوها.

فرضية ارتباط سياسيين ورجال دين لدينا بالخارج وتقديمهم مصالح دول معينة على مصلحة الوطن تحتمل الصدق لما رأيناه منهم من تبعية خانعة لدول اقليمية على وجه الخصوص وهي واقع ملموس لكن بالمقابل ، اليست هذه الدول هي اول من سيتضرر من تقسيم العراق كون اثاره ستمتد لها خاصة وانه ان تحقق فرضاً سيتم على اسس طائفية وقومية كما

هو واضح وهذه الدول لديها التنوع الطائفي والقومي التي يتشابه مع العراق بنحو بالغ الدقة.

اذا من يركض وراء تقسيمنا ، اميركا التي تنفي وجود نوايا لتسليح جهات عراقية على اسسس قومية وطائفية دون الرجوع لبغداد وتدعم تشريع قانون الحرس الوطني الامران الذين يعتبرهما سياسيونا الشيعة مقدمة للتقسيم ، ام ايران التي تدعم الفصائل الشيعية المسلحة للحفاظ على المذهب الجعفري بالعراق كما تزعم هي ام ثنائي عربي – تركي لطالما نادى بوجوب ان يكون للسنة بعملية العراق السياسية وجود واضح يضمن حقوقهم ولطالما اتهمت غالبية نيابية هذا الثنائي بدعم الارهاب ، ام سياسيونا نحن الذين ما ادخروا جهداً لبث الخلافات والتقليل من شأن الانتصارات العسكرية والخروج عبر فضائيات عدة للزعيق بأعلى صوت قائلين ان الطرف المقابل طائفي ويريد تقسيم العراق ومن ثم نراهم في اجتماعاتهم الخاصة والمعلنة وهو يقبلون بعضهم البعض ويتعانقون ضاحكين سوية علينا نحن المخدوعون بهم .

يا سادتي ، التقسيم بعبع عراقي صرف ، يتمدد بتمدد اطماع من يتصدون للقرار سياسياً ودينياً ، اميركا تفتخر بانها من اوجدت الديمقراطية بالعراق واي تقسيم يعني انها سببه المباشر لإسقاطها نظام صدام الديكتاتوري الذي حكم العراق بالحديد والنار وكان البلد بعهده ابعد ما يكون عن التقسيم حسب ما يراه البعض ، إيران التي يشكل فيها السنة ما يقارب الثلاثين بالمئة من سكانها وفقاً لأرقام غربية ربما اكثر من سيستفيد من التقسيم لو فرضنا أن آثاره لن تمتد إليها، لأنه سيضمن لها نصف مساحة العراق تقريباً لتكون هناك احواز جديدة تتعامل فيها بلاد فارس مع العراقيين بنحو عنصري تسمي فيها العرب “عربة” وتقول ” الاعراب اشد كفراً ” كما شهد كثر كانوا في إيران أو زاروها ، لكن هل سيسمح أهل الجنوب العرب الاقحاح بتحقق هذه التبعية على أرض الواقع وفيهم رجالات ابوا ان يكون اداة طهرانية الهوى..

أيضاً .. هل سيقبل السنة بأن يكونوا مواطنين من الدرجة العاشرة لدى السعودية أو الاردن لو تحقق التقسيم وهم أكثر من يعلمون أن خيرات العراق الموحد هي أكثر من يضمن لهم البقاء على قيد الكرامة فيما لو اخرسوا سياسيين ورجال دين كثر يتاجرون بقضيتهم ولا يحققون سوى

مصالحهم، السعودية أيضا ليست بحاجة لتمدد جديد إلى أرض خيراتها لا يسيل لها لعاب المصالح تدفع فيها أكثر مما تربح هذا لو كان في دائرة صنع القرار فيها من يفكر بنحو استراتيجي وليس بنحو تخريبي فقط كالذي نشهده من عقود ..

الكرد أيضا لو استقلوا برعاية أميركية في جزئهم العراقي هل سيسكت صناع القرار في طهران وأنقرة عن هكذا استقلال يوفر أسباباً لانسلاخ مساحات كردية واسعة من التراب الإيراني والتركي ..

التقسيم ياسادة .. هو تقسيم مجتمعاتنا لطوائف متناحرة بأدوات داخلية ، نبقى معه ضعفاء جدا لا نقوى على رد الخطر عنا إلا بسلاح مصنوع خارج الحدود يتحكم وصوله السريع أو تأخره برقابنا فيما يستمر السارقون الداخليون والخارجيون بنهب خيراتنا برضانا نحن لأن هدفنا الأساس هو إعلاء كلمة الدين الذي حرفه ادعياؤه وليس إعلاء صوت الحق في دواخلنا لنصنع وجودا ذو سيادة لايقع رهينة بيد من يعتبر ارضنا بقرة حلوب ليس إلا ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب