30 مايو، 2024 2:04 م
Search
Close this search box.

التقسيم بالدم!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

رَحِمَ الله وزيريَ خارجية فرنسا وبريطانيا (فرانسو جورج بيكو , ومارك سايكس) , اللذان قسّما غنائم الدولة المريضة بسرية تامة , وتفاهم مع وزارة خارجية روسيا القيصرية .
وقد كشف الشيوعيون في ثورتهم عام 1917 عن الإتفاقات التي جرت بينهم , ما بين (111915 – 51916) , والتي أسفرت عن إتفاقية (سايكس – بيكو).
أ تعرفون لماذا علينا أن نترحم عليهما , لأنهما قسّمونا على الورق وبسرية وبرحمة , أما اليوم فمجتمعاتنا المسلوبة الإرادة , والمكبلة بقدرات القوى المفترسة الجديدة , التي وجدت أن مصالحها في القرن الحادي والعشرين تتطلب تقسيمنا بالدم , فأخذت ترسم الحدود بنزيف عروق الأبرياء , فما عادت الحدود الجغرافية السياسية الموضوعة على الورق تنفع في عصر الإنترنيت , والحل الأمثل هو التقسيم بالدم.

ومعنى ذلك أن تقام حدود قتالية ذات جدران عاطفية وإنفعالية عدوانية مرعبة ما بين أبناء المجتمع الواحد , تمنعهم من التمتع بالتواصل مع بعضهم عبر شبكات الإنترنيت , وإنما تتحول مواقعها إلى ساحات قتال وميادين عدوان وترهيب وتدمير , لإزهاق روح العروبة والدين والتأريخ.

فما يجري اليوم في منطقة الشرق الأوسط هو التقسيم بالدم , وبوقاحة وصراحة وعلنية وعدم إكتراث للملايين , التي تقاسي الويلات والتداعيات , لأنها وُضِعَت في خانات الأرقام المهجورة على يسار رقم المصالح العتيد.

التقسيم بالدم هو أفضل الحلول وأمهرها لإشغال أبناء المنطقة ببعضهم , وإستنزافهم لطاقاتهم , لكي تتحقق أفظع سرقة في التأريخ لثرواتهم ووجودهم الحضاري.

فما دامت المنطقة قد وُصِمَت بالأوصاف السلبية , وتوفرت مسوغات الفتك بها , وتزاوج فيها الدم والهدم كشعار وهدف وعقيدة , فهذا يعني أنها ستتحول إلى كينونات متناحرة متصاغرة خانعة تابعة , متفانية متهالكة مندفعة في دروب التهاوي والخسران المروّع الشديد.

فالمُقسِّمون بالدم هم أشرس مما يخطر على بال , والذين يساهمون في سجير الويلات , هم القوى التي قررت أن تحقق مصالحها بنزيف أبناء المنطقة أنفسهم لا غيرهم , فتقاتلوا أيها العرب والمسلمون , وتذابحوا وتثاءَروا , فهذه حياتكم ومصيركم ولا خيار عندكم إلا أن تتقاتلوا , وتبيدوا عن بكرة أبيكم , كما بادت الديناصورات بأكل بعضها البعض من قبلكم.

نعم لا خيار عندكم أمام ساطور الدم سوى القتل البشع المشين , وحزّ الرقاب بالسكين , فأنتم بلا قدرة على تقرير مصيركم , وإدراك قيمة بلدانكم وأنوار دينكم , فليقتلكم دينكم , وتحرقكم أنواركم , التي تحولت في عرفكم الخلاق إلى نار وسعير دفاق!!

فخريطة الشرق الأوسط الجديدة يتم ترسيمها بالدم , فهل عندكم ما يدحض هذا الترسيم وسلوكه الأليم؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب