23 ديسمبر، 2024 11:22 ص

التقسيم ..الحل الأخير لترميم الفشل!

التقسيم ..الحل الأخير لترميم الفشل!

عملية التغيير، صعبة ومعقدة جداً، يراد منها وضع العراق على جادة الحرية، وفق متبنيات قوية، واضحة صادقة، لكنها محفوفة بالمخاطر والتضحيات، وهذا ما يولد تراجعاً، عند بعض الأطراف، حيث تبدي خوفها، من أعمال البشر، والتي لا بد أن يعتريها النقص والزلل، لان العصمة للأنبياء، والرسل، والأئمة (عليهم السلام أجمعين)، ورغم ذلك فأن نقطة الإنطلاق، نحو بناء الدولة العصرية، تبدأ من رفع كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ومنها الى عراق عادل معتدل.
مقدمة يعتليها الخوف من فشل الديمقراطية الوليدة، وبنفس الوقت فيها من التفائل، الذي لابد أن يكون ملازماً، حتى نصل الى الحل الأمثل في تطبيقها وأنجاحها، وذلك بعد سماع نداء العقل، وليس العاطفة.
عندما تتزايد الفوضى، بسبب تضارب وجهات النظر، وإختلاف الرؤى، وإثارة الخلافات، وعدم وجود النية الصادقة، وجب رمي كل ذلك في سلة الماضي، والإلتفات لشيء واحد، وهو أن العراق لجميع الاطياف، ومنذ أقدم العصور، فقد عاش الأشوريون في الشمال، والبابليون في الوسط، والسومريون في الجنوب، فلماذا لا نستطيع العيش في عراق موحد، شيعة، وسنة، وأكراداً؟ حيث القوة لكل طرف، بوجود الأطراف المساندة له، وإنما أمتكم هذه أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدونِ.
التكوين الجيوغرافي للعراق، بمكوناته وأطيافه، يعتبر نعمة من نعم الخالق في ما مضى، حين جمعهم التعايش السلمي والمودة والإحترام، فتصاهروا وتواصلوا فيما بينهم، ولكن بعد التغيير السياسي في عام (2003)، جاء الينا الإحتلال حاملاً بين أجنداته موضوعة التقسيم وأضعاف العراق وكذلك المؤامرات الإقليمية والدولية خوفاً من الديمقراطية لهذه كان سعيهم تمزيق فسيفساء العراق الرائعة، وجعلها عرضة للتناحر، الطائفي والقومي.
إذن تقسيم البلد سيكون الحل الأخير للساسة، لإخفاء فشلهم في إداردته، وهذه طامة كبرى، ولعنة في نفس الوقت، إن مرت على العراق.
 التقسيم حالة ضعف، لمن يعتقدها قوة له، لذا ترى أن الوردة الوحيدة، في إناء معد للزهور، لا يسر الناظرين، بينما تجده ملفتاً، إذا إجتمعت فيه ورود جميلة، وبألوان أجمل، فسيبدو المنظر أكثر جمالاً، وإلا كم من بيوتات عراقنا، تلتقي فيه النساء، من محافظات مختلفة، فمن شرق ديالى، الى غرب الرمادي، ومن شمال أربيل، الى جنوب البصرة، فالتقسيم صوت نشاز لمن لا صوت له ويرغب برؤية عراق ممزق مستبعد ومستعبد في العالم.