23 ديسمبر، 2024 4:22 م

التقديرات الجديدة والمفاجأة المنتظرة

التقديرات الجديدة والمفاجأة المنتظرة

ظل العراق محكوماً بالحديد والنار من قبل العفالقة الأوغاد لمدةزادت على ثلاثين عاماً (1968 – 2003) وكانت الدماء العراقية تسفك ليل ونهار على مَذْبَح الدكتاتورية الغاشمة البائدة ، حتى أمكن القول :
ان الانسان العراقي كان أرخص السلع في سوقها المكتظة بالعظائم …
وكانت حملات الإبادة الجماعيّة للحرائر والأحرار ، واحدة من أهم المفردات في قاموس الظلم الفظيع والانتهاك المريع لحقوق الانسان العراقي .
شباب العراق ورجاله أصبحوا وقوداً لمعارك الطاغوت الطائشة ، ومغامراته العدوانية ضد الجيران والأشقاء ، حتى امتلأ العراق بالمقابر …!!!
وتُكتَشَفُ حتى اليوم المقابر الجماعية واحدة بعد أخرى .
وأية جريرة أعظم من ان تكون (المقابر) هي (أم المآثر) التي تتصدر صحائف تاريخ الطاغية المسعور …
-2-
ان قوافل الشهداء الضخمة من رجال العراق وشبابه ، والتي اشتملت على عيون الرجال جعلت عدد (الاناث) فيه يزيد على عدد الذكور …
فالأرامل مثلا شريحةٌ كبيرة للغاية ، وفيهن مَنْ هنّ في عمر الورد ، وقد عانين الأهوال والمصاعب النفسية والعاطفية والعائلية والاقتصادية فضلاً عن الاضطهاد السياسي والحرمان من كل الحقوق المشروعة …
-3-
ان هذه الحقيقة مما لايتنازع فيها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان – كما يقولون- ومع ذلك فقد جاءت تقديرات وزارة التخطيط مؤخراً ، لتعلن المفاجأة الكبيرة المتمثلة بازدياد عدد نفوس (الذكور) على الاناث وصعود العدد التقديري العام لسكان العراق الى 36 مليوناً وأربعة آلاف و522 نسمة:
إنّ عدد (الذكور) سيبلغ (18) مليون و(319) ألفا و(8) نسمات .
أما عدد (الاناث) فسيبلغ (17) مليوناً و(685) ألفاً و (544) نسمة .
وهنا لابُدَّ ْأنْ نَذْكُرَ قول امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) { بقية السيف أنمى عَدَدا …}
-4-
اننا نسمع بالعديد من العواصم العربية والغربية المكتظه بالسُكان .
وها هي (بغداد) – عاصمتنا الحبيبة – تدخل في سلّم العواصم المكتظة .
ان عدد نفوسها سيكون الأكبر والأعلى من كل المحافظات العراقية الأخرى.
انه سيكون  (7) ملاين و(665) ألفاً و(292) نسمة .
اي انها ستشكّل نسبة (3،21 ) بالمئة من مجموع نفوس العراق .
-5-
ان عمليات الارهاب بكل ما تملكه من مفخخات ومفرقعات ، مستمرة في حصد الآلاف من المواطنين العراقيين، بما في ذلك الأطفال الأبرياء الذين هم بعيدون عن امتلاك القدرة على تمييز الأشياء ، فضلا عن انعدام الحس السياسي لديهم …
ولا ندري باي ذنب يقتلون ، وما هو سرّ الاقدام على قتلهم بدم بارد .
ان بشاعة الاجرام الارهابي ليس لها حدود ، وانها أعلى درجات التوحش الذي لم تبلغه حتى الحيوانات المفترسة .
-6-
ومما يُقرح القلب استمرار (تهريّب) عتاة المجرمين من الارهابيين من السجون العراقية ، دون ان نشهد الاجراءات الرادعة من تكرارها ..!!
نعم انها عمليات تهريب لا هرب …
تتم بالتواطؤ مع عناصر أمنية تسللت الى مواقع حساسة واخترقتها ، بعد ان اشتُري قسم كبير من تلك المواقع بأثمان باهظة ..
والسؤال الآن :
بماذا سيجيب السلطويون، المشغولون بتسويق أنفسهم في الانتخابات النيابية، الشعبَ العراقي الغاضب والمتململ من أدائهم البائس عن هذه الكارثة ؟
أهي صدفة عابرة ؟
أم أنها أصبحت ظاهرة ؟
ان العقاب الشعبي سيكون قوّياً ، ولكنه ليس بالطرق المعهودة للعقاب، انه سيكون عبر صناديق الانتخاب .
(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )
[email protected]