لم نسمع قط كلمة( ليس بين ديننا ودينكم سوى هذا الخط), منذ هجرة المسلمون إلى الحبشة, حيث حاولت قريش تفريق اللحمة, والتلاعب ببعض الأفكار السماوية التي أتى بها رسول الرحمة, ولكن كانت حكمة مفاوض المسلمين, وإدراك النجاشي لتعاليم دينه, حائلا بين مؤامرات قريش.
منذ زمن الرسالة المحمدية الشريفة, وما تبعها من زمن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ), انقطعت بعدهم سبل التقريب بين الأديان, وحتى داخل الدين الواحد ومذاهبه, وانتشرت بدلا عنها سبل التشتت والتباغض, لما ينفع مصالح الأفكار المتطرفة, التي لا هم لها سوى الهيمنة على دنيا, يموت فيها الضعيف, ويتجبر بها صاحب الفتنة القوي.
لن نذهب بعيدا ولكننا نحاول استرجاع بعضا من التأريخ المسالم, حيث قطعت بنا أشواط الفتنة زمنا طويل, وهاهي اليوم تتجسد في صناعة اليهود داعش, ورب سائل يسأل أوليس اليهود أصحاب ديانة؟!
لدى اليهود عقدة نرجسية, نفسية توارثت عبر الأجيال, لتجعلهم سبب الفتنة بين الأديان, علماء النفس جميعا أجمعوا على ذلك, كما وصفتهم الكتب السماوية, وحتى كتابهم التوراة, فهم يعتقدون أنهم شعب السماء المختار, و أن دينهم أسمى من جميع الأديان, وأن المسيحية والإسلام ساعيا لإنهاء الدين اليهودي.
بين حرب الديانات و المذاهب, يعد عمار الحكيم العدو الأول اليوم لليهود, حيث قام بما لم يقم به أي زعيم في العالم, وجمع تحت عباءته جميع الديانات و المذاهب, لكي يتفقوا على كلمة سواء بينهم, وهي حق التعايش الإنساني, الذي لم تخلوا منها أي ديانة أو مذهب.
ضربة قاضية ينفذها الحكيم, وبحكمة المرجعية الرشيدة, التي لم يدخل دارها أحد إلا وخرج منها بفكرة الإسلام الصحيح, ليس دين التطرف و القتل, بل دين الإسلام والمحبة, دين التسامح, الذي يقابل من أساءوا لقائده, بالفكرة والحوار واحتواء الآخر, ضاربا بذلك كل مخططات الماسونية البغيضة لضرب الإسلام.
حكمة للحكيم, ينفذها في وقت شارفت فيه الإنسانية على الانقراض, فهنا داعش تقتل باسم الإسلام, وهناك من يسيء للإسلام بحجة داعش, وما هذا وذاك من أفعال أديان وجدت للتراحم بين بني البشر, ولكن سولت للأيادي الخبيثة أذكاء الفتن, لخدمة مخطط الهيمنة على العالم.
رسالة سلام ناصعة البياض, قد أرسلها القائد عمار الحكيم إلى من يهمه الأمر, وهي رسالة قد مزقت خيوط الوهن لعنكبوت بني إسرائيل, فكان ذلك المؤتمر الذي عقده سماحته, بمثابة الوردة التي أخرست فوهات البنادق, وألجمت تخرصات الناعقين للفتنة و الطائفية, وبينت لهم إن هناك قادة أسمى من صراخ الجبناء.
لقد اعتلت حمامة السلام المحمدية, في سماء الحقد و البغضاء, مجابهة كل سموم الطائفية, التي استسلمت لمن التحق بركب السلام, بخطوة حكيمة من رجل حكيم.