17 نوفمبر، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

التقارب العراقي التركي مفتاح للتسوية 

التقارب العراقي التركي مفتاح للتسوية 

على مدى أشهر تصاعدت الخلافات بين العراق وتركيا ، و طبل البعض لابواق الحرب بسبب دخول قطعات عسكرية تركية الى العراق ، وخلال هذه الفترة برزت أزمة سياسية بين البلدين ، واتهامات وتصريحات وصلت الى حد ظن الجميع أن الحرب اتيه لا محال ،واستعرت هذه الأزمة بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، الذي طالب وادعى من خلال هذه التصريحات ان الموصل ولاية عثمانية ، وان دخول قوات بلاده الى العراق قد جاءت بطلب من الحكومة العراقية  ، الامر الذي نفته الحكومة العراقية وعلى لسان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي  جملةً وتفصيلا ، وأكد ان حكومته  لم تطلب من أنقرة إرسال قوات عسكرية الى العراق ، ورد العبادي بأن على انقرة احترام سيادة العراق ، وقال ان كانت تركيا تدعي بأن الموصل ولاية عثمانية فأن تركيا كانت تابعة لدولة الخلافة العباسية والتي  كانت تتخذ من بغداد عاصمةً لها ، وهدد بتدويل القضية مالم تسحب تركيا قواتها ،وحقاً تم ادانة هذا التدخل من قبل جامعة الدول العربية وطالبت الجامعة تركيا بالانسحاب الفوري والعاجل من العراق ، وخرجت تظاهرات سلمية منددة بهذا التدخل ، وطالب المتظاهرون بأنسحاب هذه القوات ! 
أما البعض من حديثي السياسية وزعماء الحروب ! فقد خدمتهم هذه الأزمة سياسياً  وراحوا  يطبلون لحرب مع تركيا مطالبين الحكومة العراقية بقصف هذه القوات واقتحام المعسكر الذي تتواجد فيه ، لكن حكمة رئيس الوزراء واصراره على الحل الدبلوماسي كان هو السائد وعدم التصعيد كان سمة مميزة له وكان له ما أراد فلقد اثمر الحل السياسي أكله خصوصاً بعد زيارة  رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الى بغداد والتي أتت بعد التقارب الروسي الإيراني التركي وبروز تسوية شاملة في المنطقة ابتدأت بسوريا ، وأعلن خلال الزيارة عّن اتفاق لسحب هذه ألقوات من العراق ، مما جنب البلدين أزمة كادت ان تؤدي بحرب بالمنطقة ، وهذا ان دل على شي إنما يدل على ان الحل السياسي وجلوس الأطراف الى طاولة المفاوضات وتسوية القضايا سلميا ً لَهُ الحل الأكثر عقلانيةً من لغة التهديد والحرب والتي لم يجني منها العراق شيء سوى الخسائر في صفوف المواطنين والاموال و ضياع ثلث البلد بيد داعش ، لذلك على الجميع ان يفكروا بمصلحة بلدهم وان يجلسوا على طاولة الحوار وتسوية المشاكل والخلافات والمضي بالبلد نحو بر الأمان .

أحدث المقالات