18 ديسمبر، 2024 11:51 م

التقاء كبار ساسة العراق .. بدلا من عبور جسر الشيطان

التقاء كبار ساسة العراق .. بدلا من عبور جسر الشيطان

تبدو ألأمور  في العراق كما لو اننا جميعا في السباق الأخير مع الزمن ، أقول  ” جميعا ” واقصد كل الاطراف والاطياف العراقية 0 فالفترة القليلة القادمة هي فترة المخاض العسير لخلاص العراق من المحنة .
لم يعد هناك وقت للتنصل من المسؤولية والقاء اللوم على القدر أو الايدي الخفية . فمعروف سلفا ان قدرنا بأيدينا ،  ومن المسّلم به ان الايدي الخفيــــــــــة لا تريد ولا ترغب في اسـتقرار العــراق أو منع اهله من التناحر الطائفي  .
كل هذا معروف وأكثـــر .   ولكن الأمر من قبل ومن بعد في ايدينا نحن ، ولمزيد من الوضوح نقول  ان الأمر كله في الوقت الراهن معلق برقاب ساسة العــــراق .
على كل الاطراف السياسية الموجودة على الساحة العراقية وبيدها الحل والعقد ، ان تبرهن على عراقيتهــا اليوم أكثر من اي وقت مضى فتبدأ على الفور مسيرة الوحدة الوطنية والوفاق الوطني .. وإلا فانها بوعي مقصود تفك ارتباطها بالعراق الى الابد ،  انها فرصتها الاخيرة اي انها تجد نفسها امام الخيار الوحيد المطروح .. وهو ان يكون الحواربروح العراقيـــة الحقة ،  بروح المواطنة والقلب والنفس العراقي الصميم .
المطلوب من الساسة ان يثبتوا بجدية حواراتهم القادمة من اجــل الحفاظ على الدم العراقي .. إلى ان يتجسد هذا الحل او حتى تظهر بوادره في الافق .
هل نؤجل الوفاق الوطني العراقي الى أجل غير مسمى ؟  ومن يسمح لنا بهذا التأجيل ؟  ربما العكس هو الصحيح ، اي ان هذا الوفاق بمثابة التـئام الجروح . وقد تكون خطوة نحو حل المشاكل !  .  أما انتظار هذا الحل دون وفاق عراقي فهو ليس تأجيلا ، بل دفعاً متعمدا للعراق الى المجهول .
فالزمن لا يقبل التأجيل ،  الزمن عمل بشري متصل ،  فاذا لم يعمل ساستنا الكبار من اجل العراق ،  فهناك من يعمل بالضد ، لا  فراغ في الزمن ،  ولا مجهول ايضاً .
ان الفرصة المتاحة الآن هي  بين من يمثلون كبار ساسة العراق للجلوس الى الطاولة المستديرة ، وهي فرصة البداية لبناء العراق من جديد سياسيا واقتصاديا  وامنيا واجتماعيا فنصل جميعا الى بر الامان بدلا من العبور فـــوق جســــر الشــيطان .
لاشيء يتكرر  ولا التأريخ يعيد نفسـه ،  فالفترة المتبقية  هي زمن …..الخلاص  أو .. الخطر .