تبدو ألأمور في العراق كما لو اننا جميعا في السباق الأخير مع الزمن ، أقول ” جميعا ” واقصد كل الاطراف والاطياف العراقية 0 فالفترة القليلة القادمة هي فترة المخاض العسير لخلاص العراق من المحنة .
لم يعد هناك وقت للتنصل من المسؤولية والقاء اللوم على القدر أو الايدي الخفية . فمعروف سلفا ان قدرنا بأيدينا ، ومن المسّلم به ان الايدي الخفيــــــــــة لا تريد ولا ترغب في اسـتقرار العــراق أو منع اهله من التناحر الطائفي .
كل هذا معروف وأكثـــر . ولكن الأمر من قبل ومن بعد في ايدينا نحن ، ولمزيد من الوضوح نقول ان الأمر كله في الوقت الراهن معلق برقاب ساسة العــــراق .
على كل الاطراف السياسية الموجودة على الساحة العراقية وبيدها الحل والعقد ، ان تبرهن على عراقيتهــا اليوم أكثر من اي وقت مضى فتبدأ على الفور مسيرة الوحدة الوطنية والوفاق الوطني .. وإلا فانها بوعي مقصود تفك ارتباطها بالعراق الى الابد ، انها فرصتها الاخيرة اي انها تجد نفسها امام الخيار الوحيد المطروح .. وهو ان يكون الحواربروح العراقيـــة الحقة ، بروح المواطنة والقلب والنفس العراقي الصميم .
المطلوب من الساسة ان يثبتوا بجدية حواراتهم القادمة من اجــل الحفاظ على الدم العراقي .. إلى ان يتجسد هذا الحل او حتى تظهر بوادره في الافق .
هل نؤجل الوفاق الوطني العراقي الى أجل غير مسمى ؟ ومن يسمح لنا بهذا التأجيل ؟ ربما العكس هو الصحيح ، اي ان هذا الوفاق بمثابة التـئام الجروح . وقد تكون خطوة نحو حل المشاكل ! . أما انتظار هذا الحل دون وفاق عراقي فهو ليس تأجيلا ، بل دفعاً متعمدا للعراق الى المجهول .
فالزمن لا يقبل التأجيل ، الزمن عمل بشري متصل ، فاذا لم يعمل ساستنا الكبار من اجل العراق ، فهناك من يعمل بالضد ، لا فراغ في الزمن ، ولا مجهول ايضاً .
ان الفرصة المتاحة الآن هي بين من يمثلون كبار ساسة العراق للجلوس الى الطاولة المستديرة ، وهي فرصة البداية لبناء العراق من جديد سياسيا واقتصاديا وامنيا واجتماعيا فنصل جميعا الى بر الامان بدلا من العبور فـــوق جســــر الشــيطان .
لاشيء يتكرر ولا التأريخ يعيد نفسـه ، فالفترة المتبقية هي زمن …..الخلاص أو .. الخطر .