هناك حث واضح وصريح صرحت به الآيات الكريمة التي وردت بالقرآن الكريم على الإخوة والتكاتف وعدم الانشقاق، قال الله في محكم كتابه الكريم ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10].
ولسنا في مورد تفسير هذه الآيات الشريفة لكنا ما يهمنا في الأمر هو المودة والألفة بين المؤمنين ولكي يكون فيها الكلام أكثر دقة ونستعرض بعض الأحاديث التي وردت عن أهل بيت النبوة عليهم السلام
1- عن الإمام علي عليه السلام: “ربَّ أخ لم تلده أمُّك”1.
2- عن الإمام الصادق عليه السلام: “المؤمن أخو المؤمن”2.
3- عن الإمام الصادق عليه السلام: “لكلِّ شيءٍ شيءٌ يستريح إليه، وإنَّ المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله”3.
4- عن الإمام علي عليه السلام: “إنَّ أخاك حقاً من غفر زلتك، وسدَّ خلتك، وقبل عذرك، وستر عورتك، ونفى وجلك، وحقّق أملك”4.
5- عن الإمام الصادق عليه السلام: “المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يغشُّه ولا يعده عدة فيخلفه”5.
لكن في زماننا الحاضر نلاحظ أنّ المسلمين قد ابتعدوا عن خط الدستور الإلهي المقدس وخط الأئمة المعصومين –عليهم أفضل الصلاة والسلام- ومن المؤكد أنّ التفرقة الحاصلة اليوم يوجد لها عدة أسباب نستعرض بعضَا منها،
1- التخندق الحزبي: وهذا من الأسباب الرئيسية التي كانت ولا زالت لها الأثر البليغ في تفتيت وتمزيق وحدة المسلمين وبات كل حزب بما لديهم فرحون!! ونستطيع القول أننا حققنا أهداف الظلمة والمستعمرين من حيث نعلم او لا نعلم، حتى وصل الخلاف والاختلاف الى المجتمع الواحد والعائلة الواحدة.
2- التفاوت الطبقي: ونقصد به هو عدم المساواة والعدالة بالعطاء بين أبناء الوطن الواحد والدين والواحد مما جعل هناك طبقة متخمه وأخرى مسحوقة وهذا ما أدى ويؤدي الى صراع بين الطبقتين وهو من الحالات المؤسفة والمضرة أضرار كبير في المجتمع العراقي والعربي وحتى الدولي.وهنا نذكر في المقام قصة الإمام -عليه السلام- مع النصراني المكفوف مما يؤيد هذا المطلب أيضاً: حيث كان الإمام (عليه السلام) في شوارع الكوفة فمر بشخص يتكفف وهو شيخ كبير السن، فوقف (عليه السلام) متعجباً وقال (عليه الصلاة والسلام): ما هذا؟ ولم يقل من هذا، و(ما) لما لا يعقل، و(من) لمن يعقل، أي انه (عليه السلام) رأى شيئاً عجيباً يستحق أن يتعجب منه، فقال أي شيء هذا؟
قالوا: يا أمير المؤمنين إنه نصراني قد كبر وعجز ويتكفّف.
فقال الإمام (عليه السلام): ما أنصفتموه.. استعملتموه حتى إذا كبر وعجز تركتموه، اجروا له من بيت المال راتباً (6).
وطبعًا هنا تتحلى أفضل وأسمى وأرقى حالة العدالة في العطاء يجسدها أبا الحسن –عليه أفضل الصلاة والسلام-
3-الطائفية: ونقصد بها التمسك بالرأي والاستبداد به دون السماح للطرف الاخر بالتعبير وابداء رأيه والاستماع لما يقوله وقد طُبقت الطائفية بشكل كبير بزمن سابق مما أدى الى نتائج وخيمة وإجرامية أدت الى زهق ارواح خيرة خلق الله تعالى ومنهم سيد الشهداء الحسين –عليه السلام- وفي عصرنا الحالي نرى ذلك متحقق على يد شرذمة العصر أتباع ابن تيمية الحراني وهنا نذكر كلام المحقق الاستاذ في معرض رده على أتباع هذا الفكر المنحرف فيما يخص زيارة القبور((ثالثاً أبن تيمية قال: لما تولى عبدالملك الشام ووقع بينه وبين ابن الزبير فتنة كان الناس يحجًون فيجتمعون بابن الزبير فاراد عبد الملك أن يصرف الناس عن أبن الزبير فبنى القبة على الصخرة وكساها في الشتاء والصيف ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير (في اقتضاء الصراط /مجموع الفتوى /12) يابن تيمية لماذا لم تكفر الأمويين ؟!! لماذا لم تكفر عبد الملك لماذا لم تكفر شيعة الأمويين وشيعة عبد الملك ؟!! كفرت الشيعة على زيارة القبور كفرت السنة والصوفية على زيارة القبور والتوجه للقبور والتبرك بالقبور ؟ لماذا لم تكفر شيعتك ؟!! لماذا لم تكفر أئمتك ؟!! لماذا لم تكفر أقطاب السلطة الاموية لتي ابتدعت فتنة القبة وزيارة القبة والوقوف بالقبة ؟!! هل هنا حلال وهنا حرام ؟!! هل هنا بدعة وهنا سنة؟!! هل هنا تباح الدماء من السنة والشيعة بسبب التزامهم بسنة نبويةً , بامر نبوي , بأمر إلهي بزيارة القبور والاتعاظ من القبور والتبرك بها والتشرف بها وأنت لا تكفر الامويين لبدعة قبة الصخرة والطواف بقبة الصخرة وزيارة قبة الصخرة ؟!! ايها الشيخ يا ابن تيمية لماذا تفعل هذا ؟!! لماذا تنظر بعين واحدة ؟!! لماذا هذا التفاوت والتناقض بالقياس!!))
وهناك عدة نقاط سنستعرضها في مقال لاحق في ما يخص الانحراف المجتمعي والقبلي الذي ذكرنا بعض النقاط الموجبة لتلك الحالات السلبية التي نتجت في المجتمع الاسلامي بصورة عامة والمجتمع العراقي بصورة اخص.
المصادر
………………………………
1-غرر الحكم ح/5351
2- ميزان الحكمة الحديث 148
3- بحار الأنوار ج74 ص 234
4- غرر الحكم ح / 3645
5- ميزان الحكمة الحديث 148
6-وسائل الشيعة: ج11 ص49 باب19 ح1.