23 ديسمبر، 2024 1:56 م

التفاوت الطبقي في الوزارات العراقية

التفاوت الطبقي في الوزارات العراقية

يقر قانون الخدمة الوظيفية في جميع ارجاء المعمورة ، ان العاملين بغض النظر عن منصبهم وكذلك بغض النظر عن انتمائهم الحزبي ، الطائفي، القومي ، الديني ، المناطقي فأنهم متساوون في الحقوق والواجبات ، فان الذي يسري على الوزير فمن الاجدى ان يسري على ادنى درجة وظيفية في الوزارة، وان اي حق يناله الوزير فمن حق الموظف ان يناله ، وان التمييز بين الموظفين يكون على اساس الكفاءة والعطاء، فلا يستطيع اي فرد ان يقول ان الجميع متساوون في العطاء او القدرة على انجاز الاعمال الموكلة اليهم بنفس الوتيرة، كذلك لا يستطيع اي فرد ان يقول ان الموظفين هم على درجة واحدة من الذكاء او التميز في العمل ، حيث ان احدهم ينجز العمل خلال يوم او يومين بينما ينجزه الاخر خلال ساعات، لذا اوجد نظام المكافئات التشجيعية لكي تكون حافزا لزملاء العمل ودافعا للعطاء بشكل اكبر واكثر.

غير أن النظرة الاستعلائية ، النظرة الاستكبارية ، النظرة الفوقية التي ينظرها المسؤول الى طبقة محددة من الموظفين ، تعتبر وصمة عار في جبين ما يسمى بـ (الديمقراطية) التي يتشدق بها حكام العراق الجدد، حيث اعتاد اعوان وازلام نظام البعث الكافر بالنظر الى ابناء العشب العراقي بمنظارين.

النظرة الاولى التي كان ينظر بها اعوان البعث الصدامي هي نظرة احترام وتقدير واجلال وتميز الى طبقة محددة ، وليست هذه النظرة مبنية على العطاء او التميز في العمل او حتى انجاز الواجبات، بل كانت قائمة على انتماء طبقة محددة الى طائفة معينة ، انتماء هذه الطبقة الى منطقة معينة ، وكذلك ولاء هذه الطبقة الى افكار البعث والعولمة الفاسدة . وانعكس هذا التمييز على جميع الاصعدة ، حيث امتد هذا التميز الى سكان المناطق، حيث يستطيع من يسير في مناطق طائفة موالية للهدام ان يشاهد الاعمار والخدمات وكافة الامور التي لها علاقة بحياة افراد تلك المناطق.

النظرة الثانية التي كان يتخذها ازلام البعث هي نظرة احتقار ، نظرة اذلال ، نظرة مستكبرة الى ابناء الطائفة الاخرى (انا اعلم ان الكثير سوف ياتي في ذهنه اني اثير نعرات طائفية ، لكن الصراحة والوضوح والموضوعية تحتاج منا ان نقول الحقائق كما هي ، من دون رتوش او تدليس) ، ابناء الطائفة الشيعية ، ابناء مناطق الجنوب ، المنتمين الى طبقة (الشروكية) او كما قال لي احد اعوان النظام العفلقي ايام الانتفاضة الشعبانية الخالدة ، عندما تمت محاصرة مدينة الصدر وتم حجزنا في سجون مديرية الامن العامة في (المشتل) ، قال لي هذا المعتوه (انتو المشاركه شتردون الحكم هو النا واللي ما يعجبه ندوسه راسو بالقندره) ، هذا النمط من التفكير ، هذا النمط من الاعتقاد ، يكاد يكون موجود ومستمر في جميع دوائر الدولة العراقية ، فالغباء كل الغباء من يعتقد ان بزوال راس النظام فان الامور سوف تعود الى الاستواء وسوف يسود العدل بين جميع طبقات المجتمع بمختلف انتمائهم، فأن الهدام لعنه الله عليه ، مارس الظلم والاضطهاد والقهر والتنكيل من خلال ازلامه المنتشرين في جميع الوزارات والدوائر الحكومية ، وتوجد هناك شواهد كثير ، لا يتسع المقام الى ذكرها وسردها، والاجدر بمن يدعي التغيير ويحاول ان يرسم صورة وردية لمستقبل العراق ، اقول له انت واهم وما زلت نائم تحلم ، وسوف تصحوا وراسك تحت (بساطيل) العفالقة، فانهم يا سيدي العزيز باقون في مناصبهم ويمارسون الظلم والتمييز العنصري على اساس الطائفة والمنطقة والانتماء والولاء البعثي….