18 ديسمبر، 2024 6:27 م

التغيير والتشبث بالسلطة في الرسائل الساخنة بين نائبي الرئيس الامريكي والعراقي قبيل عام2003

التغيير والتشبث بالسلطة في الرسائل الساخنة بين نائبي الرئيس الامريكي والعراقي قبيل عام2003

هناك عشرات الاراء وما وراء الاخبار التي حاولت تحليل الاضطراب السياسي والامني الذي مر به الشرق الاوسط بعد غزو العراق للكويت، من خلال الاحداث المتسارعة التي مر الشرق الاوسط والعالم، ولعل الحدث الذي اخرج الخفايا الى الاعلان ما عرف بالحرب على الارهاب بعد التفجير الذي طال الولايات المتحدة، وبعد احكمت ادارة البيت الابيض في واشنطن وجودها العسكري في اغلب بلدان الخليج العربي ودول اخرى كتركيا والاردن بالاضافة الى باكستان والهند واسرائيل، ولعل اكبر انجاز حققته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة وهزيمة الاتحاد السوفيتي هو التواجد العسكري والاقتصادي في هذه البلدان، واستحكام ما عرف بالاحادية القطبية، والسعي الى تعميم التغيير السياسي في البلدان التي سمتها بالمارقة كالعراق انذاك كفغانستان وبلدان عربية اخرى كمصر وليبيا اضافة دول اخرى دول نووية كايران وكوريا الشمالية، وبالتالي طرحت مشاريع كثيرة في هذا السياق وبرزها ما سمي بمشروع الشرق الاوسط الجديد في اشارة الى تغيير الانظمة السياسية والاتيان بانظمة سياسية قريبة من الفكر والتوجه الامريكي.
وهذا يفسر المضامين التي جاءت بها الرسائل المبتادلة والمنسوبة الى ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق في عهد ادارة جورج بوش الابن، وطارق عزيز اقرب مستشاري الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين ونائب رئيس حكومة نظام البعث البائد انذاك ووزير خارجيته، وبحسب تقارير لم يتسنى لنا الدقة من معلوماتها ولم يرد نفي عن الجهات المعنية بهذه الرسائل ، فان وزارة الخارجية الامريكية نشرت مراسلات بين نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، وطارق عزيز نائب صدام حسين ووزير خارجيته انذاك، حملت الرسالة الاولى مواقف واراء طارق بمضامين تهدف الى التقارب من الولايات المتحدة وتحميلها جزء من المسؤولية عن بعض الاخطا التي ارتكبها نظام صدام حسين وابرزها دخوله للكويت عام1990 وامتعاضة من الاقوال التي طرحها جورج بوش من دعم صدام للارهاب وتصنيفه للنظام بانه واحدا من ثلاثة اطراف تشكل محور الشر في العالم عادا ايه بانه تصنيف ظالم لهم، نافيا بالوقت ذاته امتلاك العراق اسلحة محضورة دوليا، مشيرا الى ان هذه الاتهامات بانها بمثابة تمهيد لاستهداف النظام عسكرياً، ملقيا بسخطة على قوى المعارضة هذا التحريض خصوصاً زعيم حزب الموتمر العراقي الراحل أحمد الجلبي.
من جانب ثاني ابد طارق عزيز رغبته من غير شروط عرض كل الاوراق على طاولة التفاوض، واراد بالوقت ذاته ان يذكر الولايات المتحدة في بعض الجمائل خصوصا في ما يعرف بحرب الايديولوجيات اثناء الصراع ما بين المعسكر الشيوعي من جهة والمعسكر الامبريالي من جهة ثانية، ومحاربة حزب البعث للشيوعية في العراق خلال فترة الستينات عادا ذلك بمثابة الوقوف مع الولايات المتحدة في خندق واحد، كما اراد عزيز ان يذكر الولايات المتحدة بأنّ العراق هو الذي وقف في وجه ثورة ايران الاسلامية بقيادة السيد الخمينيّ ودفع أكلافاً بشريّة واقتصاديّة باهظة. اما فيما يخص خطا النظام بغزو الكويت قائلا بان”جورج بوش لم يكن مستقيماً معنا.. حين أرسل لنا سفيرتكم السيّدة إبريل غلاسبي فخدعتنا وورّطتنا في المغامرة الكويتيّة”. مشيرا الى ان هناك اتجاهات اسماها بالامبريالية تركز على اطماع الولايات المتحدة في نفط العراق يقول طارق عزيز في رسالته لديك تشيني:”اسمح لي أن أقول إنّ كتابات وتحليلات بعض من يسمّون أنفسهم “مناهضين للإمبرياليّة.. في بلادنا وخصوصاً في بلادكم.. تركّز على ما تعتبره أطماعكم في نفطنا”.
وقد اجاب ديك تشيني نائب الرئيس الاسبق على طارق عزيز برسالة مباشرة جاء فيها نفيه ان تكون الولايات المتحدة متاكدة من دعم النظام الذي ينتمي اليه عزيز بانه عل علاقة بتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن ولا حتى العمل الارهابي الذي طال الولايات المتحدة في الحادي عشر من ايلول، كما انه قال ليس لديهم دليل قاطع على أنّ نظم صدام يمتلك اسلحة محظرة دوليا، اما عن دعم الارهاب وانتشاره فقد عزاه تشيتي الى فقدان الديمقراطية في البلدان التي تحكمها انظمة استبدادية على غير وفاق مع الولايات المتحدة، مشيرا الى كلام اقلق كثيرا النظام العراقي من ان التغيير لابد ان يبدا من العراق:”ووفقاً لما توصّل إليه الأصدقاء “المحافظون الجدد” في إدارتنا.. فإنّ سبب الإرهاب هو فقدان الديمقراطيّة في بلدانكم جميعاً. ومن بين هذه البلدان الكثيرة.. قرّرنا أن نبدأ بالعراق ونجعل منه نموذجاً لباقي بلدان الشرق الأوسط.. فالعراق بلد كبير وغنيّ.. ولديه طبقة وسطى متعلّمة.. وفيه تنوّع دينيّ وإثنيّ وطائفيّ”. من جانب اخر في رده على دور المعارضة والجلبي على وجه الخصوص قال تشيتني: من ان مسالة التغيير موجود قبله وبمعزل عنه كما ان الجلبي ذاته وغيره من العراقيين في المهجر يستطيعوا ان يحددوا خياراتهم السياسية بالعراق فيما بعد، وفيما يخص العداء مع نظام الثورة الاسلامية في ايران فقد اشار ديك تشيني الى اتفاقه حول حرب النظام العراقي ضد ايران موكدا ان نظام الثورة الحق ضررا بسفارة الولايات المتحدة في طهران، واصفا ذلك بانه بالاستيلاء الوحشي. اما عن وقوف النظام البعثي ضد الشيوعية في العراق فان تشيتي عد ذلك بانها زمن ولى، ولم يريد بالعودة في تحالفات مع انظمة كتلك التي كانت وما تلك الحقبة، وبالنسبة الى تذرّع النظام العراقي السابق بان السفيرة الامريكية إبريل غلاسبي في العراق أعطت الضوء الأخضر لصدّام حسين بأن يغزو الكويت فقد وصفه تشيني هذا بغباء محض في أحسن حالاته. فغلاسبي.. حين قالت إنّ الولايات المتّحدة غير معنيّة بالنزاعات العربيّة ـ العربيّة.. لم يكن يخطر في بالها.. لا من قريب أو بعيد.. أنّ المقصود هو احتلال الكويت إنّ ما ورّطكم ليس الولايات المتّحدة ولا السفيرة غلاسبي بل.. واعذرني على قولي هذا.. غباء قيادتكم السياسيّة.. وعدم معرفتها بالعالم في وبالديبلوماسيّة وقت واحد والحديث لديك تشيني. وأمّا أنّكم أردتم التخلًص من “حكم إقطاعيّ تتعارض قيمه مع القيم الأميركيّة والغربيّة المتمدّنة”.. فهذا.. حتّى لو قبلناه.. لا يجيز لكم احتلال دولة مستقلّة. وأخيراً في رده الاول اراد تشيني ان يشير الى النفط من زاويتين باعتباره مديرا تنفيذيا لاحدى الشركات النفطية ايضا: أولاهما: أنّ أيّة حرب قد نشنّها على العراق ستكلّفنا من المال ما لن يعوّضنا إيّاه نفط العراق حتّى لو تم احتكاره كلّه لعشرات السنين. أمّا الثانية: ان الولايات المتحدة تعلم ان صدام حسين مستعدّ أن يمنحنا هذا النفط كلّه من دون أيّة حرب إذا ما ضمنّا له البقاء في السلطة.
وبعد اقل من شهر ارسل طارق عزيز رسالته الثانية تحديداً في بداية شهر نيسان اي قبل اقل من شهر من السقوط المدوي لنظامه السياسي، وقد ابدى عزيز اعتراضة على بعض العبارات كتلك التي وصف بها تشيني صدام حسين بـ “الغباء السياسيّ وعدم المعرفة بالعالم وبالديبلوماسيّة في وقت واحد”. وحاول ان يصف جورج بوش بذات الامر حينما اشار الى ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز من ان بوش لم يعرف موقع العراق على الخريطة إلاّ قبل أيّام قليلة. وفي الوقت ذاته عزيز رغبته بتجاوز هذه العنعنات الصغرى انطلاق من استعادة ما وصفه بأجواء الصداقة التي سادت علاقة العراق بالولايات المتحدو في الثمانينات.. إبّان الحرب مع إيران. فيما ابدى عزيز انزعاجة من اصرار تشيتي على بناء الديمقراطيّة في المنطقة انطلاقاً من نموذج ما. ولحل هذه المعضلة بالنسبة لنظام طارق عزيز فقد اقترح على نائب الرئيس ديك تشيني ثلاثة خيارات تكون بديلاً عن خياركم العراقيّ: هناك السعوديّة.. وكما تعلم ادارة البيت الابيض فإنّ الذين نفّذوا 11 أيلول كانوا سعوديّين.. فيما المال السعوديّ هو الذي ينشر التطرّف الإسلاميّ الوهّابيّ. وهناك إيران.. وهي أصلاً.. وكما حدّد جورج دبليو بوش.. من “محور الشرّ”.. ودائماً.. هناك سوريّا.. التي توجد لها أصابع في كلّ عمل إرهابيّ. واصفهم بطبيعة عقلهم الإجراميّ الجهنّمي، كما ان الحزب الذي يحكم في سوريا هو ذاته الذي يحكم في العراق في اشارة الى حزب البعث، وتبدو حجم الكراهية واضحة في اشارات طارق الى هذه البلدان ومنه سوريا وقد ابدى سخطة من وضع العراق من قبل الولايات المتحدة في خانة دول محور الشر وتجنب ذكر سوريا بالاضافة الى وضع العراق في حصار اقتصادي جائر.
ولفت عزيز إلى أمر وجده غريباً: بقوله من ان الامريكان يقولون إنّ العراق كبير وغنيّ.. لكنهم.. لهذا السبب.. يريدون أن يعاقبوه!. في حين حذر طارق عزيز الادارة الامريكية من إنّ العراق بلد صعب.. ولا يصلح مكاناً لهذا النموذج الديمقراطيّ الذي يتخيّلونه.. فهو يعجّ بالأديان والطوائف والإثنيّات. وكذلك تحذيره من صعود الشيعة”ولست أكشف سرّاً إذا قلت لكم إنّ تحرير الشيعة.. وهم أكثريّة السكّان العدديّة (في العراق).. ستدفع بهم إلى أحضان إيران أكثر ممّا إلى أحضان الديمقراطيّة إنّكم تجهلون الكثير عن تركيبة العراق وعواطف أبنائه.. وما تعرفونه مجرّد أخطاء يزوّدكم بها الجلبي وأمثاله كذلك فأصدقاؤكم الأكراد الذين وفّرتم لهم الحماية الجوّيّة.. وحرمتم العراق من فرض سلطته المركزيّة عليهم.. ينقسمون إلى عشائر متنافسة.. وهم: على عكس ما تصوّرونهم عليه.. ليسوا سويديّين أو نروجيّين محبّين للديمقراطيّة”. ورجع عزيز الى استعمال للغة الاغراء بعرض ثروات العراق امام الولايات المتحدة ووقوف العراق إلى جانب الولايات عسكريّاً وسياسيا وإعلاميّاً.. في مواجهة أيّ واحدة من الدول الثلاث التي اقترحها عزيز على ديك تشيني في اشارة الى السعودية وايران وسوريا في حال رغبة واشنطن في شن هجوم عسكري على هذه الدول. والاغرب من لك ابدى عرض ترويج للسلام مع إسرائيل رغم تبجح النظام العراقي بالقضية الفلسطينية طيله سنوات حكمه مذكرا اياه بان القوات العراقية في الأردن عام 1970 أتاحت للجيش الأردنيّ أن يتقدّم لتصفية قوّات منظّمة التحرير الفلسطينيّة. أمّا في شأن الديمقراطيّة.. التي لا نفهم في الحقيقة مدى سحرها عليكم.. فقد فات على الولايات المتحدة والكلام لطارق عزيز وجود “جبهة وطنيّة ديمقراطية وبدى استعداده بضم قوى اخرى لها مثل الراحل احمد الجلبي والقوى المشابهه.
من جانب اخر هدد عزيز في رسالته الادارة الامريكية من استخدام اوراق ضغط يستطيع العراق ان يناور بهم من خلال اولاً اشعل المنطقة كلّها بتجديد الصراع مع إسرائيل. وقال عزيز من أنّ السوريّين والإيرانيّين هم الذين يسيطرون اليوم على الحدود اللبنانيّة ـ الإسرائيليّة. اضافة الى قيام النظام بحملة إعلاميّة وسياسيّة مكثّفة حول تحرير فلسطين.. وتعبئة الجماهير العربيّة والإسلاميّة ويمكن ان تلحق أفدح الأذى بسياسات الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة. أمّا الشيء الآخر فهو تهديد طارق عزيز بالمتطرفين في السجون العراقي:”أنّ سجوننا تمتلئ بمن نسمّيهم “مجانين الدِين”.. هؤلاء نعاملهم بقسوة وخشونة تجعلانهم أشدّ تطرّفاً. بل مجانين فعليّين يتعاملون مع أجسامهم كقنابل موقوتة صالحة للتفجير في وجه أيّ عدوّ، وسوف يكون في وسعنا دائماً إطلاق هؤلاء وبرمجتهم بحيث يستهدفون الأميركيّين والغربيّين.. ليس في منطقتنا فحسب، بل في بلدانكم نفسها أيضاً”.
وبعد مرور ايام قليلة كتب نائب الرئيس الامريكي تشيني رسالته الثانية الردية على طارق عزيز نائب الرئيس النظام العراقي وقد وصفها تشيني بانها اخر مرة يكاتب بها طارق عزيز هذه ستكون آخر مرّة”بتّ على يقين بأنّ ما من شيء.. مطلق شيء.. يجمع بيننا.. وما من شيء بالتالي يمكن أن نتحدّث فيه” فيما افرد الاجزاء الاخرى من رسالته لرد على مواقف واراء وعروض طارق عزيز منها اقترح عزيز بشن هجوم على دول ذكرها بالاسم مثلما اشرنا انفا قال تشيني بان اختيار العراق لا يعني استبعاد إيران وسوريّا.. فدورهما آتٍ على حد تقديره. عادا النموذج العراقيّ الجديد هو بذاته سيتولّى أمرهما. أمّا السعوديّة فتقع في قلب دائرة المصالح الأميركيّة والغربيّة.. ما يجعل هزّها أمنيّاً ذا تأثير سلبيّ بالغ على العالم بأسره والكلام لتشيني. مع هذا فقد اشار تشيني من أنّ تحوّلاً كبيراً في العراق.. يليه تحوّلان مماثلان في سوريّا وإيران.. سوف يغيّر وضع السعوديّة إلى الأحسن.. هذا في شبه المؤكّد. اما عن مقاربة سلوك صدام حسين ببوش فقد وصفها تشيني بذروة الوقاحة مشيرا الى عيوب الاخير ومزايا بوش..”فالمدعوّ صدّام حسين هو الذي أهداه خاله السيّد طلفاح خير الله مسدّساً عند نيله الشهادة الابتدائيّة كان أوّل ظهور عامّ له محاولته اغتيال رئيسكم آنذاك عبد الكريم قاسم.. التي لجأ بعدها جريحاً إلى سوريّا، هذه ليست تربية رئيسنا المنتخب” من جانب ثاني سفه تشيني قول عزيز من ان هناك جبهة تقدمية ديمقراطية يقودها نعيم حداد احد اعضاء حزب البعث، واخيرا اشار تشيني الى التبرير بوجد طوائف واثنيات عرقية ودينية في العراق فهذا لا حد حد تعبير تشيني لا يقدم للولايات المتحدة ولا يوخر شيئا.
وبهذا الراي ختم تشيني رسالته الاخير في رده على تنازلات طارق عزيز من اجل تجنب نظامه الحرب وما تثيره من تداعيات على نظام الحكم بالكامل، وتشير التقارير من انه بعد ايام من رسالته ــ تشيني ــ شانت الولايات المتحدة حربها على النظام العراقي السابق واجتاحته عسكريا وفي اقل من شهر تمكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من دخول العاصمة بغداد، وتشكيل عملية سياسية جديدة، ودخول العراق في مرحلة جديدة لها مالها وعليها ما عليها من ايجابيات التغيير خلوص العراقيين من نظام استبدادي حكم البلد بالحديد والنار، وحضر بصورة كاملة الحريات الدينية والسياسية والفكرية، ورهن كل مقدرته ومستقبله في حروب داخلية وخارجية، ومن سلبيته فوضى الادارة وعدم الاستقرار السياسي والامني وصعود دولة المكونات والمحاصصة والفساد، وجعل البلد عرضة للصراعات الاقليمية، ومما يظهر من مضامين الرسائل المتبادلة ان صحت مشروع ادارة بوش بتغيير الانظمة الاستبدادية التي باتت تثقل كاهل الولايات المتحدة بدا من العراق فيما تظهر بالوقت ذاته حجم الشعارات والمقولات الزائفة التي كان يرفعها النظام السياسي السابق حينما وصل الامر الى مسند السلطة ونظامه السياسي، وهذا ما يكشف من ان هذه الانظمة تدير الدولة بالشعارات تحكم شعبها بالايديولوجيات وتستعد ان تضحى بشعبها واستقراره وتطالعاته في التقدم من اجل الحفاظ على المكتسبات السياسية والبقاء رهينة السلطة.