رسالة مفتوحة الى السيد مقتدى الصدر …
زعيمٌ سياسي له حضورهُ المميز و لهُ مواقف وطنية مشهود لها… كما له بعض الاجتهادات الخاطئة التي نُعارضها ،،لست معنياً بمن يعادي السيد مقتدى الصدر ومصاب (بمقتدى فوبيا ) ولا بمن يتبعهُ متعصباً و يرى كل قراراته نصوصا مقدسة ؟؟؟ نحتاج الحياد والموضوعية دائما لنرى المشهد بلا رتوش الولاء والبراء.
هكذا قرأت رد السيد مقتدى الصدر الموضوعي على أحد اتباعه الذي سألهُ عن أسباب تَردّد البعض من المشاركة بالتظاهرات ،،
رد السيد مقتدى تضمن ستة نقاط مهمة تعبر عن فهم دقيق لمعارضي التيار ،، خصوصاً النقاط الثلاث الاولى ،
١- الخوف من متشددي التيار .٢-الخوف من المجهول ..
٣-عدم معرفة مشروع الاصلاح بشكل كامل ..
تشخيص موضوعي ،، وجرئ ايضا ،، الناس تتخوف من متشددي التيار ويخشون من الذهاب الى المجهول وفقدان الحد الادني من الأمن الحالي فضلاً عن غيابِ مشروع واضح المعالم للاصلاح ،،
هذا الطرح المسؤول يحتم علينا ان نُُعيد ترتيب المشهد امام السيد الصدر ،،، سيدنا ،، لنعود الى نقطة البداية ،، لقد طالبت جمهورك قبل عام بالالتحاق بالتظاهرات كمواطنيين بدون أي رمز أو شعار حزبي او اي مطالب فؤية ،، وطالبت اتباعك بالالتزام بشعارات التظاهر التي تطلقها تنسيقيات المحتجين ،، وقد دعمنا هذه الخطوة حينها واعتبرناها مساندة للحركة الاحتجاجية ،، ولكن الامر تَطَوَّر وبدأت الاصوات الصدرية تطغي على صوت المستقلين ،، الى أن أصبحت التظاهرات جزء من المناكفات السياسية السائدة ففقدت حيويتها وتأثيرها وقدرتها على استقطاب الناس !!!
الجمهور الحزبي جزء من لعبة السلطة ولايمكن ان يشكل تياراً وطنيا شاملا لمعارضة النظام السياسي ،،لو تُركت موجة الاحتجاجات الشعبية بعيداً عن التدخل ربما كانت ستنمو الى تيار معارض خارج السلطة بقيادات ميدانية من النخب والكفاءات ،، وكان يمكن لذلك ان يشكل افقا سياسيا ومشروعا ضاغطا للتغيير يتبلور لاحقاً كخيارا واعدا في انتخابات مبكرة يوصل المعارضة للحكم
ويُعيد للعملية الديمقراطية حيويتها كما حصل في أوكرانيا وجورجيا عام 2004 ،، ولكن تصدى التيار الصدري للاحتجاجات ألغىٰ هذا السيناريو وأضفىٰ على التظاهرات الشعبية صبغة حزبية ،،،
لذلك سيدنا ،، الحل هو في العودة لنقطة البدء لترك الجماهير تتحرك بعفوية بعيدا عن الخطابات والشعارات والمطالب الحزبية ،، لندع الشباب يعبرون عن رأيهم بحرية ونترك لهم الخيار ،، حتى لو كان خطابهم معارضا لتيارك وهو ليس كذلك ….!!!
لايمكن لنا ان نَعبِر الى الضفة الاخرى بسلام الاّ بترسيخ قيم الديمقراطية والرأي الاخر وطمئنة الناس والابتعاد عن تحزيب وتسليح الشارع وتوفير بيئة آمنة لانطلاق تيار وطني مستقل من خارج الاحزاب ،،
لايمكن أن تستمر ادارة البلد بمشاريع فؤية حزبية متصارعة ونبقى نبدد طاقاتنا ونُفرِّط بفرصٍ حقيقيةٍ للتغيير …