23 ديسمبر، 2024 2:29 ص

التغيير قادم! فما هي السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي؟

التغيير قادم! فما هي السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي؟

ماتت الحكومة العراقية الحالية موتا سريريا وتوقفت أجهزتها واعضائها عنالعمل ولم يتبق غير الإعلان عن موتها وإصدار شهادة الوفاة الدراماتيكيةورفع “كمامة” الاوكسجين الذي يحاول عبثا ادامة حياتها بعد ان تم”تجميعها” على عجل في ظل ظرف داخلي استثنائي وبيئة خارجية ضاغطة تحتالابتزاز بداعش وتزويدها بقلب “رئيس وزراء” عاجز وقاصر أصلا انتهتصلاحيته تماما وبتنا امام خيارات عدة تتحكم بأسبقية اوترجيح أحدها اوتعطيله مجموعة من العوامل المتداخلة محليا وإقليميا ودوليا وحسن القراءةللمشهد العراقي وطبيعته والقدرة على التعاطي الحكيم مع متناقضاتهومشتركاته وتقاطعاته في اطار صراع عقول وارادات متواصل منذ الإطاحةبالنظام الديكتاتوري الصدامي وصل مداه هذه الأيام في ظل حراك ومعطياتداخلية بات من الصعب تجاوزها ومشهد إقليمي ودولي بين طرفين احدهما يلعبالشطرنج واخر يلعب القمار لكنه مشهد ينحو الى الاستقرار النسبي!.
فما هي السيناريوهات المتوقعة؟ هل هو فتنة شيعية كما يحلم اعداء الشيعة؟ام تشكيل حكومة جديدة؟ ام اقصاء الرئاسات الثلاث؟ ام حكومة انقاذاميركية؟ ام امر بين امرين؟.
السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي:
1/ اشتعال فتنة شيعية شيعية اشتغل عليها أعداء الوطن من بعثيين ووهابيينواميركيين طويلا لكن دون جدوى. فما دون هذه الخطوط الحمر موانع عاليةومصدات عميقة ولا يبدو في الأفق انها ممكنة التحقق رغم محاولات التضليلالإعلامي الهائلة فضلا عن إدراك كل القوى الشيعية ان المضي بهذا الخيارهو انتحار وفوضى شاملة وليس امام هذه القوى غير العودة الى الالتزام بحدادنى من التوافقات فالأرضية والايديولوجيا التي تجمعها اكبر واعمق بكثيرناهيك عن توفر رغبة دولية وإقليمية بالتهدئة ما عدا السعودية الباحثة عنمكانة مفقودة ومستقبل مجهول.
2/ التصويت على حكومة التكنوقراط والكابينة التي تم التوافق عليها بينبعض القوى قبل حادثة الاقتحام مع الإبقاء على العبادي. ولكن معطيات مابعد الاقتحام تؤكد رفض غالبية القوى السياسية المضي بهذا الخيار بلالمعلومات تقول ان القضاء سيصدر حكمه ببطلان جلسة التصويت على بعضوزرائها بل حتى بطلان قرار إعادة سليم الجبوري ونائبيه! وهذا يعني ان ماقبل الاقتحام ليس كما بعده وهناك من يريد ان “يوقظ” القضاء ويؤسس لواقعومسار سياسي جديد في المشهد العراقي يدخل القضاء في تجاذباته.
3/ تشكيل حكومة انقاذ او طوارئ بقيادة عسكرية او مختلطة عسكرمدنية بدعمأميركي خفي. وهو مشروع يحظى بدعم أميركي ويمهد لمواجهة القوى الشيعيةالمسلحة ما سيفجر المشهد العراقي لكن لا يبدو ان توقيته مناسب للإدارةالأميركية التي تسعى للتهدئة الى نهاية العام الجاري لأسباب انتخابية.
4/ اقصاء الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة وكابينة تسوية تجمع بينالتكنوقراط والمحاصصة الحزبية بصيغة لا غالب ولا مغلوب ترضي جميعالأطراف. وهذا هو الخيار الأفضل وليس الارجح الذي سيُخرج القوى السياسيةمن الازمة ويلقي باللائمة على التكنوقراط في حال الفشل لا سيما مع قربموسم الانتخابات.
5/ الخيار الارجح هو بقاء السيد العبادي الحاصل على الدعم الاميركيالمطلق لحين الانتهاء من ملف الانتخابات الاميركية والرئاسات الثلاثوتشكيل حكومة تكنو محاصصة تجمع بين حكومة التكنوقراط وحكومة المحاصصةالحزبية برعاية إيرانية تهدئ الساحة الشيعية وتمهد لصيغة تحالف جديد يعيدتموضعها وبرعاية أميركية تحافظ على النفوذ الأميركي داخل الحكومة الجديدةلتواصل طرد داعش من الموصل وتسجل للحزب الديمقراطي ومرشحته هيلاريكلنيتون نصرا يدعم حملتها الانتخابية.
المشهد العراقي كثيف التداخل والتعقيد متشابك المسارات والتوجهات تتناقضوقد تشترك مصالح قواه احيانا وقد تتقاطع احيانا آخر خاصة في ظل ما تمر بهمن مرحلة تغيير اجباري. التصعيد من بعض الأطراف الكردية او السنية اوالشيعية واخرها موقف السيد عمار الحكيم هي رفع لسقوف المفاوضات القادمةوانتظارا لموقف السيد الصدر المرتقب واستباقا لصيغة الترضية المتوقعة لكلالأطراف.