إذا کانت هناك من أکذوبة کبيرة صدق الکثيرون بها، فإنها ليست أکثر من زعم البعض من إن عملية تغيير النظام في إيران هو شأن داخلي يتعلق بالشعب الايراني لوحده، إذ أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قد أباح لنفسه التدخل في بلدان المنطقة کما يحلو له و عبث و يعبث بأمنها و إستقرارها، قد جعل من نفسه ومن خلال تدخلاته في بلدان المنطقة و الاطاحة بحکوماتها من خلال إنقلابات أو غيرها، هدفا لشعوب و بلدان المنطقة.
مايثير الضحك و السخرية، إن هذا النظام القمعي المعادي لشعبه قبل کل شئ، بقدر مامنح لنفسه حق التدخل و العبث بأقدار و مصالح شعوب و بلدان المنطقة، فإنه قام بوضع خطوط حمر أمام بلدان المنطقة أمام التدخل في شٶونه الداخلية و التي من أهم معالمها کما يٶکد دائما، إقامة علاقات مع المعارضة الايرانية النشيطة المتجسدة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، مع إنه هناك من لايزال يأخذ بهذا الفهم المشبع بالدجل و الکذب و الخديعة، لکن الاحداث و التطورات الجارية، قد کشفت الحقيقة و باتت شعوب و دول المنطقة تکسر هذا الحاجز الوهمي و تسعى لمد جسور العلاقة مع المقاومة الايرانية بإعتبارها تمثل نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير.
“نحن مع بلدان المنطقة لنا مصالح مشترکة وعدو مشترك، السلام و التعايش مصلحتنا المشترکة وملالي إيران هم عدونا المشترك يحاول النظام أن يوحي دائما بأن هناك خط أحمر من الاقتراب و التعاون بين بلدان المنطقة والمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق وإذا ماتم ذلك فإنه سيفعل کذا و کذا، بطبيعة الحال فإن هذا ليس سوى الدجل والاحتيال الصحيح هو عکس ذلك”، هذا ماقد صرح به مٶخرا السيد محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لصحيفة”السياسة الکويتية” وهو يشير الى هذه الاشکالية الوهمية التي إختلقها هذا النظام من أجل ضمان أمنه من جانب و تهميش و إضعاف نضال المعارضة الايرانية ضده من جانب آخر.
اللعب على الحبال و التناقضات و إستغلال الظروف و الاوضاع بصورة أو بأخرى لصالحه، الى جانب قلب الحقائق و تشويهها. کان ولايزال دأب النظام الايراني الذي يسعى دائما لفرض خياراته و رٶاه على شعوب و بلدان المنطقة من أجل إبقاء المجال أمامه مفتوحا لإطلاق يده کما يحلو له في المنطقة، خصوصا عندما يرى في أي جهد مقام ضده بأنه مٶامرة مشبوهة لکن السيد محدثين يزيح الستار أکثر عن حقيقة و معدن هذا النظام الردئ عندما يضيف بأن:” مايتخوف النظام منه الاخوة و التعايش وتوحيد الصفوف بين المقاومة الايرانية والبلدان المجاورة ولاسيما العربية منها، هذا هو شئ ليس بإمکان النظام أن يواجهه وإن أية جبهة في المنطقة لايمکن أن تکتمل إلا من خلال حضور العنصر الايراني والشعب الايراني فيها. وبخلاف ذلك فإن النظام يسعى للإيحاء بأن أية جبهة من البلدان العربية ضده هو اتحاد العرب ضد إيران، اتحاد السنة ضد الشيعة اتحاد غير الفرس ضد الفرس ويوحي للشعب الايراني بذلك حتى يٶلبهم ضد هذه البلدان، الامر الذي يقضي على دجل النظام هو وحدة بلدان المنطقة مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وبذلك فإن النظام ليس بمقدوره أن يدعي بأن السنة ضد الشيعة، علما بأن أغلب الشعب الايراني هم من الشيعة و يقاتلون هذا النظام، فلايمکنه القول إن الجبهة أو الوحدة المقامة ضده هي ضد الايرانيين”، ولاريب من إن خيار إسقاط هذا النظام قد صار بمثابة القدر الذي يفرض نفسه على المنطقة و العالم ولامناص منه أبدا.