23 ديسمبر، 2024 4:13 ص

التغيير بيد الناخبين وليس بالمصطلحات والامنيات ..

التغيير بيد الناخبين وليس بالمصطلحات والامنيات ..

كثرت في الاونة الاخيرة مصطلحات جميلة وهادفة لتغيير الواقع السياسي المتردي ومن هذه المصطلحات (الازاحة الجيلية او التعاقب او التكامل الجيلي ) وغيرها من المصطلحات المتداولة بين النخب الثقافية والسياسية واعتقد ان هذا الموضوع غاية في الاهمية لانه يرتبط بمستقل الوطن.
ان هذه المصطلحات التي يتم تداولها تأتي في سياق وجهات نظر محترمة وهي نتاج عقول واعية حريصة على ان يكون لها اثر ايجابي في الواقع العراقي وبما ان الحديث يدور عن المشهد السياسي وتحديدا مجلس النواب لانه المؤسسة التي تنتج لنا كل المخرجات التنفيذية فإن هناك عدة عوامل تساهم في عملية التغيير منها (مفوضية الانتخابات والقانون الانتخابي) لانهما المقدمة التي توفر مناخات صالحة لعملية الانتخاب وتبقى الجهة التي بيدها قرار التغيير والقول الفصل هي الناخب وهنا مكمن المشكلة فالناخب العراقي لاينظر الى كل هذه المصطلحات التي تتناولها النخب والتي يمكن ان تكون نافعة لو كانت في مجتمع مثالي يعيش حالة من الاستقرار السياسي والاجتماعي ولايعاني من العقد التاريخية او النفسية ولكن في ظل هيمنة المال السياسي واستغلال السلطة والشحن الطائفي والاجتماعي فالناخب العراقي لاينظر للمُرشح ومؤهلاته العلمية وخبراته التنفيذية وإنما ينقسم الناخبون في العراق الى عدة اقسام : الناخبون المؤدلجون وهم القسم الاكبر والمؤثر وهؤلاء لاتعنيهم نوعية المرشح بل يكفيه ان يظهر بصورة شخصية مع زعيم القائمة او الحزب فتكون تلك الصورة هي المؤهل الذي يجعل الناخبين يهرعون لانتخابه ويثقفون له بكل قوة واصرار والقسم الاخر هم الناخبون ذوو النزعة العشائرية يبحثون عن (ابن العم) ويعتبرون الانتخابات تحدي لهذه العشيرة او تلك ويجب على رجال العشيرة ان (يفزعون) لأبن عمهم حتى يتباهون به امام العشائر الاخرى والقسم الثالث من الناخبين يبحثون عمن يدفع لهم اكثر ويخيرون انفسهم بين (100$ او البطانية او الصوبة او سند ارض وهمي او سلة غذائية او وعود بالتعيين او كارت موبايل فئة 10$ ) اما القسم الاخير -وهم القلة المغيبة- فهم الذين يبحثون فعلا عن الخبرات والمهنية والاستحقاق الوطني ولكنهم غير مؤثرين اضافة الى ان شريحة واسعة من الجماهير اصبحت تبحث عن وجوه جديدة بغض النظر عن مميزاتها ومؤهلاتها.
هذا هو الواقع العراقي وعلينا ان نفكر بطريقة قريبة من المشهد الاجتماعي وذائقة الناخبين ونحاول ان نعمل على تغيير هذه الذائقة وزج بعض الخبرات والطاقات المؤهلة للعمل البرلماني .
لذلك وفي ظل هذا المشهد الانتخابي لايمكن للمصطلحات التي نوهنا عنها ان يكون لها تاثيرا واضحا على طبيعة ونتائج الانتخابات في العراق اننا بحاجة الى ثورة وعي تعيد بناء المجتمع ثقافيا وتجعله قادرا على الاختيار الصائب بعيدا عن المؤثرات المهيمنة على ذهنية الناخب وتفكيره .