شيء طبيعي ومنطقي ان اتناول ما يدور في الساحة السياسية من حراك مباشر يحمل بين ثناياه الكثير من العلاقات المتفاوتة من القلق والخوف..ان الحراك في دنيا السياسة العراقية التي ظلت تعاني من انواع جديدة في عالم الامراض والعلل التي تصيب المجموعات الحاكمة والمجموعات المعارضة والمجموعات المراقبة.إذا قلنا ان المرحلة القادمة.. مرحلة جديدة وفريدة في حياة العراق بشكل عام وهى مرحلة مخاض لولادة واقع جديد.. وبقدر صعوبة مراحل الحمل التي هى اطول مدة حمل في تاريخ الولادة.. فترة حمل امتدت الى سنين مضت تناوبوا على هذا الحمل العديد من الاطباء منهم المقتدرون ومنهم المتسرعون ومع هذا ظل الانتظار للمولود المأمول رغم همس البعض بأن الحمل اساسه حمل كاذب .; والجديد في هذه المرة ان تمت الدعوة لاطباء من الخارج. لايعرفون حزب فلان ولا علنان كما يزعمون. اطباء كثر الحديث عن مهاراتهم واغراضهم واهدافهم واساليبهم.. وآلام المخاض ممتدة والطلق متصل والام في غرفة الولادة والكل في انتظار المولود.. في انتظار العراق الجديد المعافى.. في فترات من التاريخ عديدة مرت السياسة العراقية بأزمات متفاوتة.. ولكن الازمة الحالية التي تمر بها السياسة العراقية لم يسبق ان عاشها انسان أنها أزمة مركبة شملت تفاصيل الحياة اليومية..كثر ويكثر الحديث عن التعديل أو التغيير الوزاري..وكلمات تكنقراط والناس يسهبون في تحديد المواصفات للوزير التكنقراطي الناجح ويحددون سبب فشل فلان وعلان.. في الاسبوع الفائت انتبهت لحديث قاله احد الاصدقاء الدكتور العزيز عبدالرحيم عبد الصلحب استاذ علم النفس في جامعة بغداد.. أن المسألة لا تعني تغيير الاشخاص وإنما هى أكبر من ذلك بكثير.. هى ضرورة الاصلاح وانكباب على تصحيح المسار؟؟؟لكن ولكن كيف نصلح و حكام الاحزاب الخالدين يريد كل واحد منهم ان يحكمنا طول عمره المديييد المتبقى ليسلم البلد لاحد اخوته او اولاده من بعده وكاننا حيوانات فى زريبة امير المؤمنين وأن هاؤلاء يعتقدون وجودهم في السلطة ناموس طبيعي من نواميس الكون! وليس مجرد ظرف سياسي مؤقت ومشروط هم يتقاسمون خيرات الوطن كانهم ورث لهم وحدهم وباقي الشعب ورثوا النحيب وشيل الهموم ودفع الضريبه الغاليه من غربه وتشرد وضياع وشتي انواع الهواجس التي لا تحصي لقد اصبح الأنسان العراقي سله للهموم لدرجة انه يمشي بدون أهداف وطموحات لان الانسان الطبيعي له حقوق من تعليم الي سكن الي صحة وعلاج وزواج الي اخره أصبحت احلام لدرجة فقدان صواب بعض الشباب لانها أصبحت من المستحيلات في حكومتنا… إن أخطر إشكالية في الأزمة السياسية الراهنة في العراق هي (وضعية تفكك البلاد إلى عواملها الأولية من (قبليات وعشائريات وجهويات تتصارع بالحديد والنار)، وهذه الوضعية الخطيرة التي تنذر بتمزق ما تبقى من البلاد تستوجب العمل الجاد على استعادة الثقة بين مكونات الوطن وطن التعدد والتنوع، وطن الإخاء الإنساني النبيل بين المختلفين دينيا وعرقيا وثقافيا، ذلك الإخاء الذي عصفت به الحروب الطويلة والطائفية بكل قسوتها ووحشيتها، وإذا أردنا بعث أواصر ذلك الإخاء من جديد وإذا أردنا رش بذور المحبة من جديد فلن تكفينا تعديلاتكم الوزارية – ما لم نجعل ترميم الوجدان العراقي في صدارة مساعينا، ذلك الوجدان الذي أفسدت بعضه العصبيات السياسية والتحيزات الطائفية فحجبت عنه كثيرا من الحقائق وجعلته عاجزا عن التفاعل مع معاناة أقوام هم منا ونحن منهم بسبب الحواجز المصطنعة.. والأقدر على إزالة تلك الحواجز هم المبدعون الذين يرون في الوجدان بالقلم والقرطاس والوتر تأثيرا عميقا وخالدا يفوق تأثير أرتال من الخطب السياسيةوهاهم خرجوا لكم لازالة عروشكم الكارتونيةانهم عراقيون مسالمين لم يرتكبوا جرما سوى المطالبة بتنحي (ديناصورات الفساد) منها من مكث في الحكم على طول السنين الفائته وكل واحد من أبنائه يمني النفس بمثلها! ومنهم من يحكم ويعد العدة لتوريث ابنه وقد احتل كامل جهاز الدولة بأقاربه ومنهم من ورث الرئاسه عن أبيه فى هذا الوقت ولو كان متاخرآ استيقض الشعب وعرف حقوقه وسيدك انظمة الحكم واوكار اللصوصيه السياسيه والدينيه .. وسيذهب امير المؤمنين الجديد الى لاهاى ليكمل وضوؤه وصلاته وينتظر نزول الوحى؟ وسوف تنتظرهم ..محاكمات عادلة تقتص لنا حقنا وتعيد لنا عوضا عما سلبوه منا ليعلم كل من تسول له نفسه الدنيئة ان الشعوب لا تطيق الجبروت والظلم وان الطغاة سيمشوا عراة ولم يبق أمامنا إلا أن نلتف حول أهل الحكمة والبصيرة وندفعهم لأن يقودوا السفينة وسط هذه الأهوال ويبحروا بها نحو المرافيء الآمنة وإلا ضاع العراق بكامله ولم يجد أهل الاسلام السياسي أو غيرهم ما يتصارعون حوله أو من أجله.. ومواجهة الذات أعلى درجات النضال.. أنه الجهاد الأكبر.