23 ديسمبر، 2024 6:44 ص

التغيير المطلوب في العلاقات مع النظام الايراني

التغيير المطلوب في العلاقات مع النظام الايراني

إلقاء نظرة على العلاقات السائدة بين العراق والنظام الايراني منذ عام فصاعدا2003، في مختلف المجالات وعلى کافة الاصعدة، فإن الحقيقة التي يمکن إستخلاصها منها وبکل وضوح هو إن العراق مجرد تابع للنظام الايراني وإن العلاقات في مختلف المجالات تصب في مصلحة النظام الايراني وتخدم أهدافه ومخططاته في العراق والمنطقة والعراق بل وحتى إن العراق قد أصبح مجرد أداة ووسيلة لهذا النظام من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، وإن الاصوات باتت ترتفع عاليا تطالب بتغيير المعادلة القائمة في العلاقات وجعلها متساوية ومتکافئة على الاقل.
هذه العلاقات وماتشکله من معادلة سلبية بحيث نرى آثارها ونتائجها وتداعياتها يوميا تتجسد في الاوضاع الوخيمة في العراق، حيث إن البلاد تعاني من حالة عدم ثبات الامن والاستقرار وتواجه تبعا لذلك الکثير من التهديدات المحدقة بها، والملفت للنظر إنه کلما إرتفع ثمة صوت يدعو للعمل الجدي من أجل مواجهة النفوذ والهيمنة الطاغية للنظام الايراني، فإن هذا الصوت يواجه إقصاءا أو تهميشا أو حتى إتهامات تقوده الى النفي أو السجن والاعدام، ولذلك فإن حاجز التصدي لهذا النفوذ ظل على حاله ولم يتم تخطيه وتجاوزه على الرغم من حالة الرفض والسخط تجاهه.
مايجب ملاحظته فيما يتعلق بالرافضين للنفوذ الايراني إنهم على نوعين، النوع الاول، أي الجدي الذي لديه مشروع ما أو ثمة طرح وآلية من أجل وضع حد لهذا النفوذ، وهو ماتتم مواجهته دائما بطرق واساليب مختلفة حتى يتم إنهاء دوره، أما الرافضين لهذا النفوذ من دون أي مشروع أو خطة عمل، فإنه يسمح لهم بأن يرفعوا أصواتهم طالما کانت مجرد أصوات لاصدى ودور وتطبيق لها على في الواقع، وللأسف فإن أغلبية الاصوات المرتفعة حاليا ضد هذا النفوذ هي من النوع الاخير الذي لايقدم ولايٶخر بل و أشبه مايکون بزوبعة في فنجان!
الواقع العراقي الوخيم يتطلب تحرکا جديا من أجل النهوض به و إعادة دماء الحرکة و النشاط الى شرايينه، وهذا لايتم إلا برفع المعوقات التي تحول دون ذلك وعلى رأسها وأهمها النفوذ المشبوه وغير المحدود للنظام الايراني في العراق والذي هو سبب جميع المصائب والکوارث التي تحل بالبلاد، وإن رفع المعوقات مرتبط جدليا بتغيير العادلة القائمة بحيث تصبح لصالح العراق، خصوصا وإن هناك الکثير من المقومات والامور التي تهيأ الارضية المناسبة لذلك، ولعل دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية خصوصا بعد الانتفاضتين الاخيرتين التي عبرتا عن الرفض العارم لهذا النظام والمطالبة بإسقاطه، کما إن الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني الى جانب ذلك، سوف يکون من شأنه التمهيد لتغيير تلك المعادلة، خصوصا وإن المٶتمر الاخير من أجل إيران حرة بجلساته الثلاثة قد أکد بأن االتغيير في إيران قد أصبح مطلبا ملحا ليس للشعب الايراني فقط بل ولشعوب المنطقة والعالم أيضا، ولذلك فمن الضروري جدا أن يطرأ تغير على هذه العلاقات بحيث يتم من خلالها تحديد وتحجيم التدخلات السافرة للنظام الايراني في العراق وکذلك الحد من الدور المشبوه لعملائه في البلاد من شخصيات وأحزاب وميليشيات، وهذا مايجب على رئيس الوزراء العراقي مضطفى الکاظمي العمل من أجله فيما لو أراد حقا أن تکون الاوضاع مستقرة وآمنة في العراق.