عندما يتزعم الجاهل يسود الجهل، وعندما يحكم الظلام يَحلُّ الظلام، وعندما يحكم الخائن فلا أمانة تُصان، وعندما يحكم الوضيع تُذَلُّ الشعوب، وعندما يحكم الجبان تسقط الأوطان، وعندما يحكم السارق تُنهب الأموال والثروات، وعندما يحكم الفاسد يسود الفساد، وعندما يقضي المرتشي يذبح العدل، وعندما تتحكم الطائفية تهلك العباد والبلاد، وعندما يحكم العميل ضاعت مصلحة الوطن والمواطن، وعندما يحكم المُستبد تذبح حرية الرأي والفكر والمعتقد،هذه المعادلات والمقدمات ونتائجها (لا تقبل الخطأ) قد حذر منها الشرع والعقل والفطرة والأخلاق وكل القوانين والأعراف والتأريخ والتجربة،
تلك المقدمات هي التي صنعت عراق ما بعد الاحتلال وقادته من سيء إلى أسوأ، ولا يمكن تصور أي تغيير في ظل بقاء تلك المقدمات، فضلا عن تسلطها وتحكمها، كما انه لا يمكن تصور أي تغيير يمكن أن ينبثق من العقلية التي تسببت في تسليط تلك المقدمات الفاسدة، ومن هنا فان التغيير الحقيقي يقتضي التحرر من تلك المقدمات وممن سلطها، وأي تغيير غير هذا فهو مجرد هراء وضحك على الذقون ومزيد من المآسي والويلات، والتجربة والواقع خير شاهد ودليل،
فالخلاص والنجاة لا يتحقق إلا باعتماد إستراتيجية ناجعة قائمة على أساس التغيير الحقيقي لكل الموجودين وهي دعوة لطالما نادي بها وحث عليها المرجع العراقي الصرخي في بياناته وخطبه ومحاضراته، ومنها ما صدر منه قبل سنين في بيان رقم 74:
}}ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص الا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الاحتلال ) ومن كل القوميات والاديان والاحزاب …..
فهل عقمن النساء العراقيات الطاهرات .. وهل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب العلماء والخبراء والمستشارين القضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار ..{{.
هذه الإستراتيجية يفرضها الشرع والعقل والأخلاق والفطرة والتجربة، نعم التجربة فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بيد المرجعية الكهنوتية المتمثلة بسيستاني وكتلها وأحزابها وحكوماتها الفاسدة، والأمور من سيئ إلى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد….