هناك من يرى الأخطار ولكن لا يعمل شيئا ضدها!، وهناك من هو مشغول بأمور يعتبرها أولويات لكنه يغفل عن الخطر الزاحف عليه والذي قد يكون اخطر مما يعتقد لكن اهمال هذا الشيء قد يؤدي الى تهديد الامن القومي لبلده ويكتفي بتطمينات دول كبرى اغلبها كاذبة ومورطة .دول الخليج العربي كما يبدوا لي انها غافلة عن الخطر الزاحف على دولهم والذي يهدد الامن العربي كما يهددهم .المد الفارسي والهندي الهندوسي بالذات هما الخطران الأكثر تغلغلا في دولهم من دون أن أرى ما يدل على وجود خطوات جادة مدروسة تعمل على احتواء هذا المد الهجين لا سيما وان امامهم دليلا ومثالا واضحا وضوح الشمس في ما يحدث بالعراق من محاولات بل خطط تعمل على التغيير السكاني لدرجة إبادة المكون الأكبر والعمل على تشتيته بل ابادته على يد طفيليات تنضوي الى ما يسمى ميليشيات ولائية لبلد اخر غير العراق! والذي اسسه اكبر مرجع فارسي بالعراق والذي يتحمل كل الجرائم الأخلاقية والقانونية التي مارسها ولا يزال يمارسها هؤلاء الرعاع ناقصي الدين والعقل فهم لا يرون انهم يقتلون أبناء جلدتهم ويستبدلونهم ببشر طائفي عنصري مصلحي تم استيراده من بنغلاديش والباكستان وايران وحتى الهند وهم يتصفون بأخلاق وسلوكيات مختلفة اختلافا جوهريا عنا . يستهدفون في ذلك بسط سيطرتهم الطائفية وابتلاع المحافظة تلو الأخرى .الغريب الملاحظ هو سكوت او مشاركة تسهيلية من قبل أمريكا ودول أوربا وحتى روسيا التي نقف معها في حربها ضد الفاشية الأوكرانية والامبريالية الامريكية لما تحمله من مسببات معقولة يجمعهم في ذلك العداء للسنة أي للإسلام لأنهم يعلمون ان السنة هم حملة هذا الدين وفتوحاتهم وقياداتهم هي التي جعلت الإسلام يتمدد عقائديا. وهو دين الفضيلة الوحيد الذي باق لذلك نحن نستغرب مشاركة روسيا لهذه المؤامرة الغير أخلاقية وهي تناقض نفسها فهي ترفع شعارات ضد الشذوذ وتعمل على إحلال الفضيلة والشرف وتقف ضد كل ما يدعوا ويعمل لهدم هذه الاخلاقيات الحميدة. وعلى النقيض نراها تقف مع ايران الشر وتعمل معها على تدمير الإسلام والفضيلة فقط لانها بغباء تعتقد ان ايران تقف ضد امريكا ولا يفهموا التنفع والتخادم المتبادل الستراتيجي !
ماذا سيضر دول الخليج العربي لو قامت بتقليص 30-40 % من العمالة الهندية والنيبالية وغيرها من شرق اسيا ؟.. هل ستتضرر وتيرة البناء العمراني؟ هل ستقل اليد العاملة للخدمات.. فلتكن! . ولا نقولها كجرة قلم بل نناقشها علميا ومنطقيا، نقول أولا لمن نبني؟؟ فكثرة البناء لا تعكس حال التطور العمراني بل النوعية هي التي تحدد ذلك , كذلك فان البناء السكني أصبح فائضا مما أدى لانخفاض الإيجارات واذا ما قمنا بإيقاف البناء السكني العمودي فان القيمة الايجارية ستعود لطبيعتها المعقولة وان التجار سيضطرون لطرق أبواب أخرى غير البناء السكني وسيتوجهون لبناء المصانع وانشاء مؤسسات ابتكارية إنتاجية بدل الشكل الحالي الاستهلاكي كذلك سيتوجهون للتطوير الزراعي لا سيما وان الطقس بدء يتغير لصالح الزراعة وستصبح دول الخليج منتجة بدلا من استهلاكية تستورد بالعملة الصعبة من كل دول العالم ,وحنى الفائض من العمران السكني يمكن تطويره ليكون شقق فندقية وواردها وافرا.
ونظرا لطبيعة مقالاتي التي اطرح بها افكاري بصورة مختصرة واترك المجال للقاريء كي ينشط فكره ويجد المعنى والمقصد من كلامي , أقول لنحسبها حسبة عرب كما يقال ..فاِن الغاء خدمات مليونين شخص من كل قطر خليجي ستوفر بالأقل وبمعدل جدا واطئ هو 200 دولار شهريا يتم تحويلها لبلدانهم مما يعني اننا عملنا على إبقاء 400 مليون دولار شهريا أي 4 مليار و ثمانمائة مليون دولار سنويا .. نستطيع من ناحية إنسانية او دينية نحول مليار دولار مساعدات وهبات لهذه الدول التي تم الاستغناء عن عمالتها ونكون قد تفضلنا عليهم وحمينا أمننا من مخاطر قد تحدث مستقبلا ولا يخرج لنا عضو برلمان هندي هندوسي يهدد ويطالب بمعاملة الهندوس معاملة مواطني الخليج العربي ويحث حكومته على المساعدة في توطين وتغلغل مواطنيهم في بلادنا ليكونوا الأكثرية أو ان يكون هذا الكم الهائل خطرا امنيا يساعد في احتلال البلد . اذن نعم للتطوير الصناعي والزراعي ولا للتطوير الكمي العمراني. هل سنرى خطط فعلية تسير باتجاه تحجيم هذا التغلغل الذي يسري كالماء تحت الاساسات ثم يهدم البنيان لا سمح الله.ولا يفوتنا أن نحيي خطوات بعض دول الخليج العربي باستقلال القرار عن الضغوط الخارجية للدول الكبرى وبناء خط مميز مستقل ينبع من مصلحة شعب دولنا اذا ما كان المسعى هو التمكين للترابط العربي والتوجه بصدق لا معاقبة حكومة او حزب معين نحو الوحدة العربية التي بدونها نخسر ديننا وثقافتنا ووجودنا المتميز.