19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

التعليم يتهالك يوم بعد أخر في العراق

التعليم يتهالك يوم بعد أخر في العراق

مر التعليم في العراق بحالة تشبه المد والجزر حتى استقر الى ماصح التعبير بالجزر الثابت والمنحدر الى الخط البياني المتدني منذ التسعينيات الى يومنا هذا بل أزداد سوءا وكارثة خلال العشرسنوات الماضية بسبب غياب الرقابة وانعدام الأمن وضعف سلطة القانون ادى ذلك الى التلاعب وطرق التزوير المتشعبة وطريقة التحايل مهما كلف الامر للحصول على الشهادة , اضافة الى عدم احترام الكثير من الناس للعلم والمعلم والذي كان ضحية اعتداء مستمر وتهديد وضغط من قبل بعض افراد العشائر والمتمردين عن الحياة الانسانية ويغلب عليهم طابع الجهل وانعكست بعض التصرفات الفردية الى التدخل في ادارات المدراس واجبار التربويون في تغير النتائج تحت الضغط او تقديم الرشوة والتي اخذت دورا كبيرا في ضياع الحقيقة واغراء ضعاف النفوس ,لهذا كانت هذه احد الفجوات في دق مسمار اليأس في حقل التعليم ,وضياع حق وبخس الطلبة المجتهدين متجاهلين ما جاء بكتاب الله في الاية رقم (9) من سورة الزمر( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) وبذلك اصبح المسيء المتغيب عن الدوام يتساوى مع من يقضي الليل تهجدا للعلم ,ولايختلف الامر ان احدى اسباب تهالك التعليم في العراق هو المنهاج التربوية وهي تبدوا اكثر صعوبة ومعقدة بالنسبة للمراحل الابتدائية والمتوسطة مع كثرة اخطائها العلمية ويعلل ذلك لمواكبة التطور الحاصل في العالم متجاهلة وضع البلاد السيء وعدم استقرار الحالة الامنية والسياسية والاقتصادية للبلاد , بل بعض المناهج أثناء التغير اربك الطلبة واضعف قدراتهم الفكرية ومن جانب اخر يتفاجىء الكثير من المدرسين والمعلمين بتبديل المنهج في بداية العام الدراسي الجديد وتدريسها قبل ان يزجون في دورات لتبسيط وفهم المستجدات والاضافات لتكون له خلفية علمية ليتدارك حالة التغير والاضافات الحديثة في الكتاب وليحط بكل تفاصيل التغير كاملة , اما فيما يخص التعليم في زمن جائحة كورونا بالتاكيد ان التعليم الالكتروني هو من اهم وسائل التعليم الحضاري ويعتبر اكثر تطورا وامانا للمتلقي وقد سبقتنا الكثير من الدول في هذا المجال ولازلنا نحن في بداية الطريق ومهما كان التعليم الالكتروني يشكل قفزة نوعية فالفضل يعود الى الاوضاع الصحية ومافرضته امراض العصر وخصوصا مرض كورونا على جميع الشعب العراقي فاضطرت وزارة التربية لاتخاذ مايلزم لتطبيق هذا التعليم وهو بمثابة حالة فرضتها الظروف ولم تتهيئ لها الوزارة مستقبلا ولم تكن موضوعة ضمن الخطة الوزارية لرفعة كفائة التعليم , لايخلوا هذا التعليم الالكتروني من جوانب سلبية مؤثرة على الطلبة ومن جانب اخر ايضا له جوانب ايجابية في ضل تداعيات المرض الذي فرضه الواقع الصحي العالمي علينا ,ومن تلك الجوانب السلبية نحن لم نهيء كوادرنا لخوض تلك التجربة الجديدة منذ زمن للممارسة وبعظهم لايجيد معرفة خفايا الشبكة العنكبوتية ولم يواكب حالة التطور في الوسائل والتقنيات الالكترونية الحديثة , كما ان بقاء الطالب لساعات امام الشاشة لمشاهدة الدرس والتطبيقات في المناهج سيشعر بالملل والضجر وشذوذ فكره الى امور اخرى مع ان هنالك تعليم متزامن سيكون المدرس والطلاب على صلة مباشرة عبر دائرة تلفزيونية يتطلب الحضور والمتابعة ربما بعض المواد تحتاج الى حركة وحضور داخل الصف لمشاهدة الحالة حيه امام عينية كالمواد العلمية , ولاننسى ان البيت العراقي واثناء القاء المحاضرة من قبل المدرس لايخلوا من مفاجئات داخل البيت وتداخل العائلة معه لاكثر من مرة كون الحياة في العراق اجتماعية مما يربك المدرس لتقديم درس نموذجي , ومن الامور الاخرى ان المدرسة بمحتواها ورسومها وصفوفها وجدرانها الملونه وتواجد الطلبة اثناء الدوام يشجع الطالب على الالتزام والانتظام والانتباه وعدم التكاسل للحضور وتقديم الواجبات كون ان هنالك محاسبة ومتابعة ميدانية لجميع الطلبة , وقيل في الامثال زيارة المكان خيرا من قراءة خمسين كتابه عليه حضور الطالب للمدرسة ومشاهدة لوحة الكتابة ( الصبورة ) والجلوس في الرحلة وانتظام الطلبة في الصف يشعر الطالب انه امام تحدي علمي حقيقي يتطلب الفهم واحترام الدرس ,هنا اشير الى نقطة مهمة في سوح المدارس لايتوقف فقط ان يعلم المعلم والمدرس الطالب على القراءة والكتابة وضخ المادة العلمية بل يتطلب أن يعلمه كيف يواجه التحديدات ويحثه على ضبط النفس والثقة ويرشده دائما الى السلوك الحضاري في التعامل خارج المدرسة فالتربية مهمة جدا فلا علم بدون تربية وأخلاق , اذا المدرسة هي بيت كبير يحتوي على العلم وتهذيب النفس وتهيئة مناخات تحث الطلبة على الاحترام ليكونوا بذرة الخير التي تنهض بتقدم البلاد , في التعليم الالكتروني سيكون فقط هو تقديم المادة العلمية وبعض الشروحات ويقتصر ذلك على فهم المادة وحفظها واكمال المنهج الدراسي بعيدا عن الواقع العملي الملموس لكافات السلوكيات التي تسعى المدرسة لتطبيقها على جميع الطلبة.