23 ديسمبر، 2024 5:26 م

التعليم وصياح الديك..!

التعليم وصياح الديك..!

ليس غريباً على بلد فشلت معظم قياداته السياسية والإدارية، في إيصال ماء صالح للشرب وكهرباء، وإنهارت كل زوبعات شعارات بأول زخة أمطار الشتاء وأفصحت عن عورات فسادهم، ولا أمل من ساسة يخططوا لمستقبل الأجيال، وقد أوضح مؤشر جودة التعليم العالمي في دافوس لعام 2015-2016م في 30 سبتمبر؛ عن وضع العراق في المرتبة الأخيرة؟!
عربياً: قطر4، الأمارات 10،لبنان 35، الأردن 45، السعودية54، تونس 84، المغرب 110، الجزائر119، والعراق في المرتبة الأخيرة من العالم؟!
عاش نظام التعليم العراقي في أفضل سنواته الذهبية، من عام 1970م-1984م، وكان من أفضل الأنظمة في المنطقة، وكان يوازي الصناعة الأوربية في المنتجات الكهربائية والصناعات المحلية، والزراعة والتصدير والتجارة والسياحة؛ ولكنه تدهور بسبب الحروب والعقوبات الإقتصادية، وتحويل الإنفاقات بالإتجاهات العسكرية والتقصير على الجوانب البنيوية الإجتماعية؟!
حصدت سنغافورة المرتبة الأولى، والسويد ثانياً تليها فلندا، وقطر رابعاً والولايات المتحدة الأمريكية 18 وقبلها الدنمارك وبعدها السويد، وألمانيا المرتبة 20 وفرنسا 22، واليابان 31، وأسبانيا 47 وتركيا95، فيما لم يذكر العراق والصومال، ويشير التعليم الى نهضمة الشعوب وتقدمها، وسنغافورة شكلت تجربة فذة ونهضة لأمة، وفي أقل من 50 عام؛ تحولت من جزيرة فقيرة تسودها الأمية، الى دولة تضاهي الدول التي سبقتها التطور والنهضة الصناعية؟!
سجلت قطر هي الآخرى، تجربة فريدة في المنطقة والعالم العربي، وأثبتت نجاح تحديدها رؤية تمتد لعام 2030م؛ بتسخير عائدات الثروة الطبيعية ( النفط والغاز)؛ لرفع الكفاءات والإمكانيات البشرية، عن طريق الدراسات الجامعية والمناهج، والإستفادة من التقنيات الحديثة للتعليم، وخصصت له 3.2% ناتجها القومي، و 12% من الإنفاق الحكومي، وبمعدل 6 مليار سنوياً، وبخطة تتجاوز 41 مليار دولار بحدود 2025م.
إن العراق لم يشهد إستقراراً من عام 1958م الى اليوم، وعاش الإنقلابات وحكم الدكتاتورية والحروب، والعلاقات المتشنجة مع العالم والعزلة الدولية، وصولاً الى مافيات الفساد والإرهاب، وما حصل في سبعينات القرن الماضي؛ هو نتاج الفترة الملكية، ومثلاً وضع أسس مدينة الطب عام 1963م ، وكذلك جامعة بغداد والمستنصرية، وتعمدت الدكتاتورية تجهيل الشعب؛ بينما نهب الديمقراطيون قدرات طاقاته؟! وفي 2015م عاد العراق الى مدارس الطين والخيم، ودوام ثلاثي وثلاثة أدوار إمتحان، ولا عجب إذا حكم الدول مزوري الشهادات، وإعتبروا الشطارة إنشاء سوق لبيع وشراء المواقع في الدولة؟!
من لا يجيد تأهيل مجرى لتصريف النفايات، حتماً سيجعل منها سبب للأمراض والعاهات والتخلف، والعودة بالبلاد على عالم البداءة والتخلف والجهل المتعمد؟!
واحد من الأمثلة الكثيرة، التي تعبر عن خزي عنتريات ساسة لم يتركوا لبلدهم سوى التخلف والدمار؛ تلك الحكاية التي تقول: أن أحدهم سرق ديك مختار القرية، وعندما تم إلقاء القبض عليه، أنكر السرقة وأقسم بأغلظ الأيمان والقرآن؛ وإذا بالديك بعد طول الجدل وخوفه من الإختناق تحت معطف السارق، يخرج رأسه ويصدر صوتاً بعد شهيق عميق، فقال له مختار القرية: هل نصدق قرآنك أم رأس الديك من تحت المعطف؟! وهكذا لم يُعد شيء مخفي على الشعب العراق، وقد أخرج الديك جسده، وضرب رأسه بالأرض وهو يصيح: إخجلوا وقد أخزيتم التاريخ، ومَحوّتم حضارة البلد؟!