يُظن في مهنة التعليم أشياء خطأ كثيرة ، ويشاع عن مهمة التعلم أشياء اكثر ، وهي المهنة الأكثر فهما مخطوءا على الإطلاق ،فنحن نعرف المهندس الناجح بسهولة من نتاجه على الأرض وذاك واضح بين لايختلط مع غيره من المهندسين كزميله الفاشل ، فنحكم بسهولة ان هذا لايستحق ان يكون مهندسا فهو لن يعمل او يتقلد وظيفة الا “بمحسوبية” او في دولة فاشلة مثل “العراق الجديد” او “دول الموز” في افريقيا ، أما في البلدان المحترمة فإنه يركن ويشق طريقه بمهنة اخرى تناسبه وتليق بتركيبة عقله ومهارات بدنه ، ويستكمل المجتمع بنيانه بمهندسين موهوبين ناجحين يسيرون به الى هذا التطور الذي نراه ، وهكذا الطبيب والمحامي ، فهذا طبيب فاشل لم ينفع الناس بل نفع نفسه “ماليا” من خلال شهادة مزورة الفحوى مجوفة العلم لم تكن له ولم يكن لها وانما انتحلها ظلما تبعا لنظام دولة فاشلة التعليم خارجة من التصنيف مثل “العراق الديموقراطي” او “دولة قبائل الزولو الافريقية” او بعض الدول غير المنضوية تحت نظام الامم المتحدة صحيا او تعليميا ، فصار طبيبا دون تطبيب ، وأكمل المجتمع حاجته من اطبائه الحقيقيين او فر ابناؤه الى تلك البلدان المحترمة طلبا للنجاة ،
أما المدرس فلن يعرف بهذه السهولة ولا حتى بالصعوبة ، فاغلب المدرسين الناجحين لايدري احد عنهم شيئا الا طلابهم النبهاء او الاوفياء المخلصين ، ويرفع كثيرا -بسببهم- قدر المدرسين الفاشلين وشأنهم دون استحقاق ، وسافصل ذلك في هذا المبحث ومعه فائدته بإذن الله ، لكن أولا علينا ان نعود الى مقارنة المهن الأخرى فنقول : إن طريق الرجل ليكون مهندسا ناجحا وحقوقيا ناجحا وغيرهما من المهن أسهل كثيرا من ان يكون مدرسا ناجحا وشروط ذلك ومتطلباته اكثر بكثير ، رغم ان الشهادة المطلوبة للمهن الاخرى نيلها اصعب من نيل شهادة تعمل بها كمدرس ،بل ان كثيرا من البقالين والسواقين وعمال البناء يعملون -في البلدان المنهارة هذه – “مدرسين ومحاضرين” ويتقاضون رواتبا او ياخذون اجورا على أحسن مايكون ،
عملية التعليم لها ثلاثة اطراف محورية لاغنى عنها واطراف اخرى ثانوية ساندة او مؤثرة ، فالمعلم -بكل القابه- والمتعلم -بكل اعماره- والمنهج -بكل أشكاله – هي الاطراف الرئيسة ، والمؤسسة التعليمية -بكل مسمياتها- ، والعائلة -بكل افرادها ومستوياتها – ، والبيئة المحيطة -بكل سماتها ومميزاتها – ، والمجتمع -بكل تفاصيله الراقية او المنحطة ،، هي الأطراف الداخلة في التأثير على العملية التعليمية التي هدفها فرد واحد وخلق مستقبله وصناعة دوره للمجتمع في المستقبل ،، وهو “المتعلم” ،
اهتمت بحوث التربية ونظرياتها ومدارسها على مر العصور بالسبل الموصلة لإنجاح العملية التعليمية وبرصد مراحل التعلم وصولا الى هدفها النهائي وهو إعداد طالب مؤهل لما خطط له هو او لما خططت له الدولة حسب المجتمع ، وقد درسنا ذلك وساهمنا فيه ودرّسناه ولو بشكل بسيط ، لكن هذا المبحث يسلط الضوء على طرفي العملية التعليمية (الطالب والمدرس ) من زاوية واحدة فقط ، وهي التفاعل الصفي ومتعلقاته لفهم الدرس وايصال المادة العلمية والخروج بنتيجة مرضية صحيحة ،
يظن الناس ان المدرس هو خريج الجامعة الفلانية بالاختصاص الفلاني والمعين من قبل الوزارة المختصة براتب وقدره ، والأمر ليس كذلك ، المدرس هو بالاساس اسلوب التوصيل وطريقة الجذب واعادة غير المفهوم -من المادة العلمية- وملامسة عقل واحساس كل الطلبة الراغبين واقناع عدد من غير الراغبين للالتحاق بدرسه والانضمام للفهم الجمعي والمشاركة بالنشاطات ، وهذا لايتم بالخطة “الصماء” التقليدية التي يطالب بها المشرفون بل بتطبيق ستراتيجية اساسها الموهبة وادواتها النشاط والاحتراف ، فالمدرس الناجح كما ألمحنا في اول المقال ونفصل هنا لايقاس على نتائج الطالب المتفوق فطريا ، بل على الطالب المجتهد الطامح للتفوق “والذي قد يكون كسولا او ضعيفا في بادئ الأمر” وهذه النسبة الغالبة فإن تركناها بحجة الضعف او الكسل فلم ننقذ المجتمع تعليميا ، وسناتي على الفرق بين الطالب المجتهد والمتفوق عند بلوغنا جانب الطالب من هذا المبحث ،
المدرس :
1-على المدرس اولا ان لايدرس نفسه ويلقي المعلومة بين الطلبة على انها معروفة واولياتها مهضومة وماقبلها قد حسم فهمه في مراحل سابقة وعلى ان فهم الطالب لتلك المراحل ليس من مسؤوليته فيأخذ الأمر من وسطه او من اعلاه “بحسب تقدم المرحلة” انما لابد من العودة الى اساس المعلومة ومقدمات تركيبها -وإن بقدر- يتحكم بمداه ومقداره فحص تأثير سرد المعلومة “القديمة” على الصف ونسبة من يجد عندهم فهم مسبق-جاء من اخلاص ونجاح المدرس الذي قبله وظروف الطالب – وكذلك عدد من لايجد عندهم مثل ذلك الفهم ، فان قل او زاد يبدا المدرس بإعادة تذكير من وجده فاهما وتاسيس جديد لمن وجده غافلا عن ذلك ، من اجل رسم خط واحد للانطلاق يتخذ الفهم الادنى -بين الطلبة- نقطة للشروع بشرح موضوعه الجديد رابطا اياه باساسه القديم ، فالطالب ليس انت وعقله ليس عقلك ، وانما هو طالب مبتدئ وانت مدرس محترف ، فاستحضر ذلك.
2- يلزم المدرس في اول دخوله الى طلابه من كل صف ان يختبر -ضمنيا واثناء الشرح ودون تقنين- قدرات طلبته الاستيعابية خلال الأيام القلائل الاولى من مباشرته وذلك لينطلق في تدريسه من اقل الطلاب كفاءة في الاستيعاب وابطئهم سرعة في الفهم ، حتى يطبق “سيروا على اضعفكم ” ويكون العمل جماعيا لا انتقائيا ، ويجد طلبة الصف الواحد أنفسهم متساوين عند حديث المدرس وشرحه ، فيرفع اولا الطالب الضعيف -على الاقل في تفاعله الصفي- الى مستوى الطالب الجيد ثم السير بعد ذلك على نسق واحد بعدم ضمانه لردم هوة التفاوت ، فانك اذ لاتستطيع جبر الفروقات العقلية بين الافراد فعليك ان تجبر الفروقات الفهمية ، فهذه من قدرتك ، ووسائلها كثيرة ؛ منها جذب الانتباه والمتابعة والاصرار على محاورة الطالب الضعيف -بلطف- وتعريضه للامثلة والتطبيق وحثه على التواصل في الانصات وادخاله في مشاركة ينظر فيها الى الطالب المستوعب بمقال جديد ، وينبهه بطريقة تنافسية شيقة ان يتابع اجابة ذلك الطالب الشفوية الآنية الصفية وفقا للمثال المطروح ، فيرى الطالب الضعيف ان الامر ليس عصيا على غيره من الطلبة ومقصورا على المدرس بل هو امر بمتناول زملائه وقد رآهم راي العين يتعاملون بايجابية واقتدار مع المثال ، فلم لا يكون احدهم او ربما يتفوق عليهم .
3- بعد ان اطمين المدرس لفهم المستوى الاول من الطلبة لشرحه للنقطة المعينة وهؤلاء قد يصل عددهم الى نصف الصف في اعلى المستويات ، يعيد الشرح لنفس النقطة-بحسب اهميتها في حلقات الفهم- قاصدا المستوى الثاني من طلبة صفه فيختار من الشريحة غير المشاركة سابقا بشكل عشوائي طالبا او طالبين فيعيد الشرح بنفس المثال ولكن بطريقة اخرى “تحاورية” او يبتكر مثالا جديدا بالطريقة نفسها مع الاصرار على التحاور واعطاء الدور الاكبر للطالب في الحل مع اشارات بسيطة عند الحاجة ، حتى اذا اطمان انه فهم تماما يقيس عليه امثاله بالمراقبة والمسح التلقائي من تعاببر الوجوه او الاسئلة المستفزة للتفكير والتحليل ، اذ لايمكن لمحدودية وقت الدرس ان يستنسخ هذا الفعل التفصيلي على كل طالب على حدا ، فمعلوم ان احدى معوقات التعليم الناجح هي الوقت المحدد للدرس ، ولايمكن اطالته وان كان درسا خصوصيا ، وذاك لتجنب الملل ، فالملل هو الآخر عائق كبير امام الطالب للتعلم فوجبت الموازنة.
وهكذا ينتقل للمستوى الثالث وربما الاخير قبل انهاء الدرس ، ولاشك ان اتباع هذا الاسلوب وان بدا متعبا معقدا في البدايات الا انه ناجع نافع في النتائج ، مع الوقت تتقارب مستويات الفهم ويعتاد الطلبة على طريقة الاستاذ فتخف مهمته وتتقلص الفوارق ومعها تتقلص المستويات ويسهل العمل .فاضلمدرس الناجح هو الذي يُفهم الطالب وليس الذي يفهم هو فقط ، ففهمه لنفسه لا نفع فيه وان كان عالما نحريرا ، مالم ينقل من علمه شيئا ينفع به الناس ، ومن فهمه فهما ينتقل الى طلبته الذين سيكونون يوما مثله ، “مدرسين” يحتاجهم العلم والمجتمع.
كنت ادرس صفا للغة الانكليزية -طلبته عرب- واثناء سوقي للامثلة اضطر للانتقال للغة العربية للمقارنة بحسب اسلوب ال Linguistics فاعطي مثالا عربيا يقود الى قاعدة نحوية عربية لأقرب للطالب “العربي اللسان” فهمه ، فاضطر لشرح الاستفهام العربي اولا لانتقل منه الى نظيره الانكليزي ، او الجملة الفعلية العربية ومقارنتها بجملة (الفاعل) الانكليزية او اسلوبي1 الشرط ب إن او اذا مقابل If ومعانيهما ، فحدث يوما ان استوقفني مدرس اللغة العربية الذي يشاركني المرحلة وكان بارعا في اللغة العربية مشهودا له ، فقال: يا استاذ الست مدرسا للغة الانكليزية قلت بلى ،
قال الا ترى فيّ كفاءة في العربية ونحوها وصرفها ،قلت بلى ،
قال فلماذا طلابي يقولون اننا فهمنا الموضوع الفلاني -واشار الى موضوع نحو عربي- من مدرس اللغة الانكليزية بشكل أسرع ، وكانوا مبتسمين ، فهل انت اقدر مني في العربية ولا ادري !
قلت : لا حاشا ، انت اقدر ولكني ساشرح لك فاسمع:
انت رجل مرتبة عالم في تخصصك وانا مدرس ، انت تعرف من النحو العربي 60 % وانا اعرف 30% ولكن انت لاتوصل للطلبة من علمك الا 10 % او اقل بينما انا اوصل ال 30% التي املكها كلها ،فينتفع الطالب مني اكثر مما ينتفع منك ، وخصوصا الطالب الأضعف الذي لايعني له العالم شيئا ، بل علاجه المدرس ، فلا تبتئس فانت مازلت الأقدر ، فرضي وابتسم وكانزميل ثالث لنا واقف فاستحسن الحواب واعتبره تخلصا دبلوماسيا مني ، و اخذ المدرس المقصود بنصيحتي وتفرغ لاكمال بحوثه العلمية وترك التدريس حينا.
الطالب
لتنجح العملية التعليمية وتثمر تحتاج لنجاح الطرف الرئيس الثاني فيها وهو الهدف والأهم وهو المتعلم (الطالب) ، ونجاح هذا الطرف اوضح للملاحظة من نجاح الطرف الاول (المدرس) فهو مخرجات العملية التعليمية وربما يقاس عليه نجاح المدرس وليس للعكس وان كان في هءا المقياس كلام ولكن عموما هذا هو الدارج ولايمكن ثني المجتمع او حتى الدوائر الاحصائية والاستبيانية عن هذا الفهم ، وانا ارى انه يصح قياسا لكن مع شروط اولها الطالب المجتهد (بمعنى الذي لا نية لديه ولاقرار في نفسه ان يقاطع التعليم) ، واذا قلت وكيف يقاس المدرس الناجح على طالب هو اصلا متفوق قبل وصوله ليد المدرس ، وكيف تناقض ماقلته في مقدمات المبحث من ان المدرس عليه ان لايتفاخر علينا بنتائج الطالب المتفوق في الاصل بل الطالب الضعيف ، نعم ومازلت على قولي ولكن دعنا نقف على تعريف هذا الطالب ليتوضح اللبس ، فالطالب المجتهد غير الطالب المتفوق ، فكل متفوق مجتهد قطعا ولكن العكس غير صحيح ، فربما مجتهد ولكن لم يقتدر على التفوق لأسباب احدها وقوعه بين يدي مدرس فاشل او مقصر ، او دراسته لمناهج فاشلة او وجوده بمؤسسة تعليمية او تربوية فاشلة بتاثير مدير فاشل او تحت جناح دولة فاشلة مع قوانين فاشلة و اوضح مثال لذلك دولة العراق مابعد 2003 تحت الحكومات الديموقراطية الفاشلة ، فالفرق بين مخرجات التعليم قبل ذلك ويعده من زاوية مراقبة الطلبة المجتهدين لا تقارن ، كان يخرج منهم علماء واليوم يخرج منهم في احسن الاحوال مهندس او مدرس او طبيب او حقوقي “شبه ناجحين” ، ويحدث هذا ايضا في مصر الحاضر وسوريا ، بينما يحصل العكس في ماليزيا وسنغافورة وتركيا ، فقد تطورت هذه الدول بتطوير قوانين و أنظمة التعليم ، فالطالب المجتهد هو الذي عقد النية واقتنع بالواقع ونصب الهدف و أحب التعلم ، ولك أن تسميه “الملتزم” إن شئت حتى لاتخلطه خطأ بالمتفوق ، وهذه هي شروط الاجتهاد الاولى دون شرط أن يكون قادرا على التفوق أو لا ، ودون ضمان ان سيجتاز مرحلته التي بلغها ام لا ، ودون تاكيد قدرته على الإصغاء او المشاركة في النشاط الصفي والبيتي ام لا ، فكل ذلك دور المدرس والمؤسسة والانظمة والمنهاج ، ليس على هذا الطالب لينجح او ربما يتفوق الا شروط الاجتهاد الاولى ، فإن فشل في التعلم واجتياز مرحلته لأي من الاسباب او الشروط او الاركان الاخرى فهي مسؤولية المؤسسة والمنهاج والمدرس ، ويتحمل المدرس العبء الاكبر في ذلك ، وعليه اللوم الأول ، فقد وضعت بين يديه خامة صحيحة ولم يصنع منها شيئا ، فإصغاء الطالب المجتهد اسلوب المدرس ،و مشاركة الطالب المجتهد ستراتيجيته ونشاط الطالب المجتهد مرتبط بنجاح دافعيته (اقصد المدرس) أيضا ، وتعلم الطالب المجتهد مهمته وتفوق الطالب المجتهد مهارته في التدريس ونجاحه في إدارة الصف،
ولا لوم على جهة الطالب الا اذا كان متغيبا متهربا معاندا متمردا على اهله ونفسه والنظام ، فهذا اصلاحه عند اهله او عند المرشد التربوي وليس عند المدرس الذي لايجده امامه و ان وجده فهو منشغل بتدريس المجتهدين والجادين والمتابعين -وهم مسؤوليته الأولى وامانته- ولا وقت ولاجهد لمطاردة المتسيبين في حوانيت المدرسة ونوادي الكلية وزوايا الجامعة ، انما تلك وظيفة الإداراة والدولة والنظام والاهل والطالب نفسه ،
أما كيف يساعد الطالب المجتهد نفسه ومدرسه على تمام الفهم والنجاح متقدما الى احتمال التفوق فإن مهمة الطالب في ذلك لاتقتصر على الحضور الجسدي امام مدرسه وإنما الحضور الذهني والشعوري والتفاعلي ، وهذا وان كان من وظائف المدرس ومهاراته إلا اننا لايجب ان ننسى أن الطالب بإصغائه الطوعي ومحاولة التركيز التلقائي واصراره على التقاط المعلومة ومتابعتها بالسؤال والمثال والمشاركة والمناقشة سيثبت الفهم في عقله والمعلومة في حافظته ،
وكما إن المدرس الناجح يكون ماهرا في الإفهام فإن الطالب المجتهد ليكون متفوقا عليه ان يتحصل على مهارة الإصغاء وقدرة الإستيعاب وتلكما تأتيان ببدء المتابعة من أول الكلام وانقطاعه عما حوله من مؤثرات وما خلف مدرسته من خيالات وتصورات وعما في بيته من حوارات ، فإن فاته ذلك دون قصد عليه ان يوقف المدرس ويطلب منه اعادة التمهيد ، ثم يتابع مستويات الشرح دون إغفال وكذلك مشاركات زملائه وانتقالات المدرس ، وكلما فاته جزء من فهم الموضوع حاول استدراكه اولا بالانتظار كي لايقطع استرسال الدرس فلعل الآتي سيكون تعزيزا للفهم السابق فيستدرك ، فإن لم يجد ورأى ان الدرس متجه الى موضوع جديد فانه إما يسجل ملاحظة تذكره ان يسأل عن ذلك لاحقا او يسال من فهم زملائه عند انتهاء حصة الدرس او يتحين فرصة أخرى يطلب فيها من المدرس الإعادة ، وكم من طالب مجتهد لحقني في الممرات قبل وصولي لغرفة الاستراحة واستدرك فهمه واستكمل معلومته بثواتي الخطوات .
والإنتباه لايتحقق بطريقة الجلوس أو بإدامة النظر فعلى المدرس ان لايحاسب الطالب المجتهد على طريقة جلوسه طالما لم تخل بالآداب العامة ولا أن يطالبه بإدامة النظر ، نعم النظر الى المثال على اللوحة ضروروي ورؤية تعابير وجه المدرس وإشاراته تساعد على الفهم ولكن أحيانا يحتاج الطالب ان يدور الفكرة برأسه لثوان لا يكون فيها قادرا على إدامة النظر ، ثم ان ليس كل مفتّح العينين متابع ، فعلى الطالب المجتهد منع نفسه من “السرحان” الى الخارج وعلى المدرس الناجح تفسير النظرات فربما هي صورية غير شعورية .
والطالب المجتهد عليه ان يستثمر كل الامتحانات الشفوية والتحريرية والاختبارات الصفية والبيتية لفحص صدقية استيعابه ويكون الكتاب وملحقه النشاطي وواجبات المدرس هي السبيل لذلك وليس “الملازم الجاهزة الحلول” والمكررة الاسلوب ثابتة المعلومات صامتة عن المحاورة والإجابة ، وهي من الأدواء في مجتمعنا التعليمي اليوم وليست من الدواء.
ودور المدرس هو حماية هذا الطالب المجتهد من الإنزلاق وراء فشلة المدرسين ومستغليهم بالنصح والتبيين ومنعه من ان يسحبه معهم الطلبة المتسيبون وان لا يؤثروا عليه ان جلسوا الى جنبه في الدرس و ان لايدفعه ان يكون مثلهم برتابة اسلوبه وجفاف معلوماته ونضب مصادره ، وعلى النظام والأهل ان لايحاسبوا المدرس على الطالب المتسيب المتمرد بل على الطالب الملتزم او المجتهد فإن لم يتطور فإن مدرسه مقصر أو بل و ان المؤسسة التي هو فيها قاصرة أو ان الخلل في المنهاج ،
يتبع ج2 (المنهاج)