7 أبريل، 2024 10:21 ص
Search
Close this search box.

التعليم مدى الحياة ……لماذا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان النظام التعليمي في العراق لم يتغير بالشكل المطلوب , بل انه بقى يعاني من  التركة الثقيلة التي خلفتها الانظمة السابقه , حيث هناك سوء في التخطيط و البرامج التعليميه  , فعندما يكون عدد الخريجين في اختصاص معين غير كاف لحاجة البلد, يكون هناك اختصاصات اخرى تخرج اعداد كبير من الخريجين الذين لايجدون لهم فرصة عمل في القطاع الحكومي او الخاص , ما يضطر الكثير منهم للبيع في الاسواق وافتراش الشوارع والساحات العامه او الهجرة الى خارج العراق في ظل أعمال العنف و تراجع النمو الاقتصادي, او توظيفهم في اختصاصات غير اختصاصاتهم .
 فلابد من وجود تخطيط مركزي وتنسيق مبرمج بين احتياجاتنا من الكوادر العلمية وما بين ما ينتجه القطاع التعليمي وخاصة التعليم التقني والتعليم العالي , لكون العراق مستورد للتكنلوجيا والمشاريع الجاهزة من الدول المتقدمة .
والواقع ان فكرة جعل التعليم مقتصر على اعمار محددة لايتفق مع الظرف الذي يمر به العراق في الوقت الحاضر ,لما يمتلكه العراق من طاقات وكفاءات علميه وتجارب سابقه في محو الاميه وتعليم الكبار, لان برامج التنمية القائمة حاليا تقع مسؤلية تنفيذها على الافراد الذين تتراوح اعمارهم بين  (20-50)سنه ,لكن العلماء وجدوا أن روح المنافسه تبلغ ذروتها في سن الخمسينيات,وهذا ما يؤدي الى تغيير أعتبارات التوظيف مستقبلآ,حيث ينظر أغلب الشباب على أنهم أفضل وأكثر أنتاجآ من زملائهم الآكبر سنآ.
ويرى بعض الباحثين ان النشأه الحديثه للتعليم  في المجتمع الاوربي ترجع في جوهرها الى الثوره الصناعيه و عملية التصنيع , عندما ظهرت الاًلًات ونشاْت المصانع وتطورت المجتمعات وتحولت من النشاط الزراعي الى النشاط الصناعي ذو الانتاج الواسع .. وبما ان الحضارة الصناعية تتطلب السرعة نتيجة للاكتشافات والمخترعات العلمية المختلفة , اذ كان لزاماً على الجميع ان يتعلموا ويتدربوا حتى يسايرو ذلك التطورالعلمي والتكنلوجي الهائل والذي يفاجئنا كل يوم بجديد.
لقد توصل العلماء بعد تجارب عديده الى عمل أحصائيات قالوا فيها:أن التعليم البسيط الذي يحصل عليه العامل في سنه واحده يزيد أنتاجه30%,والذين تعلموا أربع سنوات زاد أنتاجهم فوق أنتاج الاميين بنسبة 43 %,والمتخرجون من الثانويه العامه زاد أنتاجهم بنسبة108%,أماخريجوا الجامعات فقد زاد أنتاجهم بنسبة300%.
مما تقدم نفهم أن التعليم  في الدول المتقدمه أرتبط بمجالات واسعة شملت النواحي المهنيه والاجتماعية والاقتصادية وبمساعدة و مساهمة الحكومات,حيث فتحت الجامعات الاوربية والأمريكية أبوابها لتعليم الكبار فيما اصطلحوا عليه باسم (Lifelong education)اي (التعليم مدى الحياة).
أما نحن في العراق , فليس من المستحيل علينا أن نتبع نفس الاسلوب,فالجامعات والمعاهد متوفرة لدينا الحكوميه  والأهلية,الصباحيه منها والمسائية ,وإنما ينقصنا هو التخطيط السليم , واستيعاب أصحاب الشهادات وفق اليات عادله ومنصفه للجميع والاعتراف بالشهادات التي يحصل عليها الموظفون أثناء الخدمه الوظيفية,وأنصاف أصحاب الشهادات العليا من حملة الماجستير والدكتوراه ,من خلال القاعدة التي تقول(وضع الرجل المناسب في المكان المناسب).على أن تتطابق عملية التعيين مع طبيعة الاختصاص,فيصارالىى تعيين خريجي كليات هندسة النفط ومعاهد النفط في وزارة النفط,وخريجي كليات الزراعه والمعاهد الزراعيه في وزارة الزراعة وخريجي الكليات والمعاهد الطبية في وزارة الصحة……الخ.علينا أن نؤمن أن ثقافة الانسان يجب أن تمتد من المهد الى اللحد..وهذا لن يتم ألآ أذا تبدلت عقولنا ,وتحررت أفكارنا من الضغوط الاجتماعيه التي تطوق المرأه وتمنعها من الدراسه,وأهمية وجود حركه أصلاحيه تربويه وأجتماعيه وثوره علميه تطوي صفحات الاميه والجهل والبطاله.
وما زال الدين الاسلامي يؤدي رسالته قي تعليم الجميع, وذلك عن طريق خطب الجمعه,والمناسبات الدينيه المختلفه, ودروس الوعظ والارشاد . وعبر المجلات والصحف والقنوات الفضائيه  والمدارس والجامعات الدينيه دون أن يتوقف,لآن القرأن الكريم كتاب سماوي يُقرأ ويُفهم.ويتحول في حياة المسلمين الى شريعه وعمل ونظام.

مدير حسابات اقدم/شركة نفط ميسان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب