23 ديسمبر، 2024 5:33 ص

التعليم في العراق

التعليم في العراق

يُعد التعليم وتأهيل القدرات العلمية والفنية من أهم مرتكزات بناء الدول المتقدمة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال افتراض قيام ونهوض دولة وارتقاء مجتمع دون الاهتمام بالتعليم ووسائله ، فكثير من الدول النامية متأخرة علمياً في مجال التعليم حيث يعود سببه إلى اهمال التعليم ، فقد أكدت دراسات عدة أنه ما يزال أمام دول العالم النامي مشوار طويل للحاق بركب مستويات التعليم عالية الجودة العالمية، فقد أثبتت البحوث والدراسات القائمة على مقارنة مستويات التعليم بين دول العالم أن الهوة شاسعة بين الدول المتقدمة والنامية، حيث اتضح أن البلدان الأكثر فقرا تملك مستوى تعليميا في القرن الحادي والعشرين كانت العديد من البلدان الغربية قد حققته في العقود الأولى من القرن العشرين. ويرى الباحثون أنه في حال مواصلة انتهاج المقاربات الحالية في التعليم العالمي، فإن هذه الفجوة سوف تستمر في المستقبل، غير أنها تختلف بين البلدان والمناطق كما أن هناك اختلافات داخل البلدان نفسها.
ولكن هذا لا ينفي وجود اختلافات كبرى على نحو صارخ بين مستويات التعليم في البلدان النامية والمتقدمة وتحدد الأمم المتحدة الدول “المتقدمة” في هذه المقارنة بأنها دول أوروبا وأميركا الشمالية واليابان وأستراليا.
هذه الهوّة التي تقدر بـ100 عام، قد لا تكون مقبولة من الناحية الأخلاقية، ولكن من الجانب التاريخي يمكن فهمها ويسري هذا التقييم على التعليم في العراق، فحسب تقارير وإحصائيات وزارة التربية العراقية. وحسب تقرير اليونسكو، فإن العراق في فترة ما قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 ميلادية كان يمتلك نظاما تعليميا يُعد من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة (literacy) في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الفائت عالية، حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت تقضي على الأمية تماماً من خلال إنشاء حملات محاربة الأمية، لكن التعليم عانى الكثير بسبب تعرض العراق للحروب والحصار وآثارهما ، حيث وصلت نسبة الأمية حاليا إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث في العراق.
لو افترضنا منذ 2003 أن ما أنفق في العراق من المبالغ لاستحداث البنى المتصلة بالتعليم والبحث العلمي قد أنفق وفق القانون ووفق الخطط الفنية وتحت ظل الرقابة التشريعية ، لكان العراق الآن يضاهي الدول المتقدمة في مجال التعليم والبحث العلمي ، ولساهمت الخبرات الناشئة عن هذا المجال في التخطيط العلمي المتقن لبناء المدن وبناء البنى التحتية المتطورة ، لكن للأسف فإن التعليم خاصة في جامعات العراق يمر بمرحلة عصيبة في التخلف العلمي والبحثي والاداري ، لكن لا ننسى التعليم وما عليه من مستوى متدن في كافة مراحل الدراسة ، فمادام الهدف هو كيفية الانتقال بين المراحل بأي ثمن معنى ذلك أن التعليم قد فقد هدفه الأساسي المتمثل في كيفية بناء وتأهيل الانسان المتعلم القادر على صناعة الدولة النموذجية والمجتمع المثالي ، ويبين الضعف ليس في مستوى التلاميذ والتلميذات، بل في الكادر التدريسي والتعليمي فهنالك بعض أفراد الكادر التعليمي والتدريسي غير المؤهلين لخوض غمار تجربة التعليم ، وهذا الخطأ قد ألقى بظلاله على مستوى المتعلمين ، وحجب إمكانية تطوير وتنمية وتعزيز قدراتهم العلمية وتأهيلهم ليكونوا الوارثين لغيرهم في المستقبل ، فأنت تجد أن طرق التدريس والمناهج ما تزال تقليدية ، وإن طرق تأهيل الذاكرة غير موجودة ، فهنالك تفاوت في مستوى المتعلمين ، وهنالك نسبة عالية ممن لا يُجيد كيفية التعاطي مع المناهج .
من منّا لا يتذكر السنوات الذهبية التي مرّ بها التعليم في العراق : 1970 – 1984 كان نظام التعليم في العراق من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن، وأُشيد به من قبل منظمات وانظمة . بحلول عام 1984، تحققت إنجازات كبيرة في مجال التعليم في العراق ، هي :
1 ـ ارتفاع معدلات الالتحاق الإجمالية بمراكز التعليم أكثر من 100 ٪
2 ـ المساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الكامل بمراكز التعليم تقريبا
3ـ انخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 إلى أقل من 10 ٪
4 ـ بلغ الإنفاق في مجال التعليم 6 ٪ من الناتج القومي الإجمالي و20 ٪ من ميزانية الحكومة
5ـ كان متوسط الإنفاق الحكومي على التعليم للطالب الواحد 620$.
نقلا عن المدى