18 ديسمبر، 2024 8:33 م

التعليم عن بعد .. هل سيكون أسلوب تعليم العصر

التعليم عن بعد .. هل سيكون أسلوب تعليم العصر

لاريب ان التعليم الوجاهي المباشر بالطرائقية التقليدية المعروفة، (معلم وطالب وسبورة في سقف صف واحد) هو الأفضل. لكن يبدو أنه مع تداعيات العصرنة الصاخبة، وسرعة مخرجاتها التقنية، وثورة الإنترنت الرقمية، ان التعليم عن بعد، سيكون أسلوب تعليم عصر قادم ، لامناص منه، عاجلاً أم آجلا.

فمع انتشار فيروس وباء كورونا في العالم مؤخراً ، اضطرت مختلف بلدان العالم، المتقدمة منها، والنامية، كما هو معروف ، الى فرض حالة الطوارئ، وحظر التجوال، سواء في داخل تلك البلدان، او فيما بينها، للحد من انتشار الفيروس، والوقاية من الإصابة به، الأمر الذي جعل المدن، تبدو اشبه بالمهجورة، وتعطلت حركة المواصلات ، واصبح التواصل بين الجميع، يتم في الغالب، عن طريق الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي الذكية .

وقد انعكس تداعيات الحظر، كما معروف، على مختلف مجالات الحياة،ومنها المدارس، والمعاهد والجامعات، واماكن العبادة، والأسواق، واماكن التجمعات العامة، واغلقت جميعها في أغلب بلدان العالم ، وفي المقدمة منها بالطبع، المدارس والجامعات، خوفاً من اصابة الطلبة، وانتشار الفيروس بينهم.

ولاشك ان هذا الواقع الجديد، قد فرض الحاجة إلى السعي لإيجاد أسلوب تعليمي بديل، يحقق متطلبات الحظر ، ويمكن الطلاب، في نفس الوقت، وبمختلف المراحل الدراسية، من( مواصلة) المنهاج الدراسي، وعدم فوات العام الدراسي عليهم.

فكان ( نظام التعليم الإلكتروني)، بأسلوب (التعليم عن بعد) هو الأسلوب البديل السريع، للتعليم الوجاهي المباشر، حيث يتلقى الطلاب دروسهم افتراضيا، عبر منصات التعليم الخاصة، المتاحة عبر منصات الانترنت، ولو بمتطلبات الحد الأدنى، وذلك لتلافي التعليق الكلي للدراسة ، بسبب وباء كورونا، وخسارة الطلاب عامهم الدراسي.

وبالرغم من كل السلبيات التي واجهت أسلوب التعليم الإلكتروني، مثل عدم استقرار الكهرباء، وضعف البنية التحتية لشبكة الإنترنت، ولاسيما في القرى والارياف، وتواضع مهارة الكثير من الطلاب وعوائلهم باستخدام التقنية الرقمية، إضافة إلى تعود الطلاب على أسلوب الحضور الوجاهي المباشر في التعليم ، والاعتماد الكلي على المحاضرات، التي يتلقونها من المعلمين، والمدرسين في الصف، فلا شك أن تقنية التعليم عن بعد، التي افرزتها تداعيات الحظر الشامل، بسبب جائحة كورونا، جاءت أسلوبا بديلا مناسبا، رغم كل السلبيات التي لازمت اعتماده، لتواكب بذلك ضرورات محاكاة تطورات العصر التقنية، والتعليمية ، وتختصر المسافات بين الجميع، وتجسر الهوة بينهم، حيث قربت المسافة بين المنزل والمدرسة، والجامعة ، وبات بمقدور الطالب تلقي المحاضرات، والدروس، رغم الحظر الشامل، ورغم كل تلك المعوقات .

وهكذا يبدو ان التعليم عن بعد، سيكون أسلوب تعليم عصر قادم، لامناص منه، عاجلاً أم آجلا،مما يتطلب التهيؤ والاستعداد للتعامل معه، ورصد كل السلبيات التي رافقت تطبيقه لتجاوزها مستقبلاً، والعمل في نفس الوقت، على تطوير مهارات الطلاب الرقمية، لتحقيق الانتفاع الأمثل من استخدام الانترنت في التفاعل مع منهج التعليم عن بعد، الذي سيحل يوما ما، جزئيا او كليا، محل أسلوب التعليم التقليدي المباشر.