يعاني التعليم في الوطن العربي عموما وفي العراق خصوصا من ضعف المناهج وبعدها عن الواقع وتمسكها بالنهج التقليدي القديم المُعتمِد على طريقة التلقين وليس إثارة الذهن وترك حيز من الحرية بين المُتلقي والنص وقد اعتمد التعليم التقليدي المتبع في الجامعات والمدارس طريقة تقييد المتلقي داخل الإطار الذي رسم مسبقا بخلاف النظم الحديثة التي تستثير الذهن لتضيف أفكار المتلقي إلى النص فتثري النص وتضيف له بعدا آخر وقديما قيل من ((شاور الرجال شاركهم في عقولهم)) إلا انه الحاصل في التعليم اليوم هو تحجير العقول على فهم واحد ورؤية واحدة , التعليم في العراق أصبح ضمن إطار ونسق كلاسيكي ورثه الأحفاد عن الأجداد وأصبح الشخص الحاصل على شهادة من الجامعات لايهمه سوى انه حاصل على الشهادة!وهذه المسألة لها جذور تأريخية ترتبط بالرؤية العربية والنفسية الموروثة عند العرب من حب التفاخر والخيلاء كان احدهم يزهو بفرسه وبسيفه واليوم ورثنا هذا الانعكاس وألا فإذا كانت كل هذه الشهادات موجودة وأصحابها مختصون فلماذا نحن بهذا المستوى من التخلف والتدني العلمي والعملي, التعليم وجد للعمل به وليس للتفاخر وكسب المال , إنما تعمر الحياة بالعلم المقترن بالعمل وليس العلم الذي اكسب الفرد العراقي التعالي على الآخرين وجعل بينه وبين الإنسان الأمي فرقا وبونا شاسعا , التعليم في الغرب وأوربا لم ينحى هذا المنحى فالتعليم هناك للعمل وليس للتفاخر وهذا سر التطور الحاصل هناك ,فهناك العلم خاضع للتجربة والعمل له أخلاقيات من دقة وسرعة وكلفة ونوعية فكل عمل ضمن وقت وإطار معين أما في بلادنا فالفوضى تعم عملية التعليم ابتدءا من المكان المخصص للتعليم وثقافة المعلم والمدرس و استعداد الطالب و تناسب المنهج مع الواقع العلمي والعملي , والاهم من ذلك أن الكثير من المختصين بالتعليم يفتقرون إلى رؤية علمية عصرية تماشي التطور الحاصل في مختلف المجالات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.. وبإمكان أي باحث أن يأخذ عينة من المعلمين مثلا ليرى افتقارهم الواضح إلى الثقافة العصرية فاليوم نحن بحاجة إلى مناهج تناسب التطور الحاصل في العصر الحديث وبحاجة إلى أشخاص يمتلكون اللياقة العلمية والأخلاقية والشعور العالي بالمسؤولية لان التعليم هو اللبنة الأساسية للنهوض بأي مجتمع وركيزة مهمة من ركائزه فبه تنهض الأمم وتزدهر الحياة ويعم الخير .