19 ديسمبر، 2024 2:44 ص

التعليم العالي في مواجهة الأكاذيب والافتراءات

التعليم العالي في مواجهة الأكاذيب والافتراءات

لاشك أن من يقرأ بعض الأكاذيب والافتراءات حول وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يتأكد لديه أن هناك حملة شرسة لتشويه صورة وعمل هذه الوزارة ، كما أن هناك كراهية يحملها أصحاب هذه الحملة المرتبطة بالفكر ألظلامي لكل منجز يمكن أن يتحقق في هذه الوزارة المهمة في صناعة المفكرين والعلماء والمبدعين وقادة المستقبل الذي لم يكتب بعد ، إذ ستكتبه أنامل المخرجات التعليمية التي تحاول الوزارة بناءها في ضوء الإستراتيجية الوطنية للتعليم القائمة على ضمان ملاءمة مخرجات التعليم العالي مع الحاجة الفعلية للمجتمع ، فلا تتحول هذه المخرجات إلى مجرد وثيقة تخرج لا تصلح إلا للبحث عن وظيفة حكومية بل الطموح تحويل الجهد العلمي إلى حركة متكاملة ترتقي بهذا الجهد إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتكامل فيها الإنسان مع المجتمع .
هذا الجهد الاستثنائي من قبل الوزارة قوبل بحملة من أكاذيب وافتراءات أطلقها الموقع الرسمي لحزب البعث وتناقلتها وسائل الاتصال الجماهيري موالية لهذا الحزب الشوفيني ، وكانت مادة هذا الموقع أكاذيب حول اعتماد كتب دينية كبديل لمادة الثقافة القومية مثل كتاب شذرات من فكر الإمام الخميني ، بالرغم من أن دراسة أفكار هذا المصلح جديرة بالدراسة فقد غير مجتمع وقام بثورة حطمت عروش الطغيان وكانت ضربة قوية للولايات المتحدة وإسرائيل ، ناهيك أن المناهج الدراسية في الجامعات والمعاهد مليئة بدراسة أفكار ادم سمث وماركس وعلماء اجتماع وسياسة وأدب انكليزي وأمريكي ولا ضير من معرفة الأفكار الأخرى ولكن أصحاب الفكر الشوفيني والطائفي يحاولون تشويه منجز وزارة التعليم العالي التي ليس في نيتها وضع أي كتب قد تكون ذات حساسية للأديان والطوائف الأخرى ، وكل ما يروج حول نية الوزارة اعتماد كتب دينية معينة في مناهج التدريس هو محض افتراء وكذب دأبت على ترويجها الآلة الإعلامية للحزب المنحل وإعلاميون وسياسيون يحنون لهذا الحزب وأفكاره الديكتاتورية والشوفينية .
ثم أن هذه الحملة تعكس مدى جهل مروجي هذه الأفكار ومدى الغيض الذي يعانون منه من نظام تحديث المناهج الذي تتبعه الجامعات العراقية الرامية إلى نشر أفكار التسامح والحب والسلام ونبذ الفرقة والطائفية فقد بدأ نظام التحديث بإلغاء مادة الثقافة القومية وادخل بدلا عنها مادة حقوق الإنسان الغريبة عن فكر حزب البعث وعصابته ، لذلك من الطبيعي أن تروج بعض وسائل الإعلام المرتبطة بهذا الفكر هذه الأكاذيب من اجل تشويه برنامج الوزارة لتحديث المناهج بعد نجاح المشروع الاستراتيجي الذي تبنته الوزارة بتحديث المناهج وإطلاق اكبر حركة ابتعاث في تاريخ العراق المعاصر ناهيك عن التوسع الكبير في الجامعات والكليات العملية والإنسانية من اجل تعويض البلاد الخسارة التاريخية والفرص العلمية بعد عقود الظلام في ظل نظام قمعي متخلف وقائد ضرورة اتعب البلاد بالحروب والأزمات والمآسي .
من هنا فأي نجاح للوزارة في تحديث المناهج وتطوير التعليم العالي سيعيق مخططات البعض في الإبقاء على المناهج السابقة للنظام ألبعثي ألصدامي ، وعليه لابد من تلقين هذه المخططات الضربة القاضية من خلال العمل الجاد للنهوض بواقع التعليم العالي من خلال خطة طموحة تعيد بناء النظام التعليمي في العراق وتجسير الهوة بينه وبين الأنظمة التعليمية في العالم المتقدم وهذا ما تسعى إليه الوزارة في ظل ترسيخ مفاهيم تعليمية رصينة يمكن لها أن تكون المرتكز الرئيس لإعادة بناء الإنسان والدولة وهذه المهمة لا تخرج من الأسرة التعليمية التي لها القدرة على تحمل هذه المسؤولية  بعد عقود من انقطاع العلاقة بين الجامعات العراقية وجامعات العالم المتقدم والنامي ، فاليوم تقع على هذه الأسرة مهمة تقدم ورقي التعليم العالي إلى مستويات تنهض بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة في التعليم دون النظر إلى الأصوات النشاز التي تحاول إرجاع العراق إلى الوراء من خلال بث الأكاذيب والافتراءات مرة اعتماد كتب دينية في مناهج التدريس أو أوامر بفصل الطلاب عن الطالبات وان الوزارة مسؤولة عن تأخير منحة الطلاب ، وهكذا لن نتوقع أن تكف هذه الأصوات النشاز عن حملتها  ، وان استمرار هذه الحملة يدل أن الوزارة في الطريق الصحيح .

أحدث المقالات

أحدث المقالات