لعل من اعظم الانجازات التي قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي هذه المكتبة الافتراضية العراقية ، والمؤسف ان مشروع المكتبة الافتراضية بدأ امريكيا لذا لايمكن عزو الفضل بانشاءها الى الوزارة ، نعم يمكننا ازجاء الاشادة والشكر لكل مسؤول في وزارة التعليم العالي من وزير فما دون نجده يساهم مساهمة جادة في تطوير هذه المكتبة وتوسيع خدماتها ، والحق يقال ان المكتبة الافتراضية تختلف بداية نشأتها عما نجده اليوم ، وباعتباري من المستفيدين من هذه المكتبة لم اكن اتفاعل معها بشكل كبير خلال مراحلها الاولى نتيجة لاقتقارها الى الكثير من دور النشر المهمة مما اضطرني الى التعامل مع اصدقاء لي في دول الغرب لتزويدي بالكثير من البحوث التي اجد مكتبتنا الافتراضية تعجز عن تقديمها لي ، بل وصل الامر الى عدم استخدامها والانصراف الى سبل اخرى في توفير مايلزمني من بحوث….
المفاجأة ان احد الزملاء اشاد بالمكتبة الافتراضية وتلبيتها لحاجات الباحثين وما كان مني الا ان اجيبه بتهكم ومشبها اياها بالمنجد الذي لاينجد – قاموس قديم راج عنه هذا الوصف – ، ونتيجة تهكمي امتعض زميلي العزيز ليتحداني ان ادخل المكتبة اليوم واكتشف بنفسي التغيير الذي حصل عليها ، وفعلا دخلت الى المكتبة بعدما عانيت في البحث عن اسم المستخدم والباسوورد الخاص بي نتيجة اهمالي له بسبب الصورة التي ترسخت في ذهني ، وهنا وجدت المكتبة اليوم اختلفت بمستوى كبير جدا عما كانت عليه في مراحلها الاولى ، وجدت توسع افقي وعمودي كبير جدا يغني الباحثين عن كثير من العناء في الحصول على ما يريدون من بحوث ، وفعلا وجدت الصورة التي نقلها لي زميلي صحيحة وكان محقا في احكامه ، فما كان مني الا ان ارفع هاتفي لاتصل به معتذرا ومؤكدا صحة معلوماته وطلبت منه ان يرشدني الى من اجد عنده معلومات كافية عن السبب الذي جعل المكتبة تتطور هذا التطور الايجابي ، وبعد ارشادي الى احد المعنيين في المكتبة الافتراضية واتصالي به كان معه حوارا هذا بعضه :
– سلام عليكم وعذرا لاتصالي ولكن احببت ان اسأل بعض الاسئلة حول المكتبة الافتراضية ؟
– العفو اهلا وسهلا ولا داعي للأعتذار وتفضل وتدلل
– كنت من المستخدمين لهذه المكتبة في بداياتها وكانت فقيرة نوعا ما فما الذي جعل هذا الثراء المعلوماتي فيها ، اي من هو المسؤول في تطويرها هذا التطوير المتميز ؟
– الحقيقة ان تطورها كان تدريجي ومنذ نشأتها الا ان القفزة النوعية كانت بعدما تسلم علي الاديب الوزارة مباشرة حيث دعانا نحن المسؤولين عن المكتبة لبحث آليات تطويرها ، بل واصبح الوزير غالبا ما يرسل علي باعتباري تنفيذيا في المكتبة لبحث شؤونها وسبل دعمها . وخصص مايقارب من ثلاث مليارات دينار للتوسعة الافقية والعمودية .
– عذرا ، كيف تجدها قياسا الى دول المنطقة ؟؟
– اؤكد لك اني حضرت اجتماعات مع ممثلين لدول الجوار ليتفاجأ الجميع على تفوق مكتبتنا الافتراضية على جميع الدول المجاورة .
هذا بعض ما جرى من حوار بيني وبين احد العاملين على المكتبة الافتراضية ، وهنا وعلى ضوء ما وجدته وانا اسبر اغوار المكتبة من انجاز يحمد عليه كل من ساهم في تطويرها وكذلك على ضوء هذا الاتصال لا اجد نفسي يسعها الا تقديم الشكر لجميع العاملين عليها ، وشكر خاص الى السيد الاديب لما قدمه من دعم لهذه المكتبة واهتمامه الشخصي بها كما اوضح لي الاخ الذي اتصلت معه – علما اني لا ازجي شكرا او مديحا جزافا كما تعلمته من اساتذتي رحم الله المتوفين وحفظ الباقين منهم – ولكن لابد من شكر في مواطن الشكر والعكس بالعكس .
ولكن وباعتباري من اصحاب مرض مشاكسة المسؤول ومن الذين لايعجبهم العجب ولا الصوم في رجب ، اجدني ملزما بالطلب من السيد وزير التعليم العالي بدعم اكبر لهذه المكتبة لما تمثله من اخطر البنى التحتية في الدولة في الاهمية ، فهي الاساس الصحيح في السير نحو تطوير التعليم العالي والدولة وبالتالي المجتمع .