23 ديسمبر، 2024 8:08 ص

التعليم السينمائي الاكاديمي

التعليم السينمائي الاكاديمي

ان ابتكار اساليب تعليمية جديدة يسهم في رفع مستوى التعليم وسرعة استجابة الطالب للمحتوى التعليمي “استيعاب المادة” وبطرق سهلة وسريعة وهنا تاتي فكرة “التعليم السينمائي” مصطلح غريب و غير معروف لكنه فكرة جديدة ومؤثرة في العملية التعليمية واساسها هي ان “نوظف السينما في التعليم الاكاديمي اي الجامعات تحديدا و قد يكون المدارس بشكل عام”.

التعلم بالمشاهدة

يعتبر التعلم بالمشاهدة واحد من اسس التعليم البشري، فسابقا و حاليا كثير من المعرفة و الخبرات تكتسب عن طريق مشاهدة الافراد اصحاب الخبرات وتقليدهم، وتعتبر عملية المشاهدة اسهل و اسرع عملية تعليمية لانها “في الحياة الواقعية” تعتمد على مؤثرات تسهم في سرعة وسهولة الاستيعاب.

ولتحقيق ذلك يمكن توظيف السينما في الجامعات لتستخدم كبديل للاستاذ الجامعي في بعض المواد لتقديم المحاضرات خاصة التي تحتوي على معلومات يمكن مشاهدتها بالتالي يمكن تخصيص قاعة سينما و عرض المادة المطلوبة على شكل فلم او تقرير مع استخدام مؤثرات متعددة تسهم في زيادة الاستيعاب و التذكر منها

١. الاصوات المتعددة للمادة العلمية

٢. الموسيقى المستخدمة لشد الانتباه

٣. الصور المتعددة للمادة العلمية

٤. ظهور المعلومات الخاصة بالمادة بالوان واحجام مختلفة مع تاثيرات موسيقية و صورية وصوتية خاصة لتبقى في ذاكرة الطالب

في نهاية العرض يتم وضع اوراق امتحانية لاختبار فهم الطالب للمادة التي عرضت، كما من المهم ان تكون الورقة الامتحانية متدرجة باسالتها مع المادة الفلمية التعليمية بمعنى “ان يكون السؤال الاول مع اللقطة الاولى في الفلم التعليمي والسؤال الثاني متوافق مع المادة الفلمية الثانية” والسبب في ذلك ان المادة السينمائية التعليمية ليست “شديدة الحبكة مثل الافلام بل تكون سهلة ومتسلسلة و هدفها الحصول على اعلى تركيز و استيعاب من الطالب” لذلك التوافق بين المادة الفلمية و الاسئلة يكون شرط لتحقيق الفهم و الاستيعاب.

بماذا تتميز السينما التعليمية عن استاذ المادة

للسينما التعليمية خصائص تساهم في عملية

١. التذكر الشديد “لان المعلومات ترتبط بمواد صورية وصوتية تسهم في ترسخها في الذاكرة”.

٢. التركيز على المادة الفلمية المعروضة، لان تقلب الصور و ارتفاع و انخفاض الصوت و الموسيقى يبقي الطالب مشدود الذهن بدون ان يكون شارد الذهن فالاجواء الفلمية تجذبه وتشده الى نهاية العرض.

٣. التاثر بالمادة التعليمية، نظرا لاستخدام مؤثرات متعددة فالطالب يشعر “بالعيش في اجواء الحدث” خاصة للمواد التاريخية و السياسية و قصص النجاح وغيرها، فعرض الاحداث يشبه الوثائقيات التي تعرض في القنوات، لكن المواد التعليمية تكون وثائقيات متخصصة بمادة وقصيرة بالتالي يخرج الطالب وهو متأثر بالمادة وليس فقط استيعابها وفهمها.

ضغط النفقات المالية ومتعة في العليم

من اهم اهداف السينما التعليمية هي

١. ضغط النفقات المالية للجامعة، فبدلا من تعيين اساتذة لاعطاء محاضرات اضافية في بعض المواد يمكن الاستعاضه عن ذلك بعرض هذه المواد في السينما و بعد انتهاء العرض يقدم الطلبة امتحان صغير للتاكد من استيعابهم للمادة.

٢. متعة التعليم، وهي من اهم النقاط لان العالم يتجه نحو نهج جديد لتحقيق نتائج تعليمة عالية وهي “متعة في التعليم” اي خلق بيئة تجعل الطالب يستمتع بالعملية التعليمية نفسيا و فكريا، وهذا ما توفره السينما التعليمية.

٣. تجديد اساليب العملية التعليمية، ان تجديد الاساليب مهم في عملية التعليم لانه يسهل استيعاب المادة بشكل سريع و بسيط.

قد تكون فكرة استخدام سينما تعليمية داخل الجامعات او المدارس كبديل في بعض المواد عن الاستاذ غريبة بعض الشيء ولا يمكن تقبلها في البداية خاصة وانها ستكون بديلا عن الاساتذة في بعض المواد بالتالي قد تتعرض للنقد و التسقيط، لكن في اقع الامر استخدامها يسهم رفع متسوى الاستيعاب للطلبة وتذكر المواد و يضيف متعة للعملية التعليمية، فهي فكرة عصرية جدا لكنها تحتاج الى دعم و رغبة لتكون عاملة على ارض الواقع.