4 مارس، 2024 12:51 م
Search
Close this search box.

التعليم الاِلكتروني في العراق بين الواقع والطموح

Facebook
Twitter
LinkedIn

يمـــر التعليم في العراق بأزمة تشمل كافة مقوماته من الكادر التدريسي والطلبه إلى النظام التعليمي والمناهج الدرسية ووسائله والمستلزمات الدراسيه إلى الأنظمة الإدارية وغيرها, وكذلك التطور السريع الذي حصل بالعملية التعليميه والذي لم يواكبه العراق وذلك بسب الظروف القاسية التي مر بها البلد خلال العقود التي مضت من حروب وتغيرات سياسيه وازمات اقتصاديه تركت اثارها الوخيمه على كافة ميادين الحياة ومنها قطاع التعليم العالي والتربيه. ونتيجة للأسباب التي ذكرت ولاهميه موضوع التعليم الالكتروني نحتاج لتسليط الضوء على هكذا نوع من التعليم حيث كشفت احدى الدراسات التي أجراتها وزارة التربية والتعليم الأميركية عام 2008 لتقييم كلا التعليمين التقليدي والإلكتروني؛ أن التعَلّم عن بُعد يتفوق على التعليم التقليدي داخل الفصول الدراسية، وأكدت الدراسة أن السبب الرئيس في ذلك هو توفير التعلم الإلكتروني الحاجة الحقيقية للطلاب، إذ يُقدم خبرات التعلم الأكثر ملائمة لهم بشكل فردي، وهو ما لا يوفره التعليم التقليدي من خلال الفصول الدراسية.

نتيجة لاهميه الموضوع ولمواكبه العالم ولتطوير الواقع التعليمي في العراق نجد الحاجة ملحة لهكذا نوع من التعليم, في الواقت الحاضر نلاحظ ضاهرة التعليم الالكتروني أنتشرت وزداد عدد المختصين والمهتمين في هذا المجال ولكن هولاء البحاثون والمهتمون والمختصون يعانون من رفض معظم المسؤولون داخل البلاد لاعتماد هذه الطريقة بالتعليم وتاكيدهم على الطرق التقليدية. ومن ناحية أخرى عدم الوعي الكافي في المجتمع لهكذا نوع من التعلم فنلاحظ اغلب طلبة الجامعه لم يسمعوا او يقروا عن التعليم الالكتروني ولم يبين لهم اهميه هذا الموضوع , وكذلك هذا النوع من التعليم يحتاج الى بنى تحتيه الكترونيه لكل من الجامعات والطلبة وكذلك توفر الانترنيت وعمل المنهاج والمحاضرات والامتحانات بصورة الكترونيه , وذكلك تدريب وتثقيف الأساتذة الجامعين على هكذا نوع من التعليم وكما ذكرنا سابقا فان التعليم الالكتروني سوف يوفر الوقت والجهد والمال بصورة كبيرة جدا وذلك بناء على دراسات وتجارب من الجامعات والمؤسسات التي استخدمته. ولقد بينا ماهي المعوقات التي أدت الى عدم استخدام هذا النوع من التعليم في العراق

ان تحول المنظومة التعليمية من الأساليب التقليدية الى أساليب جديدة معتمدة على التعليم الالكتروني يجب ان تكون مسبوقة بوعي وتغير حقيقي في مفهوم ثلاثيه التعليم التقليدية(المؤسسة التعليمه, المعلم, المتعلم), وتحويلها الى عمليه تعليمية اكثر تطور وحداثة وتشمل عناصرها المعلم العصري, الطالب المتفهم, الجامعه العصرية, تكنلوجيا التعليم المتقدمة والمناهج التعليمية. الأهداف التعليمية الواجب تحقيقها وكذلك قبول إجابات وأفكار ونتائج متنوعة، وتقديم المعرفة بدلا من توصيلها ونقلها بالاضافة إلى تقويم المهمة التعليمية بدلا من تقويم مستوى المعرفة هو يمثل أهم شرط مع تشجيع المجموعات المتباعدة بدلا من المحلية.

وحتى يكون التعليم الالكتروني ذات جودة عاليه ونستطيع تحقيق مانطمح اليه في العراق وذلك بتحديد الأهداف التعليمية في بداية العمل،وصياغتها في أسلوب واضح و قابلة للقياس، أختيار استراتيجية التعليم التي تساعد في تحقيق الأهداف التعليمه وكذلك واجهة الدرس تتميز واجهة التفاعل بسهولة الاستخدام، مساعدة المعلم على التشخيص و إلغاء الأخطاء واتسام محتوى الصفحة بالبساطة و الدقة و عدم التكلف وايضا تنظيم المادة العلمية بعناصرها المختلفة في تنسيق مناسب،وضع الأفكار الرئيسة في اعلي الصفحة، تضمين نشاطات فردية و جماعية يقوم بها المتعلمون . الشكل و المظهر أدوات التنقل واضحة و يتعرف عليها بسهولة .

جاء الوقت للتغير الحقيقي في النظام التعليمي وتحويله الى نظام تعليم الالكتروني لما يحققه في ان يساعد كل طالب على ان يتعلم مايتناسب مع ميوله وقدراته مستخدما أحدث أساليب التعليم الالكتروني الذي يتم اعداده بشكل ملائم ووفق استراتيجيات ونظريات تعليميه متقنه يمكن لخريجي الجامعات ليس فقط ان يتمكنوا من مواجهة متغيرات سوق العمل بل المنافسه العلميه بجميع التخصصات , لان في ظل النظام التعليمي الجيد سيكون الخريج قادر على حل أي مشكلة تواجهة من خلال مهارته , وبسبب تعلمه في نظام تعليمي مبتكر يراعي دافعيته وقدرته ويساعد على العمل في تخصصه المناسب الذي يتفق مع قدراته ودافعيته, فحلوله لاي مشكله ستكون حلول مبتكرة تصل في معظم الأحيان الى الابداع , وهذا في النهايه سيؤدي الى رفع شأن الوطن في جميع التخصصات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب