23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

التعديل الوزاري في حكومة السوداني ضرورة سياسية ام خضوع لضغوطات  امريكية

التعديل الوزاري في حكومة السوداني ضرورة سياسية ام خضوع لضغوطات  امريكية

 

تشير التسريبات من داخل المنظومة الحكومية ان رئيس الحكومة السيد محمد شياع السوداني قرر اجراء تعديل وزاري في الايام القادمة ، وكما صرح رئيس الحكومة قبل ايام انه مصر على اجراء التعديل رغم الاعتراض الكبير من قبل بعض اطراف ( الاطار التنسيقي) وخاصة من قبل رئيس الوزراء الاسبق و رئيس دولة القانون السيد نوري ابو المحاسن المالكي ، لان هذا التعديل وحسب ما تشير المصادر انه سيشمل تمثيل الاطار التنسيقي في حكومة السوداني بنسبة قد تصل الى 90% في الحكومة .

ويبدو ان الضغوطات الامريكية قد نجحت في اجبار السيد السوداني على اجراء هذا التعديل وانهاء تمثيل الفصائل الشيعية المسلحة في الحكومة , او كما يسميها الامريكي _المليشيات المسلحة _ فحسب ما يدور في اروقة المطبخ السياسي ان التعديل سيشمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و وزيرها نعيم العبودي ( العصائب) و وزارة العمل والشؤون الاجتماعية و وزيرها احمد الاسدي ( الحركة الاسلامية ) و وزارة النقل والمواصلات و وزيرها رزاق محيبس ( بدر) وربما وزير الاتصالات و وزيرها هيام الياسيري . اما وزارة التربية فهو تغير لاجل رفع الشبة و الاعتراض على التعديل الوزاري ولاجل اعطاءه صبغة سياسية مستقلة لا تخضع للضغوطات الامريكية .
يذكر ان حكومة السيد السوداني تعرضت لضغط شديد من قبل الولايات المتحدة بعد ايام من تسنمها مهامها عبر مسألة دعم الدينار العراقي مقابل سعر صرف الدولار الامريكي و قد اجرت حكومة السوداني مفاوضات مضنية مع الحكومة الامريكية و البنك المركزي الامريكي لاجل دعم الدينار العراقي و وقف التدهور الذي اصاب سعر صرف الدينار مقابل الدولار الامريكي وعلى ما يبدو ان من الشروط التي وضعتها الحكومة الامريكية لتحقيق مطلب حكومة السوداني هو اجراء تعديل وزاري تستبعد فيه ( الفصائل المسلحة الشيعية) من التمثيل الحكومي وهذا ما يكشف سر اصرار السيد السوداني على اجراء هذا التعديل رغم انه يهدد وحدة تحالف الاطار التنسيقي الداعم الاكبر لحكومة السوداني وربما يطيح بهذه الحكومة اذا ما وصلت الامور لكسر العظم بين السيد السوداني و السيد المالكي الرافض لاجراء هذا التعديل_الامريكي_ .
المستغرب في هذا التعديل ان سيشمل وزراء اثبتوا جديتهم و مهنيتهم في ادارة وزاراتهم على الاقل وزارة التعليم العالي و وزيرها الشاب نعيم العبودي الذي استطاع ان يضع بصمته الخاصة في الوزارة و اتخذ قرارات شجاعة و عملية من اجل تطوير و النهوض بواقع التعليم في العراق رغم قصر المدة الزمنية التي تسنم بها الوزارة .

هي دعوة خالصة للسيد السوداني الى مراجعة هذا التعديل او تقديم توضيح مقنع للشعب حول اهمية واسباب هذا التعديل حتى لا يوضع في خانة الخضوع للابتزاز الامريكي وهو المعروف بوطنيته و مهنيته و قدرته على ادارة الازمات .

✍️ علي مدلول الميالي