19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

التعدد المرجعي مفهوم واشكال

التعدد المرجعي مفهوم واشكال

كل مرجع مجتهد وليس كل مجتهد مرجع ، والمرجعية بالاختيار وليست بالفرض يستطيع المجتهد ان يرفض المرجعية ولكنه لا يستطيع ان يدعيها بل من يمنحها له هم المسلمون المقلدون له وهؤلاء ياتون بالاختيار وليس بالاجبار .

مفهوم التعدد المرجعي الذي يطرحه بعض الكتاب في مؤلفاتهم ومنهم عادل رؤوف فانه ليس بامكان من يدعيه او يرفضه يوظفه وفق مفاهيم معينة ، المرجعية شخص واحد يرجع اليه المسلمون ، وهذا لا يعني منع او حرمان او عدم جواز الرجوع الى غيره ممن يحصل على رتبة الاجتهاد فهنالك مسائل يخير المرجع مقلديه بان يلجاوا الى غيره في طلب الحكم .

ولكن للاسف ان المنظرين لهكذا مفهوم يتحدثون عن العلاقات الشخصية على حساب الاحكام الشرعية وهنالك من يتقول على المراجع بما ليس فيهم ومثلا لماذا لا يتزارون ولماذا اذا اختلفوا تنازعوا وهذا كله من خيال قائله، النبي واحد والامام واحد فالمرجع واحد هو لسلامة وحدة المسلمين ، ولكن هذا لا يعني حرمان الاخرين ولكن الاغلبية من المقلدين هم من يمنح لقب المرجع ، الامام الحسن عليه السلام هو امام الامة بعد ابيه وهذا لا يعني ان الامام الحسين عليه السلام اقل منه علما فكلاهما امامان ان قاما او قعدا ، والامام الصادق عليه السلام امام الامة وهذا لا يعني ان زيد عليه السلام اخطا.

في كتاب العمل الاسلامي في العراق للكاتب عادل رؤوف اوقع نفسه في تناقضه عندما تطرق الى موضوع تعدد المرجعيات وبدا يخلط بين العلاقات الاجتماعية والقضايا الافتائية ومن ثم استشهد بقول لاحد القائلين بانه ” باصطلاح علم الاصول الخلاف له منشا نزاع ” وبدا يمدح ويعقب على هذا القول وفي نهاية الموضوع هو نفسه يستشهد باية ( ولا تنازعوا فتفشلوا ….) ليفسر الاية وفق تفكيره قائلا ان الله لا يطالبنا بان لا نختلف ولكن ان لا نتنازع ، وهذا اما هو خطا في تفسيره او المقولة التي استشهد بها خطا ؟

وغايته من هذا الطرح ليخلق اجواء الخلاف بين السيد ابي القاسم الخوئي والسيد محمد باقر الصدر فان صح ما قاله هنا اساله ممن كانوا حسب رايه يتبعون السيد الصدر ماذا قدموا للعراق اليوم ؟

ان حصلت التعددية فهذا يعني حصل التشتت في التقليد والا من يلتف حوله الناس اكثر من غيره فهذا هو مرجع الامة ، واما الحديث عن الشورى فهذا موضوع اخر له مفاهيمه التي قد التبست على من لا يحدد بالدقة معنى الشورى .

اعود الى غاية المؤلف من هذا الموضوع هو العمل الحزبي وهذا يتشعب الى شقين ، الاول مبادئ واسلوب تحقيقها ، الثاني هل الاسلام بحاجة الى حزب ؟

الاحزاب تتشكل اما لتغيير واقع سياسي او للنهوض بواقع ثقافي وان تزاحما فالاولى النهوض بالواقع الثقافي ، وعلى مؤسس او مؤسسي الحزب ان يجدوا وسائلهم في تحقيق الاهداف لا ان يتكاوا على مركز ثقل غيرهم ليكون طوعا لهم .

فان اتفقوا على النهوض بالواقع الثقافي اولا فهذا هو ما تعمل عليه المرجعية ، اما تغيير الواقع السياسي يعني ثورة او انتفاضة او انقلاب فهذا لا ياتي بنتيجة من غير ان يتحصن المجتمع بواقع ثقافي يمكنهم استيعاب ضرورة التغيير، واما ان كان اعتقادهم القيام بالامرين معا اي تغيير الواقع السياسي والنهوض الثقافي فهذا امر يؤدي الى فوضى ويكفينا عبرة مما حدث ويحدث في العراق .

السلطة مهمة وضرورية لان نعمم القيم الاسلامية ولكن ليست الهدف عندما لا تكون الارضية سليمة للوصول اليها ، فالامام الرضا عليه السلام رفض الخلافة لا لانها ليست استحقاقه او لا علاقة للامام بالخلافة بل لان ارضية المجتمع في وقتها لا يمكنها ان تتقبل ما سيامر به الامام عليه السلام ، وبالرغم من ذلك فهنالك من عاتب الامام بسبب قبوله بولاية العهد فاجابه الامام عليه السلام بسؤال واستيضاح قائلا الم يطلب النبي يوسف عليه السلام الحكم ؟ فاجاب المعاتب نعم فقال له انه نبي وانا امام ولم اطلبها بل منحت لي ، اليس الامام الحسن عليه السلام صالح معاوية بشرط ان تعود الخلافة له او لاخيه ؟ فمن يقول ان الشيعة لا يريدون الحكم هو واهم ولكن اسلوب الحصول على الحكم هو المهم فليس كل من يدعي الثورية للاسلام هو طريق سليم نعم قد يكون المدعي صادق لكن عندما يكون التخطيط والتخمين فيه خلل فالخسائر فادحة بالارواح والمفاهيم